هل أنت متسامح ! اذن أنت قوي !
كم مرة أساء الآخرون إليك ؟
وكم مرة أسأت أنت للآخرين ؟ ..
عندما يسيء الآخرون لنا نتألم, وقد نغضب منهم
ولا ينعكس ذلك على معاملتنا لهم فحسب، بل ينعكس أيضاً على الذين لم يسيئوا إلينا, وكأننا ننتقم منهم رغم أنهم لم يفعلوا شيئا يستحق سوء معاملتنا لهم .
ونتوقع لبعض الوقت أن يأت المسيء ويعتذر إلينا ..................
وقد يأتي ولكنه لا يعتذر مطلقا !!!!!!!!!!!!!!!
لأنه من وجهة نظره لم يفعل شيئاً يستحق أن يعتذر عنه!
وتزداد العلاقات توترا، لاسيما إذا كانت هناك معاملات يومية, وقد تتدهور مع مزيد من المعاملات ومزيد من الأخطاء .
وقد يحدث تباعد وفتور وتجمد في العلاقات وتنقطع جسور ودوائر الاتصال بيننا وبينهم
لكن .................
يظل ذلك الشيء الثقيل الحزين بداخل مشاعرنا كلما تذكرنا إساءتهم لنا, وكلما تذكرنا أنه كان من الأفضل تصفية الجو بكلمة صادقة للاعتذار, أو بأن نسامحهم ، فالمسامح كريم
ماذا يحدث عندما تجرب الصفح والتسامح وتعفو عمن أساء إليك؟!
اعلم أنه لا يقدر على ذلك إلا من يتمتع بسمو خلقي وشخصية قوية
فالشخص الضعيف لا يقوى على التسامح مع من أساء إليه, بل لأنه ضعيف يحنق ويغضب ويتمنى لو استطاع أن يرد الإساءة بمثلها حتى ولو بمعركة كلامية .
جرب أن تصفح عن شخص أساء إليك
فالصفح عند المقدرة قوة ونُبْلُ خُلُق
وتذكر أن تسامحك وعفوك عن المسيء إليك اختيار صعب.. لكنه الأقوى
ومن يسامح يوما على إساءة سيلقى المسامحة يوم أن يكون هو المسيء .
جرب ولن تندم...
فالتسامح كلمة جميلة باتفاق اللغات والأعراق، والأمم كلها، ولذلك علينا أن لا نضع أيدينا على قلوبنا، وأن لا نخشى من طرح هذا الموضوع، بل يجب أن نلح عليه لنكسب أنفسنا والآخرين .
وهو قيمة أخلاقية عظمى، وانتصار لروح الخير والأخلاق في النفس الإنسانية على روح الشر من الاستجابة لنزغات الشيطان.
التسامح هو أساس التعامل الذي يفترض أن يحكم علاقة الناس بعضهم ببعض
أما الإصرار على رفض التسامح فهو إصرار على إلحاق الأذى بالنفس قبل الآخرين، وهو إصرار على المعاناة الشخصية في مواجهة قلب يموج بذكريات مؤلمة عن الآخرين
وإذا أردت أن تعرف قيمة العفو والصفح والتسامح تذكر الأخطاء التي وقعت منك تجاه الآخرين وحاجتك للعفو من الله عز وجل:
"أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ"[النور:22]
أنت محتاج إلى المسامحة من نفسك ومن الآخرين
وكثير من الناس يتألم لأخطائه الماضية ويظل يحملها، فلا بد أن يكون متسامحاً مع نفسه، وقادراً على نسيان أخطائه الماضية، ومسامحة كل الناس
وجرّب أن تتصدقى بعرضك عليهم؛ فسوف تجد أن قلبك يتسع ويمتلئ بالسرور، وسوف تتنفس الصعداء
ولا تأنف من قولهم، فقد لا يقابلونك بالمثل
أخوكم بسام الجعفري