نجران - معيض الرفدي الحياة - 10/06/06//
توجهت لجنة رباعية أمنية أمس، مُشكّلة من قطاع حرس الحدود وشرطة نجران ومكافحة المخدرات وإمارة منطقة نجران، إلى موقع الحرشاء (140 كيلو متراً شمال الخرخير)، وهي المنطقة التي شهدت أول من أمس إحباط محاولة تهريب نصف طن من مادة الحشيش المخدر، وذلك بعد رصد إحدى دوريات حرس الحدود سيارة قام سائقها بالتسلل إلى الأراضي السعودية.
وأوضحت مصادر أمنية لـ«الحياة»، أن اللجنة الرباعية ستتولى معرفة مصدر تلك السيارة التي كانت تحاول إدخال نصف طن من الحشيش المخدر، والدولة التي قدمت منها، وذلك بعد التحريات والبحث المكثف.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي: «إن سائق السيارة رفض التجاوب مع نداءات التحذير بالتوقف وبادر - مع رفيقه - بإطلاق النار على دوريات حرس الحدود التي كانت تتبعهما، الأمر الذي أدى إلى مطاردة السيارة والتعامل مع أصحابها بالمثل». واستمرت المواجهة معهما نحو 20 دقيقة.
وأشار الناطق الرسمي في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية، إلى أن الحادثة نتج منها استشهاد العريف عبدالرحمن إبراهيم حمد القحطاني، ومقتل أحد المهربين وإصابة الآخر والقبض عليه.
موضحاً أنه عثر في السيارة التي تمت مطاردتها على الحشيش وبندقية من نوع «شاخوفة» وأخرى من نوع «كلاشنيكوف»، مع عدد من مخازن الذخيرة للبندقيتين، إضافة إلى جهازين من نوع «فارمن» وجهازي اتصال ثريا، وأربعة هواتف جوالة. وأكد التركي «أن هذه العملية تمت بشجاعة مميزة واستبسال في أدائها».
يذكر أنه سبق لقوات حرس الحدود أن أحبطت الأحد الماضي تهريب ما قدر بطن ونصف الطن من الحشيش، حاول مهرباه القادمان مما وراء صحراء الربع الخالي (جنوب البلاد) النفاذ بها إلى داخل البلاد. فيما أحبطت الأربعاء الماضي محاولة عراقيين تهريب 40 كيلو حشيش.
إلى ذلك، اعتبر والد العريف في قوات حرس الحدود في منطقة الخرخير عبدالرحمن القحطاني، أن وفاة ابنه أثناء مواجهة مهربي مادة الحشيش المخدر «تجعلنا نحتسبه عند الله شهيداً، حيث قضى وهو على رأس خدمته العسكرية»، بعد خدمة استمرت 17 عاماً.
وأكد إبراهيم بن حمد القحطاني استعداده لأن «أفقد جميع أبنائي في سبيل الوطن». وكشف عن الساعات الأخيرة في حياة ابنه الشهيد، حيث لاحظ الأب كثرة اتصالات الراحل «وكان يعرب خلالها عن اشتياقه لرؤية والدته خصوصاً، ولبقية أفراد الأسرة». وأوضح أن ابنه عبدالرحمن (36 عاماً)، متزوج ولم يسبق له الإنجاب، «إذ التحق في عام 1989 بالخدمة العسكرية في حرس الحدود، متنقلاً بين المنطقة الشرقية ونجران». لافتاً إلى أن الشهيد كان مثقلاً بالديون قبل استشهاده، حيث قدرها بـ «170 ألف ريال».