هم الأمـس وخوف الغــد

[سلطان السويلم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مر احد الأدباء بقوم يكتبون العلم فنظر اليهم وقال

أن يكن معكم ثلاثة اشياء لن تفلحوا... قالوا وماهي

قال هم أمس . واغتنام اليوم .وخوف الغد

وقد صدق فعلا فأن المبتلا بهم الامس . واغتنام اليوم . وخوف الغد ان افلح في شيء

فهو لن يفلح في ميدان العلم والادب .. ذلك لأن طلب العلم وتحصيله يحتاج الي صفاء النفس

وفراغ البال من هم امس واغتنام اليوم وخوف الغد ..
أي بختصار من هم االأنشغال با الدنياء ...الخ

ونرى ما يكتبه من الكتاب والصحفيين والادباء وهم في شغل شاغل مع الحياه ومطالبها فلا تجد فيما يكتبون

لا تجد به طعم العلم او نكهة الادب لأن ذلك لا يكتمل الا بتحصيل العلم والادب بطريقه ادامة النظر في الكتب

وبوسائل شتى للتلقي والاستيعاب ولا يتسنى ذلك با الطبع الا اذا فرغ من هم الامس واغتنام اليوم وخوف الغد

وهذا هو السبب الذي جعل بعض كتابنا لا يحرزون اي تقدم مع مرور السنوات فما تقراه لأحدهم منذ عشرين

عام هو ما تقراه الآن .. وما تقراه اليوم هو ما تقراه غدا .. ذلك لأنه لا يحتاج لهم ومع زحمة الحياه

ان يتزودوا با الجدبد في العلم والادب حتى ولو اتيح لبعضهم الوقت الكافي للمطالعه فأنهم يكادو ان لا يفقهو شيئا

بسبب هم الامس وخوف الغد .

اما الشاهير من الكتاب والمعلقين والادباء في العالم وعلى مر العصور

فقد يكون السر في شهرتهم وفي قيمة ما يكتبونه أنه قد توفر لهم أقصى قدر من الامكانيات . المكتبات الارشيف

والموظفين والسكرتارييين .. ثم اضافه الي ما يملكون من اموال ضخمه توفر عليهم اغتنام اليوم وخوف الغد

ولذلك نجحوا كل هذا النجاح .