الاخ الفاضل / جارالله العنزي
كلام كتاب حرب كثير وخاصه عاتق البلادي وهو واجه ربه وسوف يحاسبه الله على ماافترا به على قبيله عنزه وقبيلة عنزه مبغي عليها منصورين ان شاءالله هم على نياتهم الطيبه ولايظلمون احد ولكنهم اشداء على حقوقهم 0
نرجع الى كذبة البلادي . حيث كذبه ابن عمه فايز البدراني في المجلله وقال انها من نسج الخيال
اولاً حديث : البدراني
المدينة المنورة: خالد الطويل
منذ أن نشر الحوار الذي أجرته "الوطن" مع الباحث عاتق بن غيث البلادي، والذي تطرق فيه إلى عدد من القضايا، خاصة تلك التي تخص قبيلة حرب ، حيث طرح "البلادي" جملة من الآراء الجريئة، خالف من خلالها باحثين آخرين، وصنف فيها مجموعة منهم، وفند مفاهيم عدت ثوابت في هذا المجال. مما دعانا إلى التوجه للباحث فايز بن موسى البدراني الحربي، الذي ألف أكثر من 10 كتب ضمنها موسوعة في شؤون قبيلة حرب، كي نستكمل الآراء حول ما طرح من قبل.
* تطرق الباحث عاتق البلادي في حواره مع "الوطن" لأكثر من قضية واتجه به إلى أكثر من طرف. ما رأيك بالمنهج الذي اتبعه في رده على كثير مما طرح؟
ـ بداية أحترم وجهة نظر أي باحث وأحترم حرية الرأي، لأنني أعرف مكاني، ورحم الله من عرف قدر نفسه. لم أقف عند الحوار كثيراً، ولم أكن أنوي الرد، والناس عموماً لا يتفقون على شيء، وإذا كانت تلك هي آراء "البلادي" عني، فهناك آراء أخرى أعتد بها من باحثين وأكاديميين معروفين، أمثال الشيخ الجاسر رحمه الله وغيره، والحقيقة أنني فوجئت بشدة هجوم الشيخ عاتق، ليس علي فقط ولكن على كتاب كبار مثل الجاسر رحمه الله، وأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري. لكن هذه وجهة نظره.
* حين سألنا عاتق البلادي عن مدى اختلافك معه في قضية "المجَلَّلَة" الشهيرة، وموقفك المنكر لها.. قال إن البدراني كاتب حديث شاب، وهو ليس بمؤرخ...". فماذا تقول؟.
ـ أنا لم أر "البلادي" منذ أكثر من 15 عاماً، وأشكره إن كان قد وصفني بالشاب، وإن كنت قد تجاوزت الـ 50 سنة. وإن كنت شاباً فهنالك أمل بأن أتعلم!
أما بالنسبة إلى قضية "المجللة"، بين قبيلتي عنزة وحرب، فأنا لا أتحدث عن حادثة معينة، بل أتحدث عن منهج علمي. أنا أختلف مع المنهج، ولا أتكلم عن حوادث، فأية حادثة يجب أن تكون مدعومة بمصادر وبشيء من الواقع، وألا تكون مبنية على أساطير وألا تكون استفاضة عامية فيها مبالغات. أنا لا أنكر شيئاً ولا أثبته إلا بدليل، ولم أجد حادثة "المجللة" في المصادر التاريخية المكتوبة، وإن تحدث عنها إنسان عامي، فأنا لا أقبل شهادته بعد 300 سنة في شيء لم يشاهده! و"البلادي" نقل عن عوام، يا أخي هذه أساطير. إذا كان يريد أن يكتب أساطير، فله ما يشاء، أما أنا فلا أكتب إلا بمصادر.
* وهل لديك دلائل أخرى تثبت موقفك من رفضها؟.
ـ الدلائل أنني عندما أحاور الراوي العامي ثم يذكر لي بعض التفاصيل عن هذه الحادثة، أعرف أنها خاطئة. كأن يقول إن الإبل قد تركت في وادي "الحيران" وأنا أعرف أن هذا اسمه منذ عصر الجاهلية، وهذا دليل، أو أن يذكر لي آخر أن هذه الحادثة وقعت في زمن مشيخة "ابن جزاء" مثلاً، وأنا أعرف أن مشيخته كانت بعد ذلك بكثير، فيصبح ذلك دليلاً على أن المتحدث الذي أمامي لا يعرف التاريخ. لا بد للكاتب ألا يكون إمعة، يكتب كل ما يسمع! عليه أن يتحقق. وأنا لا أثبت إلا ما ثبت أنه صحيح، بأدلة قطعية.
* وما الدلائل التي استندت عليها في موقفك من إنكار حادثة "المجللة"؟.
ـ أنا أريد دلائل تثبت "المجللة"، ولا أريد دلائل تنفيها. عندما يحضرني الدليل أحلله، وأجري عليه التشريح.
* وماذا عن وادي "النسا" الذي ذكره "البلادي" في تلك الحادثة؟
ـ يجب أن نرجع لكتب المعاجم القديمة، لنرى منذ متى وجد هذا المسمى. وأعتقد أنه موجود قبل تلك الحادثة بزمن طويل.
* ألم توجد حادثة مشابهة حدثت في هذه المنطقة أم هي أسطورة فقط؟
ـ ما تحدثت عنه بأنه أسطورة هو"قصة البنت"، التي رُفع ثوبها والتي وجدتها في قصص العرب. وقد حدثت بين"بني عامر" و "كنانة"، ووجدتها في سيرة ابن هشام، وأنها حدثت بالمدينة، ووجدتها أيضاً عند قبائل عنزة، ومطير، وعتيبة، وغيرها، وهذا ما يجعلني أقول إنها أسطورة. فالحكواتي العامي في زمن اشتهار الحكاية ما قبل هذا العصر ازدهر دوره في مجتمع يصدق كل ما يسمع. إن قصة البنت لا أساس لها من الصحة، وكثير من القبائل تدعيها. وسأنشر ذلك في كتاب مستقل تحت عنوان "قصص عامية متشابهة".* يقول "البلادي" إنك لا تملك خلفية عن قبيلة حرب، وجئت إليه في مكة تقول إن قبيلة حرب جاءت من القصيم، ويتساءل: هل قرأ البدراني كتباً في ذلك، فإذا عرف أين حرب، ومن أين جاءت؛ يحق له أن يناقش في ذلك؟
ـ البلادي زارني في الرياض وزرته قبل 15 عاماً، ولا أذكر أنني سألته:هل حرب من القصيم أو نجد. لو قرأ مؤلفاتي عن حرب لما قال ذلك، فهو لم يقرأ كتبي، إن كتابي "الفصول" يتحدث عن قبيلة حرب منذ مجيئها من اليمن، ويرتب الحوادث منذ سنة 300 إلى 1300، أي ألف سنة. ونزول حرب في القصيم مكتوب في هذا الكتاب. هذا الكلام يدل على أنه لم يقرأ كتبي. ولا أفهم ماذا وراء هذه المعلومات للأسف! أنا لا أكن له إلا كل تقدير، وإذا اختلفت معه في قضية فهو اختلاف علمي. لذلك، عندما استلم الجائزة كتبت عنه مقالاً، أشكر فيه القائمين عليها.
