الوردة التي بداخلي
كنت في طريقي إلى البيت عندما مررت بمحل للورود. جذبني منظر الورد بألوانه وبالفرحة التي تكسوه.اخترت وردة أعجبتني, وضعتها على مكتبي.استنشقها من حين لآخر, أتأملها معظم الوقت, أعتني بها دائما.
لكن ليست هذه هي الوردة التي أقصدها حين أقول أنها لن تذبل.. بل ما أقصده هي الوردة التي بداخلي والتي لابد وأن تكون بداخل كل فرد منا.
لن تذبل لأنني أعتني بها أكثر من أي شيء آخر.لن تذبل طالما أنني أسقيها كل يوم بالحب والإصرار. الحب الذي يملأ قلبي نحو كل شيء حولي,حتى نحو الأزمات التي أحببتها لأنها علمتني الكثير.
أسقيها بالإصرار الذي أواجه به المصاعب والكرب. فلا داعي لأن تقلق عندما تسقط من على السلم.. المهم أن تنهض بسرعة وتبتسم وكأن شيئا لم يكن! وهذا ما أفعله بالضبط.. أواجه أي عقبة تقف في طريقي بلا تردد. قد أقع, لكني أحاول النهوض.قد أقع مرة أخرى حتى قبل النهوض,لكني أصر على النهوض من جديد مرات ومرات دون كلل.
هذه الوردة بداخلي لازلت أرويها بالصبر حتى نمت وتفتحت أوراقها وملأت كياني بعبيرها.
لن تذبل لأن البذرة التي نمت بها هي الإيمان. وعندما تؤمن بالله عز وجل وبأنه قادر على كل شيء, عندما تؤمن بالحياة من حولك وبالنجاح وبالفشل, وتؤمن بنفسك وعندما تؤمن بالحب وتؤمن بالحزن وبالسعادة.. حينها فقط لن تضعفك المحن.
وكما يقال لا يوجد ورد بلا أشواك, فقد أعطتني هذه الوردة بداخلي القوة لأبتسم حتى في أحلك الظروف. لأحمد الله على كل حال ثم بأشواكها أقهر الفشل وأحارب اليأس والاستسلام.
أنت تعلم أن الوردة قد نمت بداخلك وأنها لم تذبل, عندما ترى لونها اليانع المبهج يطغى عليك ويكسو وجهك بابتسامة جذابة مشرقة, عندما يحيط بك عبيرها من كل جانب, فيستنشقه من حولك دائما ويحسدونك عليه أحيانا