بسم الله الرحمن الرحيم
حينما فتحت نافذتي الصغيرة صباحا, أسدلت الشمس أشعتها على وجهي . نظرت إلى الوجود من حولي فلم أرى سوا
صحراء شاسعة فارغة من الحياة والوجود أو ريما كان هذا شعوري أو ربما كان هذا هو إحساسي فيها ,
لا أرى في هذه الصحراء سوا أشجار الصبار تملأ المكان هنا وهناك على مد البصر وتحت إحدى أشجار الصبار غرست
وردة ألجوري !!! هذه الوردة التي تعشق المطر واللعب فيه ... وهي تخضب يديها بالطين .
لكن في هذه الصحراء لا مطر ولا طين , لا يوجد سوا صوت الهواء يكاد يصم إذني انتفض أحاول إن أتمسك بشدة
بأشجار الصبار ... ألم فظيع ... آآه .. يزداد صوت الهواء, وحرارة المكان تسري في جسدي .. وتزيد من جفاف الجلد
الذابل الذي يخنق عظامي... كلما نظرت إلى تلك الصحراء والى أشجار الصبار انتابتني قشعريرة ياهتز لها كياني لم
أكن أتخيل يوما بأني سأكون واحدة منهم أعيش معهم في هذا المكان الموحش , الذي فقدت فيه كل أمل في العثور
على الحياة التي احلم فيها الحياة التي تسدل على الأمان والسكينة , كنت احلم بالحياة التي تبتعد بي عن آلامي
الدفينة , شعوري بالحرمان يقتلني ,لقد ودعت أحلامي , وجئت إلى هذه الصحراء ودعت قبر أمي للأبد لأموت هنا لم
آتي هنا برغبتي , تعاني نفسي من قسوة الأيام تضيق بي الدنيا رغم اتساع الأفق ثمة شيء ما تستوطن هذه الصحراء
بساحتها الفارغة تملأ قلبي بأشباح الخوف , تجرحني أشجار الصبار بأشواكها تدميني تسقط أوراقي , اصرخ وابكي
قلبي الذي حطمه الشقاء الذي عشته , والحنان الذي فقدته , عشت وسط مجتمع قاسي لم يرحم طفولتي البائسة لم
يرحم روحي المشتاقة للامان والاستقرار , صرخت بكت ذرفت الدموع فعلت كل ما تستطيع أن تفعل لتثبت لهم بأنها
إنسانه لها وجود , حية لا يزال دمها يجري في العروق ,,,
تجاوزت هذه الوردة الأيام والسنين ونبت وردة ألجوري في الصحراء بلا راعي وغدت تلك الوردة التي تفجر جمالها
الكامن في شجونها وتنثر البؤس على أوراقها جمالا خاصا وودعها تاركا إثارة على أوراقها الندية.
ملاحظه.....
يحتفظ الورد بعبيره وجماله حتى ولو ذبل وفارق الحياة!!!
خـــلــــود....