* وما الذي يجعل باحثاً مثل "البلادي"، حصل على جائزة أمين مدني في البحث وله مؤلفاته، يصر على موقفه تجاه كثير من كتاباتك؟.
ـ لا يعلم النوايا إلا الله سبحانه وتعالى. "البلادي" حسب ما أسمع كوني باحثاً متخصصاً في قبيلة حرب، لا يحظى بكثير من الثقة فيها. وفي نظري أن التهجم منه في حواره هو"القشة التي قصمت ظهر البعير!". الناس ينظرون إليه بنوع من القلق، كما أنه معروف بمنهجه غير الموثق، وعندما يتهجم بدون حقائق على باحثين، فأعتقد أن ذلك يخالف الواقع كثيراً. لقد أوقع نفسه في فخ ما كان يجب أن يقع فيه.
* يقول البلادي إن قبيلة حرب "أهل قتل ومقتول" وإنهم كانوا "قطاع طرق"، بل يصف العرب كلهم بأنهم كانوا كذلك، بسبب الفقر والحاجة. فماذا تقول في ذلك؟
ـ هذا كلام عامي، وحكم فيه مغالطات كثيرة وضيق أفق. القبائل لا توصف هكذا. القبائل فيها أناس كرام، ولها مبادئ وقوانين، قد تحدث خلافات سياسية بين القبيلة والدولة، كأن تعترض القبيلة على الطريق نظراً لتأخر مخصصاتها في زمن كانت فيه الحياة هكذا! كما حدث زمن الدولة التركية، حين كان الأمر متروكاً للقبائل لحماية المناطق الخاضعة لها مقابل مخصصات مادية تسمى"الصرة" تعطى لشيوخ العربان. وأحياناً يماطل القائد في تسديد مخصصات القبيلة، فيحدث الاختلاف. فلا يجوز أن نعمم على كل القبائل بأنها كانت تقطع الطريق، ففي القبائل علماء، وفقهاء، ولدينا وثائقهم. لقد ألفت كتابا اسمه "التنظيمات القانونية والقضائية لدى قبائل الحجاز قبل العهد السعودي"، احتوى على أكثر من 400 وثيقة تدل على أن هناك التزامات ومبادئ وقوانين قوية وصارمة، وفي الكتاب وثيقة تؤرخ لسنة 1077هـ، تفيد بوجود "لزمة" بين قبائل حرب بأنهم يد واحدة على قاطع الطريق السلطاني. إن من يجهل تاريخ القبائل، ولم يقرأ المصادر.. هو من يقول هذا الكلام.
* هل نفهم من كلامك أن حمد الجاسر لا يعرف شيئاً عن قبيلته؟
ـ لا أقول إنه لا يعرف... لكنه لم يتخصص في قبيلة حرب، ولو أراد... لعرف أكثر مني. لقد اشتغل في كتب التراث وتتبع المخطوطات في مكتبات العالم. لقد هيأ الجاسر الطريق لي ولأمثالي لنكتب عن قبائلنا، وكان رحمه الله يفرح إذا رأى أي شخص يريد أن يكتب عن قبيلته، فيعطيه المصادر ويقول له "اكتب..، أنا لا أتمكن لأن لدي مشاغلي على مستوى الأمة".
* ألا ترى أن ذلك يتعارض مع مصداقية البحث وأمانة الطرح،ويخل بهما كثيرا؟
ـ هذا لا يتعارض. إن أمانة البحث تتمثل في أن تثبت ما يهم الناس، وأن تذكر الحوادث بحيث لا تؤثر على أحد، ولا أرى أن في ذلك تحديداً على الكاتب، ومن أراد أن يطلع على التفاصيل التي لا تهم الناس فليرجع للمخطوطات والوثائق.
*هناك من يقول إن الخوض في الأنساب عبث، لا طائل من ورائه.
ـ أقول إنه يجهل علم الأنساب، والناس أعداء ما جهلوا. إن البحث في الأنساب علم شرعي، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "تعلموا من أنسابكم" ويقول المولى القدير "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" فكيف نغير نحن بذلك؟ إن من يدعي ذلك هو "شعوبي"
الرد الثاني : من الباحث عبدالله بن عبار وفيه تحليل لايعترف بالخيال القصصي .. ينسف كل ما أتا به البلادي في كتابه .
