أسفرت نتائج مسابقة شاعر الحريّة التي نظمتها شبكة الجزيرة الإعلامية، والتي تأتي بالتزامن مع احتفالات الشبكة بمرور 15 عاماً على انطلاقها، عن فوز الشاعر السوري "ياسر الأطرش" والشاعر المصري "ضياء الكيلاني"، والشاعر العراقي "هزبر محمود" بلقب شاعر الحريّة.
وكانت الأمسية الشعرية الأخيرة قد أقيمت وتم بثها على قناة الجزيرة مباشر، بعد منافسة قوية بين 12 شاعرا عربيا،هذا وحصل الشعراء الثلاثة على درع "شاعر الحريّة".
وكان التنافس بين الشعراء الـ 12 بالغاً أوجه حتى اللحظات الأخيرة من الأمسية الختامية، والتي حُسمت بإعلان الفائزين الثلاثة، إلا أنّ كلاً من الشعراء كان جديراً باللقب، إذ إنّ اختيارهم كان من بين مئات الشعراء المتقدّمين إلى هذه المسابقة لما لها من معانٍ وقيم إبداعيّة وإنسانيّة.
وكما كانت تونس هي الشعلة التي أضاءت فتيل الحريّة من خلال ثورة الياسمين التي انطلقت مطلع هذا العام، فقد كان حضورها في هذا المحفل له جميل الأثر عند الحضور والشعراء على حدّ سواء، حيث لاقت أهازيج فرقة الشمس التونسية التي اختتمت حفل أمسية الحريّة استحسان الحاضرين وحماسهم وتصفيقهم الشديد ليكون المشهد مهرجاناً عابقاً بالفرح والحريّة.
أمّا عن الشعراء الذين تمّ تتويجهم بدرع الحريّة فقد كانت قصائدهم مزغردة بالمعاني العميقة والجليلة والسامية، حيث ابتدأ الشاعر السوريّ ياسر الأطرش قراءته بهذه الأبيات:
لو ذمّ واحدنا في الحلم حاكمه لكان غيَّر للأحلام مجراها
وأيقظ الروح حتى لا تنام، فإن نامت تبوح بما تخفي ثناياها
تخاف من سرها يدريه طاغية ولا تخاف الذي يدري خفاياها
حاشاه تأخذه عن ملكه سِنَة أو أن يكونوا له ندّا وأشباها
وكذلك كان الشاعر المصري ضياء الكيلاني حيث اعتلى المنبر بهذا الشدو :
تريدين مني.. ما يريدونه.. أدري فكم عبرة مرت إلى بيتها عبري
وكم ليلة –أماه- والرسل بيننا وكم بت مزهوا بما لم يكن قدري
وأمّا ابن العراق الشاعر هزبر محمود، فقد بدا صوته واثقاً لا يخلو من حزن العراق الذي طالما أرهق أفئدة العرب جميعاً فافتتح قصيدته :
هي مقلة التاريخ ظل بريقها يشتد حتى أنهك الألوانا
كم مرة صَلُبَ الفضاءُ، فثقَّبتْهُ بنورها كي تبعث الأغصانا
ما ميّز هذه المسابقة عن غيرها من المسابقات كما وصفها كثيرون أنّها لم تأخذ منهجيّات المسابقات الأخرى، وقد بدا ذلك جليّاً حين لم يعلن ترتيب للمراكز الثلاثة التي حصل عليها الشعراء ...