بسم الله الرحمن الرحيم
هذه سيرة بطل من أبطال الجزيرة العربية أو من أبطال الصحراء ..
هو الشيخ ساجر بن رجا بن عرمان الرفدي من البشير من قبيلة الشملان
وهو شيخ عموم قبيلة( السلقا ) من العمارات من عنزة .
نشأ الشيخ ساجر الرفدي وترعرع بين أفراد قبيلته فقد كان أبوه من قبيلة ( السلقا ) وهي بطن من قبيلة العمارات من بشر من عنزه . وأمه من أسرة عريقة من قبيلة البجايدة من ( السلقا ) وهي بنت أبا الخسائر الذي كان له شأن كبير في قبيلته لقد نشأ ساجر هو وأخوه عسكر نشأة الأبطال ومع حلول منتصف القرن الثالث عشر الهجري ذاع صيتهما بين قبيلتهما حتى أنهما صارا مضرب المثل في الشجاعة والفروسية والإقدام ونالا مكانة رفيعة وشهرة عظيمة رغم صغر سنهما وعدم تجاوزهما سن العشرين سنة .
لقد أرتبط ساجر بأخيه عسكر ارتباطا وثيقا ؛ فكانا لا يفترقان ذهابا وإيابا ؛ وعاشا معا داخل بيت كبير وتمتعا بثقة كبيرة في نفسهما اكتسباها بعد صولات وجولات ؛ ولكن لم تدم لهما هذه الحياة طويلا ؛ ففي اجتماع مع أخوالهما البجايدة الذين يقطنون بالقرب من الشملي اشتدت حدة النقاش ؛ وارتفعت الأصوات وثار الغضب حتى تحول الإجتماع العائلي إلى نزاع ومعركة داخل بيتهما ؛ ولقد كانت فاجعة ساجر كبيرة في هذا النزاع ؛ وتأثر تأثر لم يفارقه مدى الحياة ؛ لقد قتل أخوه عسكر سنده وعضده الذي ملأ عليه الدنيا ؛ وكان له أخا وأبا وصديقا .
انتظر ساجر انصراف أخواله إلى ديارهم في بلاد طي ثم دفن أخاه وهو في حالة يرثى لها ؛ وقد أعياه ما حدث ؛ وعزم على الانتقام لأخيه ؛ ولكن رأى أن الوقت غير مناسب الآن ؛ فقرر الرحيل بعيدا عن دياره ؛ والإعداد لما أراد ثم الكر عليهم والثأر لأخيه . وذات ليلة أغار ساجر على أخوالة ولكنه لم يجد أمامه إلا عبدا لــ ( سودان ) أحد رؤساء البجايدة الذي قتل أخاه عسكر فقتل العبد ؛ ثم أعاد الكرة عليهم بعد أن علم وقت وجود سودان وبالفعل وجده وانقض عليه وقتله . هذه الحادثة وطدت وجود ساجر بين عشيرته ودعمت مكانته بينهم وأظهرت شيئا عنه وعن فروسيته بين سائر القبائل ؛ ورأى فيه أقاربه من الشملان ذلك الفارس المغوار . فالتفوا حوله وشدوا من عضده ؛ فأوقد فيهم الحماس وأخذ بأيديهم إلى النصر وهزيمة الأعداء . وتوالت صولات وجولات ساجر ؛ حتى اشرأبت إليه الرؤوس ؛ وجذب إليه الأنظار ؛ فبايعه القوم زعيما لهم ؛ وكان موفقا في ذلك محبوبا من عشيرته صغيرهم وكبيرهم ؛ ولقب بالقائد ساجر الرفدي ؛ وفوق فروسية ساجر المنفردة بين قبيلته كان شاعرا فحلا ؛ استطاع بسيفه وشعره أن يشحذ همم قومه ؛ ويشد من أزرهم ؛ فقويت شوكتهم ونمت شجرتهم وتشعبت ؛ وزاد نفوذهم وعلت ديارهم .
شكل وضع ساجر والشملان بشكل عام موضع قلق وخطر على أمير حائل آنذاك عبد الله بن رشيد ؛ الذي رأى في ساجر وصديقه المقرب برجس بن مجلاد شيخ الدهامشة من العمارات من عنزه ؛ عقبتين لابد من إزاحتهما لفرض المزيد من نفوذه في شمال نجد . ولم يتوان ابن رشيد عن بذل كل ما يستطيع في سبيل ذلك ؛ حتى جائته الفرصة وطرقت بابه ؛ عندما سأل الإمام عبد الله الفيصل في الرياض عن أخبار الشمال ؛ فبعث إليه أخاه عبيد ليشي بساجر وبرجس ؛ ويخبر الإمام بأنهما يغيران على نجد ؛ ويثيران الرعب بين القبائل ؛ ويهددان الأمن في سائر البلاد الشمالية ؛ وأرسل هذه القصيدة .
أنا وربعي بين الاثنى والاخمــاس = ألفين من غير الفلا والعيـــــــادي
<FONT colordarkorchid>ياشيخ أنا جيتك مسير وبلاس=وباغ ٍأشوفك يامضنة فؤادي </FONT>
<FONT colordarkorchid>واخبرك باحوال ناس ٍ من الناس=ناس ٍ على حكمك تدور الفسادي</FONT>
<FONT colordarkorchid>ياشيخنا ما دوّروا طبلة الراس=وعندك خبر يجزا البعير القرادي</FONT>
فسأله الامام عبد الله الفيصل عن من يقصد في هذه الابيات فقال له انهما ساجر الرفدي وبرجس ابن مجلاد الذين يقومان بغزوات متتالية بنجد ويفسدان بين القبائل ويخلان بالامن في نجد وشمالها ، فأمر الامام عبد الله الفيصل بتجريد حملة ضدهما وهما في أراضي القصيم ، وتأثر ساجر لذلك أشد الأثر وشعر بالظلم ، ولكن ما خفف من ألمه وحزنه أنه أدرك أن ابن رشيد وشى به عند الامام ، وأن عليه اثبات عكس ذلك وابراء ذمته أمام الامام وإيضاح الحقائق ، ولكن لعلمه أن ذلك سيأخذ وقتا طويلا ، فقد قرر التأني والرحيل مع العمارات إلى الوديان المشهورة لعنزة في شمال الجزيرة ، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا . لقد رحل ساجر إلى الشمال ومعه همومه وحزنه وقال هذه القصيدة .
الله مـن عـيـن ٍ تـزايـد حـزنــــــــــــــهـــــا = والـقـلـب مـن ضـكّــات الأيـــام مـسـمـــــــــــور
مـن شـوفـتـي دار ٍ تـغــيّـر وطـنـــــــهـــــا = مـن عـقـب مــانـي دالـه الـقـلـب مـســــــــــرور
دنّـولـي الـحــمــرا ومـدّوا رســـنــــــهـــــا = وهـاتـوا ذلـولـي وانـسـفوا فـوقـها الـكــــــــــور
يـامـا حـلا الـمسـلاف باوّل ظـعـنــــــهـــــا = مـسـتـجـنـبـيـن الـخـيـل يـبـرا لـهـن خــــــــــــور
يـوم انـهـا نـجـد ٍ وانــا مـن سـكـنــــهــــــا = والـيـوم مــا يـسـكن بــهـا كـل مـمـــــــــــــــرور
شــامـت لـعـبـد الله وانـا شـمـت عـنهـــــــا = اللّي يـصـبّـح بــه عـلى فــجّــــة الـنـّــــــــــــور