(تعقيـــــــــــب وإيضـــــــــــــاح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين وبعد
هذا تعقيب وإيضاح على ما جاء في كتاب نسب حرب للمؤلف عاتق بن غيث البلادي الحربي حول ما أورده عن أحداث ذكر أنها حدثت بين قبيلة حرب وقبيلة عنزة قديما وحيث سبق وان كتبت في الطبعة الأولى من كتابي (اصدق الدلائل في النساب بني وائل)عام 1403هـ في الصفحات 104و105و106تعقيبا على ما أورده الشيخ محمد بن بليهد رحمه الله في كبابه صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار حيث ذكر أن قبيلة مطير أجلت قبيلة عنزة من نجد وكذلك تفنيد مزاعم الأستاذ عاتق بن غيث البلادي الحربي في كتابه نسب حرب فيما اسماه بحرب المجللة الذي يدعى أنها حدثت بين قبيلة عنزة وقبيلة حرب حيث ذكر البلادي في الصفحة 151من ذلك الكتاب ما نصه:
(سادسا أيام بني حرب مع عنزة)
فيما تقدم صدر الكتاب ذكرنا عن الهمداني أن قبيلة عنزة ناصبت بني حرب العداء منذ نزولها ارض الحجاز وان حربا أجلت عنزة إلى أعراض خيبر . ولكن يظهر من ملابسات التاريخ إن عنزة استطاعت العودة إلى أكناف المدينة حيث يروي المعمرون من حرب عن أسلافهم أن المكان من المدينة المسمى اليوم (العطن) كان معطان ابل ابن هذال أمير عنزة وان سقيها كان من (عين زكي) تلك العين المعروفة إلى اليوم بطرف سلع من الشرق فأدخلت في سقي المدينة المنورة ويذكرون أيضا أن ابن هذال كان يربع حول الحناكية وهي حينئذ بئر وليس بها بلد عامر فكان ينزلها بمجرد الانتهاء من صرام نخل المدينة .أن حربا ما كانت تنزل تلك الديار إلا في جواره وذمته ولا بد أن العداء كان مستحكما لعدة أسباب:
منها أن طبيعة القبيلتين مختلفة فحرب أناس سريعوا التأثر حافظون لحقوق الجار يكرهون أن يستهزئوا بالعدو أو يهجوه بالشعر . ولكن حربهم يسبق قولهم وإذا ألقيت نظرة في شعر الحماسة في البادية المحيطة بحرب تجد إن هجاء أعداء حرب تسير به الركبان ولا تجد قولا واحدا من هذا الهجاء اللاذع منسوبا إلى حرب ولكنك إذا ألقيت نظرة على المعارك التي تشترك فيها حرب وجدت المبالغ يقول لك : قل أن تهزم حرب . أما طبيعة عنزة فقد وصفها لي احد شيوخهم وهو يقول: تريد أن أقول لك الحق؟ قلت: نعم قال: هزائين سطامين لطامين يهزا واحدهم حتى بابيه واهم ما وصلنا من الأيام بين قبيلتي حرب وعنزة وقائع المجللة : وهي وقائع دامية بين القبيلتين لم أجدها مكتوبة في تاريخ مع إنني لم استقص تاريخ المدينة المنورة فلربما يكون لها ذكر هناك ولكن الظاهرة العامة أن كتابنا ومؤلفينا بعد العهد العباسي لم يعيروا تاريخ البادية اهتماما وانحصر تاريخ كل مدينة في ذكر من دخلها وخرج منها وفتوحات أميرها فقط فإذا غزا احد الأمراء إحدى القبائل أو القرى لم يذكروا لك من شانها إلا ما يخص ذلك الأمير وأهملوا كليا الطرف المقابل بل وانحوا عليه باللائمة دون أن يعرضوا الأحداث والملابسات لتشترك معهم في الحكم وتوصلت إلى أن وقائع المجللة حدثت في القرن الحادي عشر بعدة استنتاجات :
1- لم يذكر لحرب قبل هذا التاريخ أية وقائع شرق المدينة .
2- معظم حجج التملك الموجودة لدى قبائل حرب في العيون وشرق المدينة والتي تعود إلى القرن الحادي عشر تبدأ هكذا: أن مما أفاء الله علي . وان من أملاكي أو مما أعطاني الله وهذا يدل على أمرين :أولهما إن هذه الأرض جاءت غنائم . وثالثهما أن هذا الشخص هو أول مالك لهذه الأرض من أسرته
3- هناك سلالات يدعي بعضها اشتراك أجداده في هذه الحرب فيسمي بعضهم ويقول لك انه جدي الثامن أو التاسع وقاعدة معرفة تاريخ مثل هذه السلسلة : هو ضرب عدد الأفراد في أربعين سنة أي 8+40 = 320 سنة أو 9+40=360 سنة فإذا عرفت أن هذا الحساب اجري سنة (1392)هـ عرفت أن هذه المدة واقعة في القرن الحادي عشر إذا صح حساب الرواة .
وتبدأ قصة هذه الحرب الطاحنة بين القبيلتين بروايات متواترة لا يكاد يختلف فيها اثنان فيقولون كان ابن هذال أمير العمارات من عنزة قد نزل الحناكية في الخريف بعد جداد النخل فنزلت إليه أحياء من حرب منهم بنو علي بن مسروح وكانت الحناكية هذه بئر يستقي منها وكان لعنزة شباب فيهم نزوة ونوق فوردت البئر بنت ابن دهيم أمير بني علي قبل إمارة الفروم فملئت قربه لها فطلبت من الحد الحاضرين على البئر أن يحمل عليها القربة وكان من شباب عنزة فحمل القربة حتى إذا استوت بها رفع ثوبها من خلاف فعلقه في مؤخرة القربة فانكشفت عورتها وعندما غادرة البئر كانت عورتها بادية لكل من له عين يبصر بها فصاح بها الناس (يا حرمه اسبري نفسك) فقالت : إذا كان لي رجال يسترونني وكانت قد قالت لأبيها : انك مجاور لا كما يجاور العربي العربي ولكن جوار ذل وخضوع فما كادت تجد هذه حتى عرضت على المجلس وكان فيه أبوها وابن هذال وكبار القوم فلما اقتربت من المجلس انحرفت بحيث تبدوا لهم عورتها فلما رأوها بدرت من ابن هذال ابتسامة تشفي بينما اسودت وجوه من حضر من حرب وفورا تفرق المجلس فاجتمع كل أمير بقومه وتدارس أمره وكان ابن طريف من بني علي أيضا قد وصل مقاما بين العرب في القضاء حتى ضرب به المثل (مصدره من عند ابن طريف) فالقضية التي يحكم فيها ابن طريف غير قابلة للنقص من بقية القضاة ووافق ابن هذال على إحالة القضية على ابن طريف وهو يعرف الحكم سلفا. وصدر حكم ابن طريف بقطع يد الفاعل ولكن عنزة رفضت ذلك وساومت في شراء اليد بعشر من الإبل فرفض إبراهيم فتنافر القوم فرحلت حرب حتى نزلت وادي الحسا(من العقيق) وجهز ابن دهيم المجللة وهي أول مرة وآخر مرة تجهز حرب فيها مجللة ذلك إن المجللة لا تجهز إلا في الضيم الأعظم والمجللة (ذلول تلبس بالسواد كل ما عليها ويلبس راكبها بالسواد حتى تبدو وراكبها كتلة سوداء ) وقال ابن إبراهيم اذهب فطف على أمراء حرب ومن أراد أن يبيضها فقل له: انه لا قبل لك بذلك فطافت الذلول بابن جزأ وابن مضيان وابن حصاني وابن طامي وكلهم تخلا عنها فسار بها حتى نزل على ابن عسم في خليص ولما رآها ابن عسم خرج إليها فأناخها بنفسه بأمر العبيد أن يبيضوها فقال المرسول : انه ليس بإمكانك القيام بهذه المهمة فلم يجبه ابن عسم وأمر عبد له أن يدق زير الحرب وهو زير من الصفر دائري الفوهة واسعها ضيق القاعدة رئيته بعد أن جعل للعب فقط يسمع على بعد 40 كيلا وقد قرع في خليص فسمعته وأنا في عسفان وهي مسافة 30 كيلا تقريبا . وأمر ابن عسم بذبح أربعين رأسا من الغنم تطبخ على فترات متفاوته بحيث يستمر الطبخ حتى شروق الشمس وهو موعد وصول آخر من يسمع زير الحرب وكانت من عاداتهم أن من يكون آخر من يصل إليه الصوت يرسل من عنده إلى من لا يصل إليه صوت زير الحرب يخبره بذلك النذير الذي لا يدق إلا في الأزمات الكبار المستعجلة . وعلى هذا الصوت المدوي تجمعت حرب من الجبل إلى البحر في حدود سماع الصوت على كل صعب ذلول . وما إن أصبح الصباح حتى تجمع حول منزل ابن عسم عشرات الألوف المدججين بالسلاح ولم يكن قد سال ضيفه من أين أتى وما الذي أتى به وهنا نظر إلى ضيفه وقال: أين تنزل يا حربي؟ فقال: الحسا فقام ابن عسم فقال لقومه: موعدكم وادي ملل. فتفرق القوم فقال لضيفه اذهب وعد 15يوما ثم انتظرنا في الفريش وقام ابن عسم فحط كل من قديد وكلية والنويبع والفرع وكلها يعمل كما عمل في خليص . أما عنزة فقد عرفت مغبة ما فعلت فأرادت أن تبعد الحرب عن ديارها وهي خطة حربية ماهرة فخير القادة الذي يستطيع نقل المعركة إلى ارض العدو. فأغارت على حرب في الحسا والعقيق فأجلتهم إلى ملل. وأرسل ابن عسم إلى أمراء حرب أن يحملوا كل ما لديهم من ذخائر البارود والسلاح على كل دابة متوفرة فحملت الجمال والحمير حتى شوهد النساء في قوافل متراصة وعلى رؤوسهن أكياس البارود ولم يعد لجرود حرب دواب تحملهم فاكتفى الكثير منهم بالاشتراك في بعير واحد يحملون عليه زادهم وماءهم ويمشون خلفه فضل جمل لحرب فوقع بيد عنزة في العقيق وحاء به صبيان يضحكون ويقولون: كسبنا بعيرا لحرب فنظر إليه شيخ مسن فهاله ما على الجمل من قرب فارغة قد علق بعضها فوق بعض فقال الشيخ: عدوا هذه القرب فعدوها فإذا هي سبعون بدرة 0ف0000 الشيخ العنزي فضحك الصبية فقال متمثلا :
أمور تضحك السفهان منها ويبكي من عواقبها اللبيب
وقال الشيخ:إذا كان كل بعير لحرب يمشي وراءه سبعون رحلا فأين تذهب عنزة. وكان ابن هذال في هذه الثناء لا يزال في الحناكية فأراد ابن عسم أن يفاجئه فطلب من قبائل بني عمرو أن تطوق عنزة المتوغلين في ديار حرب وتمنع وصولهم إلى شرق المدينة وهاجم أهل الحسا قرب ذي الحليفة فقبض على العنزي مثير هذا السبب وبعض أقربائه فأعدمهم ثم زحف شرقا حتى اقترب من الحناكية بليل فلما كان قريبا أمر كل رجاله أن يطلقوا النار في الهواء وكانت البنادق في ذلك العهد كعظمها ما يسمى أم فتيل وهو نوع بدائي من البنادق يشحن بالبارود ثم تشعل له فتيله خارجية فيكوون بها البارود فيثور محدثا لهبا ودخانا وفي منتصف الليل استيقظت بنت ابن هذال فأيقظت أباها قائلة: ابشر يا أبي فقد جاءك برق الخريف من الغرب فقال ابن هذال: إن برق الخريف لا يكون في منتصف الليل