هذه قصه جميله حدثت في قديم الزمان لواحد يقال له ابوفهاد المذكور صاحب حلال وله اولاد اثنين ومتزوجين وعندما توفيت والدتهم تقدم الى خطبة فتاة صغيره وأخذها وصارت تحبه وهو يحبها محبه زائده واذا نزلوا بنى لها بيت في جانب بيت أولاده وفي مره من المرات نزلوا في فيضه بها عشب كثير وفي طرفها عند منزلهم قبر قالت البنت زوجة والدهم أنا ما أحب القبر وصارت تخاف منه واذا راحت تحطب او تجيب الماء تبتعد عن جهة القبر وعندما نفذ الماء القريب منهم نزلوا على عِد مدفون ومهجور وملوث بالجراد والحشرات فبدأوا بحفره وتنظيفه لكن والدهم أغمي عليه أثناء نزوله بالبئر بسبب فساد البئر ورائحته فأخرجوه ونقلوه الى البيت وهو في حالة اغماء تام وعندما رأته زوجته الشابه محمولاً على أكتاف الرجال فاقد الحركه والاحساس ظنت أنه ميت فتأثرت بذلك تأثراً كبيراً ولم تتحمل الصدمه فتوفيت في الحال ولما تأكدوا من وفاتها أخذوها وغسلوها ودفنوها بعد ان صلوا عليها أما والدهم فما أفاق من الاغماء إلا اليوم الثاني وبعد ان عاد الى كامل وعيه وجلس على المركا وشرب القهوة سأل عن زوجته ولان أولاده لايريدون فجيعته قالوا له:إنها ذهبت مع والدها البارحه فذهب أبوهم الى أهلها وهم لايبعدون عنهم كثيراًً ولما وصلهم قابلوه بالترحيب والسؤال عن ابنتهم!!
فقال انها عندكم ثم علم بالقصه بعد ان رجع الى أولاده وقد حاولوا ان يسلونه عنها بقولهم ان هذا يومها وان النساء غيرها كثيرات !
لكنه لم يسمع كلامهم وذهب الى قبرها وصار يتردد عليه ويرقى الضلع القريب من قبرها وينزل وهكذا يقضي معظم وقته عند القبر ؛ ولما ذهب إليه ابنه الكبير فهاد يحاول احضاره للبيت قال الابيات التاليه :
فهاد انا ونيت فـي ذا الطويلـه ×××وعزي لمن مثلي شكى حر غاليه
ان مت يافهاد لو عقـب طيلـه ×××وداعتك خلُون بارض دفن فيـه
وانك تَسَمْوى باجنـازه تشيلـه×××تقول وصانـي ولانـي امخليـه
هَدوا عليه القبـر واعزتـي لـه ×××عزالله اني خابـره مـا يدانيـه
حَطوا عليه من الرواسي ثقيلـه ×××هَدوا تراب القبر من فوق غاليه
يوم انتهت الابيات وهو يتوفى ويحفرون له قبر عند قبرها