مجالس البدو التي كل ما جلست فيها ضقت ذرعاً بما يحصل من غوغائية التفاخر بالأنساب والغزوات الهمجيه
ولأنني كنت قبلياً في يوم من الأيام جلست مع نفسي وأخذني التفكير وأخذت أبحث عن ما يدعو للفخر في معارك البدو
التي حصلت وتركت أرثها التاريخي حتى عصرنا هذا فلم أجد إلا مجموعة من قطاع الطرق والمرتزقه والحرامية
تغزو بعضها البعض وتتناحر فيما بينها وكل يسرق وينهب خيرات الآخر فهل أصبحت السرقات وترويع الآمنين مصدر
تفاخر بالنسبة للبعض عندما شاهدت مقتطفات من مسلسل نمر بن عدوان وجدت تناقض في حلقات المسلسل
غير طبيعية فالفارس الشهم نمر عندما ترك المشيخة لأبن عمه حمود وغادر قومه ليعيش بوسط قبيلة أخرى
حدث وإن تعرضت القبيلة التي يقيم عندها إلى غزو من قوم فما كان من الفارس الشهم إلى أن أمتطى حصانه
وهو مريض وذهب ليصد الطامعين وفي مشهد أقرب إلى الأفلام الهندية يهزم فيه المعتدين ويردهم خائبين بعدما
أرجع الحلال إلى القبيلة وبعدها بأيام يخرج إلى القنص ليلتقي بشيخ قبيلة يتبادل معه أطراف الحديث ثم يقوم الشيخ
بدعوة نمر بن عدوان للذهاب معه إلى الغزو يوافق نمر ويتحول من فارس شهم إلى لص أو قاطع طريق فهو
لم يغضب لأنه سرق حلال الآخرين وروع الراعي المسكين الذي هرب من وطيس المعركة بل غضب من التقسيم الغير العادل !!؟
وبحصته الزهيدة التي أعطاها ليه شيخ القبيلة فعاد إلى زوجتة يروي له الظلم الذي تعرض له ثم يذهب إلى النوم وكأن شيئاً لم يحدث
قبل كل هذه المعطيات هنالك فوضى تحصل عند الحديث عن الأنساب لا ضير من التفاخر بالنسب ولكن لابد أن يكون هذا التفاخر
في مكانه فغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم هي مصدر فخر لكل مسلم لأنها كانت رسالة توحيد لنشر ديننا الأسلامي الحنيف
ومع أنها كانت كذلك إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحرم توريع الأمنين وقتل الأبرياء حتى الشجر حرم أقتلاعه
لا بد أن يجلس كل شخص فيه تعصب لقبيلته ويعلم أن شريعة الغاب التي كان يتحاكم فيها البدو في حقبة من الزمن
لا تعد سوى أنها نقطة سوداء يجب التخلص منها لأنها كانت تحوي بين طياتها أجرام وسرقات لا يمكن أبداً أن تكون مصدر فخر !
لذا إن أخذتني العصبية القبلية في يوم من الأيام أرجو منكم تنبيهي حتى أعود لرشدي !