ولكنه البارود فقد صبحتنا حرب. وأيقظ قومه وأرسلت النجاجيب إلى كل فريق من عنزة ودارت المعركة الفاصلة في اليوم التالي ولا يعلم احد كم ظلت هذه الحرب غير انه من المؤكد نظرا لقوة القبيلتين أنها لم تنته في أيام قلائل ودارت الدائرة على عنزة وهي سنة الله في خلقه فما بغي احد في هذه الأرض على عباد الله إلا أتاه الله من حيث لا يحتسب ويصر المظلوم على الظالم وفي الأثر(اتقوا دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب). وجلت عنزة من هذه الأرض وملكت ديارهم وأموالهم حرب ومن الغنائم التي لا تزال تذكر{نجر ابن هذال} يقال انهلا يزال موجودا عند ابن هنود الربيقي من بني عمرو. ومما تبقى من حوادث تلك الحرب: ريع مفرح: وهذا الريف على مرحلة من الحناكية على جادة القصيم قبل فيه مفرح ولد ابن دهيم اخو المرأة صاحبة الفتنة ووادي النساء: شمال شرق الحناكية بمرحلة سمي بذلك لان نساء من عنزة ضللن فيه فقتلهن العطش ومكثت عنزة زمنا في نواحي وادي الرمة ثم انساحت إلى العراق إما عنزة الموجودون اليوم بين خيبر وتيماء فهذه ديارهم من الأصل ولا يشتركوا مع قوم ابن هذال في الحرب فيما اعتقد. ويروى عن ابن مهيد المصوت بالعشا قوله: جزى الله حربا خيرا فقد أخرجتنا من ديرة الجوع إلى ديرة الخير والطعام الوافر. وسواء قال ذلك بنو هذال أم لم يقولوه وسواء كثر خير العراق أم قل فان هذه الأرض ليس لها عوض ولا كفء . وكان لعنزة عبد متزوج جارية من حرب وغنمه معزى فقالت زوجته: أنني لا اصبر عن عماتي ومعزانا لا تصلح لها غير أشجار الحجاز فدع عنزة وشانها ولنبق هنا فوافق على ذلك وبعد جلاء عنزة تهيض العبد وجادت قريحته بقصيدة تعتبر من عيون شعر البادية وهي شاهد ما بعده شاهد على تلك
الحوادث يقول العبد العنزي
عديت إنا ياعم رأس ملموم = في راس مبري غشاه العسامي
ما واق فيه الكندري هي و البوم = إلا يقع صقر عقيل اقطامي
ابكي هلي يا ناس ماني بمليوم = واظن من يبكي هله ما يلامي
من طاوع الثنتين يصبر على اللوم = يصبر على فرقا الاهل والعمامي
هذي مرابط خيلهم دايم الدوم = وهذي مرابع بنت شيخ الجهامي
هذا مشب النار والحفر مثلوم = اهل دلال مكرمات شوامي
عهدي بهم هفوا مع الواد ابو دوم = مستجنبين مطيرات العسامي
راحوا كما طير قلب راسه الحوم = متوهما احد درى وين حامي
يذكر لهم وادي به العشب كيهوم = نبت الزبيدي فوق جاله زوامي
اقصى منازلهم شثاثا ولملوم = وادنى منازلهم دحي النعامي
وليا وصلتوا ديرة اصحاب من قوم = علم ترى حمض الرجال العلامي
هذا ما أورده المؤلف عتق بن غيث البلادي في الصفحة المشار اليها في كتابه نسب حرب عن قصة جلاء عنزة وأحداث ما يسمى بالمجللة ونظرا لعدم اعتراف رواة قبيلة عنزة بهذه الوقعة وعدم سماعهم لهذه القصة من أسلافهم وحيث لم يورد المؤلف دلائل من الشعر الذي عادة ما تؤرخ مثل هذا الحدث الكبير فاني أرد على ألبلادي بالحقائق التالية:
(الرد على ما جاء بكتاب البلادي)
قلت مستعينا بالله لتبيان الحقيقة وإظهار الحق فان ما ورد في هذا الكاتب قد جانب الصواب ولم يذكر هذه القصة احد من المؤرخين الذين عايشوا تلك الفترة كما أن البلادي لم يذكر من قتل من عنزة وحرب في هذه المعركة العظيمة كما ينعتها وكذلك لم يورد أي بيت من الشعر يدل على وقوع هذه المعركة وانتصار قبيلة حر ولتصحيح الخطأ نوضح ما يلي :
أولا: لقد أبقيت بعدد كبير من كبار السن من قبيلة الجبل من العمارات الذين يعنيهم الأمر ومنهم الراوي هزاع بن عشبه الصقري رحمه الله والراوي عودة بن زله الصقري رحمه الله وكذلك ندى الصوينع الحبلاني ودميثير بن عجاج الحبلاني وغيرهم الكثير من رجال قبيلة الجبل الذين يحفظون عن آبائهم وأجدادهم ومن خلال البحوث الذي قمت بها لمدة ثلاثون عاما قابلت المئات من رواة عنزة واستخلصت إن ملك قبيلة عنزة هو في خيبر وكانوا ينجعون إلى المدينة المنورة ومن موارد قبيلة عنزة وأماكن مقيضها ونجعتها الحناكية حيث إن هذا المورد من أماكن تواجدهم وفيما بعد امتد وجودهم من ضواحي المدينة المنورة إلى تيماء وضرغط وضريغط وفدك ومناطق الحرة ووادي القرى وبصل نجعتهم إلى ضواحي القصيم وقد كانت قبيلة الجبل من العمارات من عنزة خاصة تقيض أحيانا في ضواحي المدينة المنورة وكان من ابرز رجالهم سميحان بن سحيم الملقب (أبو طربوش) بحيث أعطي من قبل الدولة التركية طربوش يسمى الفيس وهو عبارة عن رمز لمكانة الرجل ومنزلته وعلو شانه ثم برز الشيخ هذال بن عدينان وأعطي لقب شيخ الشيوخ وأعطي الختم والصرة من قبل