قصص وعبر ..الكلاب والفرس. وثور المزرعة
يروي الرواة... انه في احدى قرى الموسوعة شمال طنجاكيا .... فتى يافعا في مقتبل العمر ... ورث عن ابيه "مالا كثيرا, ومزارع واسعة".... وورث عن أمه " ثور , وفرس, واربعة كلاب".
عاش الفتى اولى ايامه في سعادة ...المال وفير ... والارض تنتج الثمار ... ......والنهر على بعد ميل..... وكان يستعين في اعمال يومه ومهام امره.... على الثور ... فالثور هو الذي يحرث الارض, وهو الذي يجمع المحصول... وهو الذي يجلب الماء ... فيما تقتصر مهام "الفرس" على مشاركة "الفتى" الزيارات والاحتفالات , والمهرجانات... بينما تنحصر دور الكلاب على حراسة الحمى .. من مزارع وحيوانات.
كان الفتى يعتني بفرسه "اعتناء كبيرا"... يغسله يوميا , وينظفه ويمشط ذيله .. ويطعمه "بقايا الاكل الفاخر من بطيخ وشمام , وعنب" .. ولا يشرب من الماء الا أعذبه ... ولا ينام الا في اسطبل واسع بارد ... كما ان الكلاب تحمي الفرس من "اي خطر"...بينما يقتصر أهتمام الفتى للثور ...على أن "يمسح" ظهره كل اسبوع مرتين .... فيما يكون طعامه "التبن"... وشرابه "الماء الكدر"... واحيانا تختلط "المياه الكادرة مع مياه الصرف الصحي"... والثور "يجيب شركة تغسل خزان المياه"....
إن تأخر الثور "في الزراعة او جلب الماء"... يمنع الفتى عنه الطعام عقابا.... فيما الفرس تتراقص "يمينا وشمالا"....
ومع "حداثة سن الفتى" ... فقد كان عرضة للاستغلال ..... وهو ما كان... فطارت الكثير من الاموال ... على التبرعات والهبات والشهرات.. ووسائل الاعلام ورجل الصحافة..
وكلما "ازداد" تبذير الفتى... كلما ازداد الثور حرمان, ونقصا في الطعام...... بينما يزداد الفرس دلالا , ودلعا.
وذات يوم ... ضرب القرية اعصار ... هطلت معه الامطار ... والكل يسأل الغفار.... يا غفار.. يا غفار.
كانت مزرعة الفتى اكثر المزارع تضرارا ... واشدها "غرقا"... فتساقطت الكثير من الاشجار .. وتحطمت الجدران ... وكان لابد للفتى من تحرك سريعا.. للمحافظة على "سلامة الارض" والدفاع عن العرض.
وقف الفتى "الراعي" .. يخطب في رعيته من الكلاب والفرس والثور ...قائلا:
اما بعد .. فقد ضرب الاعصار مزرعتنا الحبيبة ... تساقطت معها الاشجار ... و نفقت العديد من الدواجن ... وتضررت الاسطبلات .. ولابد من وضع خطة , لاعادة بناء وطننا الغالي... وانا اعلم ان هناك اخطاء من الجميع .. ولكننا يد واحدة ... سنبني ارضنا من جديد .. يد واحدة سنزرع .. يد واحدة سنحصد , وسنجلب الخير ... يد واحدة , سنتقاسم الخيرات والرفاهية.
صرخ الثور سعيدا ... اخيرا ... اخيرا ... سآكل كالفرس... وستحميني الكلاب من الاطفال ... سأنام في الاسطبل.. تحت سقف يظللني ... وجدران تلمني ... اخيرا ... احسست بحقوقي؟
وضع الفتى "الراعي" خطة .. لانقاذ المزرعة .... تتمثل في بناء اسطبلات وصنادق مؤقته في أعلى الجبل ...لحماية الفرس والدواجن والكلاب من الماء الذي اغرق المزرعة ... فيما يقوم الثور "كالعادة"... في عملية نقل الماء من الزرعة الى مجاري النهر ... وبعدها يقوم الثور بنقل الشجر المتساقط .. وإعادة بناء الجدران والاسطبلات المحطمة .. ومن ثم "يزيد الثور نشاطه" لزراعة شتلات صغيرة بدلا من الاشجار التي تساقطت">>>>> خطة محكمة
وقد استعان الفتى "الراعي" .. بمجلس ادارة "دار اللقطاء" للاشراف على تنفيذ الخطة... ورغم ان تكاليف "الاشراف" .. استنزفت جميع الاموال "الكاش" في خزنة الفتى ... الا انها لم تكن مهمه "في نظره" لضمان اعادة المزرعة كما كانت.>>> وسيتم تعويضهم من قوت الثور.
