بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة تمرير رسائل البريد الإلكترونى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوتي في الله
كثيراً ما يصل إلى بريدك الإلكترونى رسائل دينية جميلة, بعضها يحتوى على أذكار و أحاديث, و بعضها يحتوى على معجزات علمية, و بعضها يروّج لمواقع معينة . و رغبةً فى الثواب-و لأن الدال على الخير كفاعله-يقوم المسلم بحسن نية فور تسلمه لهذه الرسائل بتمريرها/أو عمل Forward لها لكل من يعرفه . و المشكلة ليست فى تمرير الرسالة, فنحن نحث كل من تصل له معلومة أو خاطرة أو موعظة جميلة أن يرسلها ليتعظ بها غيره.
و لكن المشكلة فى أن محتوى الرسالة أحياناً يكون غير صحيح, و يحوى أخباراً كاذبة أو على الأقل غير دقيقة, و للأسف نقوم بحسن نية بتمرير الرسالة. و سأضرب لكم بعض الأمثلة لبعض الرسائل التى انتشرت حديثا
- الكلام عن معجزة علمية هزت العلماء بأمريكا ,و قياس ذبذبات تصدر عن نباتات و نتج عنها لفظ الجلالة مرسوماً على شاشة الجهاز, و هو خبر قام بعض الملاحدة (عرب للأسف) بتأليفه فقط للسخرية من غباء (المتأسلمين ) على حد وصفهم , و قاموا بوضع الخبر على أحد المنتديات الإسلامية و هم على ثقة من أن المسلمين سيقومون بنشرها بأنفسهم خلال كل المنتديات و عبر الإيميل , و قد صدق ظنهم للأسف.
- الكلام عن أن فلاناً حلم بالرسول (صلى الله عليه و سلم) أو السيدة زينب أو ... أو..... , و قيل له أن يقوم بعمل كذا و كذا و نشر كذا و كذا, و أن من أرسل الرسالة رزقه الله و تزوج, و أن من لم يرسلها افتقر و كسرت رجله .....الخ , و هى قصة قديمة سمعناها منذ كنا أطفالاً, و كل فترة نجد من يقوم بنشر هذا الحلم بين الناس طمعاً فى الرزق المذكور أو خوفاً من اللعنة, و ما كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ليؤذى أحدا, و الأمر كله لله, و الله هو الذى قال لنا فى كتابه ((اليوم أتممت لكم دينكم )), فمن كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم نستقى ديننا، لا من البدع و الأوهام والخرافات.
- صورة غريبة لفتاة قيل أنها مُسخت, ثم تبين أن الموضوع عبارة عن صور قامت فنانة بصنعها بالكمبيوتر .
- صورة قيل أنها بالقمر الصناعى لمكة والمدينة و يظهر بها الحرمان منيران فى ظلام الليل, و تبين عدم دقة الخبر.
هذه مجرد أمثلة, وكلها يقوم المسلمون للأسف بتداولها بينهم و تسرى سريان النار فى الهشيم, فمن المسئول عن نشرها غير من يريد كيداً للإسلام ؟؟؟
من يريد نشر المعلومات الخاطئة والبدع والخرافات بيننا؟
إنهم أعداؤنا و نحن نساعدهم بحسن نية للأسف .
فهم الرابحون سواء اكتشف المسلمون الخديعة أم لا, إن لم يكتشفوها فقد أضيفت لهم بدعة فى الدين, و إن اكتشفوها فربما أدى تكرار خيبة الأمل التى تتبع الفرحة بالخبر المكذوب الى شك المسلم فى دينه والعياذ بالله.. في حين أن ديننا العظيم كامل بما فيه ولا يحتاج الى هذه القصص الوهمية لنتثبت من أنه الحق من الله .
و حتى لا نقع فى هذا المحظور نرجو الآتي :
ألا يقوم المسلم بنقل أي خبر بدون وعي إلا بعد التثبت والتأكد منه, و يمكن ذلك عن طريق مراجعة المواقع الإسلامية المعتمده