ولاة الإشراف في الحجاز وحينها استخلص عين زكي في الحناكية مورد لإبله وصاحب الحناكية هو هذال بن عدينان نفسه والعطن سمي عطن ابل هذال بن عدينان نفسه وبعد إن توفي هذال أقحطت تلك الديار فنزح أبناء هذال وهم الشيخ عبد الله بن هذال الملقب(الحزم) وأخيه الشيخ منديل بن هذال وهؤلاء لم يكن لنزوحهم من الحناكية أي سبب إلا القحط ثم إن الشيخ عبد الله بن هذال أنجب ابنه ماجد بن عبد الله الهذال ولأخيه الشيخ منديل بن هذال ثمانية أبناء وهم محمد الملقب (الشجاع)وجديع الملقب(حامي السمراء)والسمراء هي الحرة حيث لا يدخلها احد في عهده إلا في خفارته ومغيلث ومهلهل وزيد ومزيد وجفال وتركي وبعد إن كبروا هؤلاء الأبناء وطعن بالسن عبد الله ومنديل تزوج الشيخ عبد الله وأنجب الحميدي وهذال وكان الحميدي بن عبد الله الهذال معاصرا لأحفاد أبناء عمه ذرية منديل وابن عمهم الفارس مسلط
بن فالح بن عدينان الملقب (الرعوجي) فكان موطن هؤلاء الرجال وقبيلتهم القصيم ومن مواردهم دخنه ثم إن ابن هذال خصص لإبله عين برد عليه إبله سميت عين ابن هذال قرب المذنب وتعرف حاليا باسم الثامرية وكانوا العمارات يتجولون في مناطق نجد من القصيم إلى منطقة الحريق إلى مشارف الإحساء ويجنون ثمر نخيلهم في خيبر وفي عهد الشيخ مشعان بن مغيلث وابن عم أبيه الحميدي بن عبد الله الهذال انساحت قبيلة الجبل من العمارات في القرن الثالث اهجري أي في عام 1230هـ إلى العراق ومكوثهم هناك 162سنة وذلك من تاريخ 1230هـ إلى 1392هـ وهو التاريخ الذي حدده البلادي في ذكره لموقعة المجللة المزعومة حيث ذكر البلادي إن هجرتهم للعراق قبل 360سنة وان كان يقصد رحيلهم من الحناكنة فهو بحدود 240سنة فقط أو اقل إما عن قصة تعليق ثوب المرأة فإنني فان هذه القصة قد وردت في ثلاث مصادر ولا علاقة لها بقبيلة حرب ولا بقبيلة عنزة إطلاقا وفيما يلي تواتر هذه القصة في الروايات :
• القصة الأولى: ذكر أبو الفرج الأصفهاني في22 من كتاب الأغاني الصفحة الثانية والستون في خبر حرب الفجار وأسبابها ما نصه قال: ثم كان اليوم من أيام الفجار الأول وكان السبب في ذلك إن شبابا من قريش وبني كنانة كانوا ذوي غرام فراو امرأة من بني عامر جميلة وسيمة وهي جالسة بسوق عكاظ في درع وهي فضل عليها برقع لها وقد اكتنفها شباب من العرب وهي تحدثهم فجاء الشبان من بني كنانة وقريش فاطافوا بها وسألوها إن تسفر فأبت فقام احدهم فجلس خلفها وحل طرف درعها وشده إلى فوق حجزتها بشوكة وهي لا تعلم فلما قامت انكشف درعها عن 0000فضحكوا وقالوا منعتنا النظر إلى وجهك وجدت لنا بالنظر الى0000 فصاحت يا آل عامر فثاروا وحملوا السلاح وحملته كنانة واقتتلوا قتالا شديدا ووقعت بينهم دماء فتوسط حرب بن أمية واحتمل دماء القوم وارضي بني عام من مثلبة صاحبتهم.
• القصة الثانية: جاء في الصفحة 580 من كتاب عشائر الشام للعلامة احمد وصفي زكريا وهو يتحدث عن قبيلة الجحيش وقبيلة العقيدات حيث قال: هؤلاء بقايا الجحيش الذين أباد العقيدات معظمهم فيما مضى على اثر أهانتهم امرأة عقيدية رفعوا ثوبها من وراء وسخروا بها فجاءت قومها بهذه الحالة فقالوا لها استتري فأجابتهم وهل انتم رجال حتى استتر؟ فاستوضحوها الأمر فأخبرتهم فوثبوا على الجحيش وافنوا معظمهم وقد بقيت شرذمة منهم في قريتي محكان وفاطسة.
• القصة الثالثة: ذكر المؤلف الأديب فهد المارك في المجلد الرابع من كتابه من شيم العرب في الصفحة 284و285 وهو يتحدث عن الشاعر ساكر الخمشي حيث سماه الشاعر الذي ينطق القدر على لسانه وأورد قصيدته التي دعا بها على أهل فتاه طلب منهم إن يزوجوه فأبوا ومن قوله
عسى يجيهم حزت الفجر مدلوك مدمي ولا تنفع عليه الدخاله
عسى يجيهم من بني عمهم صوك يوم به الممرور يبزع بخاله
والقصيدة معروفة والقصة مشهورة وقد ذكر المارك في شرح مقصد هذه الأبيات في ذلك الكتاب انه ذهبت فتاه من فتيات الفخذ لتملا قربتها من الماء وعندما انتهت من ملء القربة أشارت لا الفتيان الذين يسقون إبلهم على جانب البئر بان يحمل القربة على ظهرها فاستجاب احد الفتيان لطلبها وحمل على ظهرها السقاء وفي الوقت ذاته تصرف تصرفا بعيدا عن الأدب والخلق فراحت الفتاة تشكوا لرجالها التصرف الخاطئ الذي لقيته من ذلك الشاب الطائش وعلى الفور أخذت النخوة رجالها وهجموا على الفتى وقطعوه اربآ وعند ذلك قام أقارب الفتى بهجوم معاكس قاصدين اخذ الثار لابنهم وهكذا تقاتلت العشيرة بكاملها قتالا عنيفا كما تنبأ بذلك الشاعر ساكر الخمشي انتهى ما ذكره المارك .