كان الثور يعمل "بجد, ونشاط"...وهو سعيد بما سمعه من كلام الراعي ... فسيتبدل الحال عن الحال ... وستتغير الاحوال .. وسنفارق التبن ... فمرحبا بالبطيخ....
وخلال ايام ... استطاع الثور من اتمام "مهمته"...ورجع الجميع الى المزرعة ... الفرس في الاسطبل ... والكلاب في الحراسة ... والراعي "في منزله"..... والثور الى مزرعته ... وعند الغداء .. تفاجأ الثور بالتبن من جديد .. فلا بطيخ , ولا شمام... والنوم في ارض المزرعة, تحت الشجرة.
بعد ايام ... اعلن "الثور" العصيان ... فأضرب عن العمل ... فلا انا "زارع".. ولا انا "ساقي".... واذا كنتم ستمنعوني "الطعام"... فتدبروا امر "انعامكم" ... وتدبروا أمر "شرابكم"... وطز فيكم <<< قليل ادب هالثور ما يعرف يحكي مع الرعاة .
جاء الفتى "الراعي" للتفاوض مع الثور ... فقال له "الست تأكل؟ ألست تشرب؟ الست تنام؟"... فقال الثور "انا لا اريد اكثر من المساواة مع الفرس".... فصرخ الفتى في غضب وقال مهددا "إن لم ترجع الى سيرتك الأولى ... فمصيرك العصا .... والكلاب تنهش لحمك"...فخق الثور أيما خقخقة .. ولان في مطالبه ... فقال "طيب تزيدون لي كيمة التبن"... فرفض الفتى طلب الثور خوفا عليه من طغيان النعمة.
رجع الثور الى اعماله اليومية .. مطأطأ الرأس مكسور الجناح ... والراعي لم يمسح على ظهره من ذلك اليوم ... والكل يعيش سعيدا .. وهو مع همه تعيسا.
ومع مرور الوقت .... بدات الموسوعة في التطور... فبدات القرية تطبق مفهوم الحياة المدنية في جميع اركانها .. وخرجت الجمعيات العديدة .. وكان اهمها للثور ... جمعية حقوق الحيوان... حيث وصلت اخبارها اليه... وبدا يستفسر ويسأل عن اهميتها ودورها .
عندما عرف الثور ان "هناك جمعية تهتم بحقوقه"... فلن يستطيع الفتى "ضربه" او ترك الكلاب تنهش لحمه ان هو اعلن الاضراب مرة اخرى ... ولم يتاخر عن ذلك.. فاعلن الاضراب والعصيان.
هذه المرة . خشى الفتى من "مطاردة جمعية حقوق الحيوان"... إن هو ضرب الثور, او منع عنه الطعام, او تركه فريسة للكلاب... ولكنه في الوقت ذاته يرفض "ان يعطيه ما يعطي الفرس, خوفا على شعور الفرس, وخوفا على الثور من طغيان النعمة".... كما يرى الفتى "أن الترف الزائد" قد يدفع الثور الى ادمان المخدرات, والامراض الجنسية. فما العمل؟
دبر الفتى خطه.. ويالها من خطه
وافق الفتى "على اعطاء الثور" حزمة من الجزر .. كل شهر .. شرط ان يكمل اعماله اليومية ... بانتظام.
واذا هو اكمل "العشر سنين" في جد وانتظام دون تكاسل او مرض... فسيبني له "اسطبل" صغير , يلمه.
نبحت الكلاب "لهذه المكرمة".... وازدادت نباحا .. ونباحا .
وعلى عجل... وافق الثور على هذه المكرمة ... ورقص على نباح الكلاب.
ومع مرور الايام .... .. تزوج الفرس "من حصان الجيران".. واصبح له ابناء .... بينما ثقلت خطوات الثور... فزادت سنين عمره... وكسى البياض وبره.
وبعد ان مرور السنين العشر المتفق عليها .... احتفلت المزرعة بثور جديد .... بدل الثور الذي مات
ملاحظة .. تؤكد مطاعم ماكدونالد ان لحم الثور المستخدم في الهمبرجر هو لحم الثور في القصة.
09/05/06, (11:13 PM)
الكلاب . الفرس . ثور المزرعة
العرض العادي
