جميعنا يعلم مالبر الوالدين من اجر عظيم لا يعلمه الا الله سبحانه فهنيئا لك يامن كنت ولا تزال بارا بوالديك لاسيما عند كبر سنهما ، عندما رق عظمهما واحتاجا الى عطفك الذي لطالما وهباك اياه، عندما كنت طفلا صغيرا الى ان صرت شابا يافعا والى يومك هذا يراك والداك بأنك مازلت ذلك الطفل الصغير الذي يحتاج الى تلكم الرحمة وذلك الحنان ، الم تستغرب يوما وفي عمرك هذا بعض الكلمات بل بعض النظرات التي تصدر من ابويك وخصوصا امك وكأنك مازلت ذلك الطفل الصغير الذي ابدا لا يعيش من غير حنان ولا عطف ابوي ، مع انهما هما الذان يحتاجان الى الرعاية و الحنان ، يا الله ماهذه الرحمة المنقطعة النظير وماهذا الحنان الذي مابعده حنان أهي فلسفة الابوة ام ماذا ؟؟؟؟؟
بل هي رحمة وضعها الله سبحانه في قلوب ابوينا لحكمة عظيمة .
يروي لي احد الذين كانوا في مكة لأداء الحج قبل بضعة سنين وقد شاء الله ان النار تلتهم بعضا من مخيمات الحجيج يقول ونحن نتفقد الخيام علنا نجد جريحا نسعفه فإذا ببكاء ذلك الطفل ، فمشينا خلف صوت البكاء الى ان وجدنا الطفل فإذا بمنظر تمنيت لو اني لم اره ابدا ، طفل وقد كان رضيعا ، يبكي على ذراع والدته التي نجحت باخراجه من الخيمة حتى لا تلتهمه النار وماتت هي ..
سبحان الله انظر كيف ضحت هذه الام بنفسها لكي يعيش وليدها وقرة عينها وقد نجحت بفضل الله الا ان الله لم يكتب لها ان تعيش هي.
قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً [العنكبوت:8]. وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14].
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: { جاء رجل إلى رسول الله فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال رسول الله : "ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما" }.
وقد سال احد الصحابة رضي الله عنهم الرسول الكريم قائل((يا نبي الله أي الأعمال أقرب إلى الجنة قال الصلاة على مواقيتها قلت وماذا يا نبي الله قال بر الوالدين قلت وماذا يا نبي الله قال الجهاد في سبيل الله))
وقد كان ابو هريرة إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً.
(( رب ارحم والدينا كم ربونا صغارا))