* أما قول البلادي من انه التقا بأحد مشائخ قبيلة عنزة ووصف له طبيعة عنزة بقوله(هزائين يهزا واحدهم حتى بابيه) فحبذا لو ذكر البلادي اسم هذا الشيخ الذي وصف قبيلته بهذا الوصف المشين كي يكون له سند فيما يدعي ولا اعتقد أن هناك رجل من الرعاع من تقبل نفسه إن يصف قبيلته بهذه الصفة كيف والكلام منسوب لشيخ فمن هو هذا الشيخ يا ترى؟ أما ما ذكره البلادي عن حجج تملك بعض رجال حرب لأرض الحناكنة فان كلمة إن مما أفاء الله علي أو مما أعطاني الله أو من أملاكي فهذه ترد في كثير من حجج الاستحكام وبدل على أحياء الأرض ولا تدل على أنها كسب من عدو كما ادعى البلادي بأنها جتهم مكاسب من عنزة. أما السلالات الذي ذكر البلادي إن أجداهم اشتركوا في تلك المعركة وقال أنهم يدعون أن جدهم الثامن أو التاسع قد شارك بالمعركة المزعومة وحيث إن المعني بتلك المعركة هو هذال ومعروف إن جدال هذال الأعلى هو الشيخ هذال بن عدينان وحاليا تسلسل العدد هكذا: سلطان بن زبن بن محروت بن فهد بن عبد المحسن بن الحميدي بن عبد الله بن هذال لذلك فان هذال الجد الثامن لذريته ولو طبقنا قاعدة البلادي في معرفة التاريخ في عدد الأجداد لقلنا 8+40=320 سنة لذلك فهي بكون في زمن هذال نفسه وليس ابن هذال كما ذكر البلادي ولا خلاف على وجود هذال في تلك الفترة ولكن الخلاف على صدق الرواية من عدمه . وفي معرض حديث البلادي عن قصة تعليق ثوب الفتاة قال: ابن هذال عندما شاهد عورة الفتاة ابتسم ابتسامة تشفي وهذا لا يليق بالعربي الصميم إن يبتسم تشفي بعورة جارته الأجنبية ومعروف إن العرب أهل جوار في جاهليتهم وإسلامهم فكيف بابن هذال وهو شيخ المشائخ يبدر منه مثل هذا التصرف وما ذكره البلادي في هذا الصدد وما هو إلا لتكملة فصول القصة لكي يكون لها رونق ومن الغريب إن الرواة الذين رووا للبلاد هذه القصة يتذكرون ابتسامة ابن هذال منذ ذلك الوقت ولا يوردون أي بيت من الشعر يدل على صحة القصة .ذكر البلادي انه بعد ما بدر من الفتى العنزي هذا التصرف المشين اجتمعوا رجال حرب وعنزة عند القاضي ابن طريف وتخاصموا وحكم بقطع يد العنزي ورفضوا عنزة هذا الحكم ثم إن الحربي والد الفتاة جلل ذلوله وطاف في أحياء حرب لطلب النجدة والسوآل يا هل ترى أليس الحربي والد الفتاه مجاور لعنزة ولا يقدر على اخذ حقه فكيف يكون التخاصم عند القاضي والخصوم غير مكافئين وكيف الخصم القوي يقبل بالتقاضي وكانت السيادة للقوة؟
ثم ذكر البلادي إن حرب عندما غزو عنزة كان البعير يحمل سبعون قربه ثم ذكر قصة البعير الذي شرد وعليه القرب ودخل مع رعيان عنزة ولما شاهدوا الرعيان عدد القرب ضحكوا وكان معهم رجل مسن عندما شاهد عدد القرب على بعير واحد احدث فضحكو الشباب وتمثل قائلا:
أمور تضحك السفهاء منها ويبكي من عواقبها اللبيب
وهذا البيت هو من قصيدة للحارث بن عباد البكري عندما بلغه خبر مقتل ابنه بجير على من قبل الزير في حرب البسوس بثار شسع نعل كليب ثار من الغضب وبدا يخرج من أسلحته وعتاده ويطلب إحضار فرسه النعامة وهو يردد الشعر بطريقة غير شعورية فشاهده بعض الشباب وضحكوا من منظره بينما احد الرجال كان يبكي من منظره لتدبره لعواقب الأمور فالتفت إلى هؤلاء وقال من قصيدته التي تربوا على سبعون بيتا يقول:
قربا مربط النعامة مني لقحت حرب وائل عن حيال
قربا مربط النعمة مني إن قتل الحر بالشسع غال
لم أكن من جناتها علم الله واني لحرها اليوم صال
أمور تضحك السفهاء منها وتبكي من عواقبها الرجال
وهكذا لفق راوي البلادي البيت المنسوب للفارس الحارث بن عباد البكري فجعله في قصة المجللة المزعومة.
وها هو البلادي يذكر في تفاصيل قصة الحرب إن ابن عسم جمع قبائل حرب جميعها وهجم في عنزة وفاجأ عربان منهم كان معهم الجاني فأعدمهم جميعا ثم واصل زحفه على ابن هذال وبقية عنزة وعندما اقبل على عنزة في منتصف الليل أمر رحاله إن يطلقوا البارود دفعة واحدة فرات بنت ابن هذال الأنوار وظنتها برق فأيقظت أبوها تبشره في برق الخريف ولكن أبوها اخبرها إن هذا ليس برق بل انه ضوح بنادق حر فأيقظ قومه وحصلت المعركة وهزمت حرب عنزة هزيمة نكراء واستولت حرب على ديار عنزة وعلى غنايم كثيرة من عنزة ومن الغنايم نجر ابن هذال حيث ذكر انه عند ابن هنود الربيقي من بني عمرو قلت وهذا الوصف الدقيق للمعركة يجعل الباحث يتساءل لماذا لا يكون مع النجر دلال ثم كيف ذكر في الرواية استيقاظ بنت ابن هذال ومحادثتها مع أبوها ولم يذكر بيت واحد من الشعر يؤرخ هذا الحدث العظيم ويشيد بأمجاد هذا النصر؟ثم لماذا هذه المعركة على عظمها لم تسمع بها عنزة علما إن الرجال يعدون الذي لهم والذي عليهم؟ثم إن البلادي أورد قصيدة مسعود عبد الشيخ مشعان بن مغيلث بن منديل بن هذال وقال أنها شاهد ما بعده شاهد وهو لا يدري إن مسعود عاش في عهد مشعان ولا عاصر الفترة التي حدثت بها المعركة المزعومة وهو في القصيم وليس في الحناكية والأبيات التي أوردها البلادي محرفة بحيث تتلائم مع سياق القصة وهنا نورد القصيدة كاملة وهي ليس شاهد إثبات كما ادعاه البلادي بل أنها شاهد نفي قال مسعود احد موالي آل هذال يتوجد على أعمامه عندما أقحطت ديارهم القصيم ونزحوا إلى الشمال بحثا عن المرعى ونزلت في ديارهم الحد القبائل قالها يحثهم على الرجوع فيقول :
أمس العصر عديت في راس ملموم رجم طويل بشامخ الحيد زامــــــي
رجم طويل ولا يوكر به البـــــــــــوم غير العقاب الصيرمي و القطامي
قلبي عليل وصايبه غم واهمــــــــــوم وعزي لحال اللي طواه الهيامــي
غديت مثل اللي على الوجه ملطوم باللي اساهر نايحات الحمامــــــي
من طاوع الثنتين يصبر على اللـــوم يصبر عل فرقا الاهل والعمامـــي
عفت الرقاد وحاربت عيني النــــوم وابديت ما كنيت ماني بكامــــــــي
ابكي هلي يا ناس ماني بمليـــــوم واظن من يبكي هله ما يلامـــــــي
اقفوا وخلوني على الدار مرســــوم مثل السجين اللي بحبس الظلامي
على ركايا الرس جلست ملــــزوم عليه من ورد البوادي ركامــــــــي
علمي بهم هفوا مع الواد أبــــو دوم مستجنبين مطيرات العسامـــــي
اقفوا كما طير قلب رأسه الحوم بهيفية ما يندرى وين حامـــــــــــي
ادنا منازلهم شثاثا ولملـــــــــــــــوم واقصى منازلهم بوادي النعامــي
هذي مرابط خيلهم دايم الـــــــدوم حقب العيون مروبعات الهوامـــي
هذا مشب النار والحفر مثـلـوم ومركى الدلال المتعبات الشوامــــــــي
يا ركب يا مترحلين على كــــــوم ياللي بكم عيرات الانضى اهمامــــي
اليا لفيتوا ديرة اصحاب من قــــــوم احكوا ترى حمض الرجال العلامي
تلفون عمي للمناعير زيـــــــــزوم مشعان سبر معورجات الوشامــــي
ياعم يا مدب هل الكبر والـــزوم يا شيخ يا شيخ السلف والجهامــــــــي
تتليك باممشى جهامة وداهــوم نمرا تشادي للجراد التهامــــــــــــــــــي
اليا صاح صياح من اعداه مضيــوم وردو حياض الموت ورد الظوامـــي
كيف الظعون بداركم كنها اغيوم وانتم ترون النمش بالزحامـــــــــــــــي
وادي الرمه غدا به العشب كيهــــم ترعى به القطعان والرمي حامـــي
هذه قصيدة مسعود وما ذكره البلادي عن قصة المجللة لا وجود لها لا في الشعر الشعبي ولا في التواريخ المكتوبة ولا في صدور رواة عنزة وقد أوضحنا سبب انتقال قبائل من عنزة إلى الشمال في كتابنا اصدق الدلائل في انساب بني وائل باب هجرة قبائل عنزة وأسبابه وأوردنا الشواهد وكذلك في كتابنا قطوف الأزهار وحيث ذكر البلادي على لسان ابن مهيد انه يقول :جزى الله حرب خيرا الذين أخرجونا من ديرة الجوع إلى ديرة الخير وهذه العبارة لا صحة لها ولم نسمع بها ولا لم اسمع من احد من الرجال انه سمع مثل هذه العبارة من احد من رجال المهيد وما اسم ابن مهيد من مشايخ قبيلة الفدعان من ضنا عبيد وضنا عبيد هاجروا من ضرغط وضريغط أيضا في حدود عام1223 هـ ولم تكن هجرتهم بسبب طرد كذلك لذا لا صحة البتة لما نسب لابن مهيد من القول الذي لا يستند إلى أي دليل وإنما هو تلفيق أريد به إثبات القصة وقبل ختام هذا الإيضاح يتبادر إلى الأذهان عدة اسئلة
1- من قتل من رجال عنزة في تلك المعركة الكبيرة؟
2- لماذا لم يقال بهذه المعركة شعر من احد الطرفين يثبت هذه القصة؟
3- لماذا لا يعلمون رجال عنزة عن هذه المعركة طالما أنها مشهورة ؟
4- فقد اعترفت قبيلة عنزة بمعارك كثيرة بينها وبين قبائل عديدة وكان لها نصر وعليها كسيرة فلماذا تنفى هذه المعركة وتعتبرها نكته مضحكة؟
هذا ما لزم إيضاحه وأسال المولى عز وجل إن يلهمنا الصواب ويجنبنا الزلل انه سميع مجيب الدعوات وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين .
كتبه:عبد الله بن دهيمش بن عبار العنزي
الرد الثالث : من التاريخ نفسه !.. ويقول لاتفرح كثيراً أيها الحالم . فأقرأ التاريخ وأعرف مكانك .
يقول الشيخ الفارس البطل مشعان بن هذال..
لياما نخونا اللي على نجد حضــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وجانا كتاب من زبون المقاصيــــــــر
من ماجد بن عريعر حر الاوكــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يقول وليت داركم يالمناعيـــــــــــــــر
الشيخ اللي حيف على البيض بالغــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يقول حل بداركم (حرب ومطيــــــــر)
وجيناه مثل السيل طمام الاوعــــــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لياما غدت عنها البوادي شعاثيـــــــر
وعندما بلغ الشيخ مشعان بن مغيلث الهذال خبر قول أحد مشايخ حرب من بني السفر هو / سيف بن دغيمان ((لن ترى عين الشيخ مشعان نثيلة الوجار اللي يعد فيه القهوة)) ، يقصد انه استولى على ديار مشعان ولن يسمح له بمشاهدتها ثانيه فقال الشيخ مشعان هذه القصيدة :
لي ديرة عندي عزيز وطنهـــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يذكر بها ناس تنابح اكلابـــــــــــه
والله ما حداني الخوف عنهـــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لكن بها ذيبٍ نهشني بنابـــــــــــــه
ياما ارتحل من نجد حي سكنهــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هي دارنا من دور عصر الصحابه
لو انتحي عن نجد ماجوز منهــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لنا بها من عيال وايل قرابــــــــــه
قل للمسولف لاتجفل عدنهـــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نأتيك في جمعن ثقيل تهابــــــــــه
جمع لنا عن كل عايل ظمنهـــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من جالها نقشع مناين اطنابـــــــه
وقبل أن أنهي سأكتب هذه الأبيات التي يعرفها كل حربي جيدا ً .
يا شيخ قل للبدو عنا يشدون ** نبي نقطب جونا بالزروعي
نبي انقسم غوشنا لايضيعون ** الغوش لجتهم علينا تروعي
انتم لكم جيش وخيل تعنون ** وأرزاقهم لا حظبن الجموعي
وانتم ليا طاح الحياء له تنوعون ** فوق الجمال محنيات الضلوعي
كم سهلتن فيها عصير تبنون ** يتلي ضعفكم كل بيض فروعي
الشيخ المقصود به هو .. بن هذال عندما كان بالحناكية وهو منديل بن هذال.
وصاحب القصيدة.. هي إحدى بنات أحد شيوخ حرب.
وكانت بغاية الصراحة .. حيث قالت أن لإبن هذال جيش وخيل وعدة وعتاد يختار مايشاء من الأراضي وهم بدو رحل .. أما أهلها أهل زراعة والفلاحة ! ولايستطيعون النجعة والترحال .
منديل الفهيد , صفحة 124 , الجزء الثاني .