إستكمال للجزء السابق
** وهذه أبيات لشاعرة من قبيلة عنزة كان بينها وبين إبن عمها مودة ولكنه لك يتزوجها وقد نزح اهلها ونزلوا بجوار قبيلة معادية لهم ، ولما سمع أفراد هذه القبيلة جمال هذه الشاعرة ورجاحة عقلها ، تسابقوا يخطبونها ولكنها رفضت الزواج بأحد منهم وأقنعتهم أنها لاترغب بالزواج بغير ابن عمها وكان هناك شخص يقوم بالوساطة في خطبة هذه الشاعرة له و اسمه عياد ، وعلى الرغم من كل المحاولات التي عرضها والاغراءات رفضت أن تتزوجه ، وذات يوم جاء إليها عياد وأخبرها بأنه سيغزو على قبيلتها قبيلة عنزة وطلب منها من قبيل التحدي والاغاظة أن تصنع له رسنا ً وهو الحبل الذي تقاد به الفرس أو الراحلة ووعدها بأن يكافئها على ذلك بناقة من إبل ابن عمها الذي سيغزيه ولم تقبل له بديلا ً ، وطلب منها عياد أن تصف له إبن عمها وتنعت إبله فبينت له ما طلب بعد أن نصحته بعدم مبارزة ابن عمها لانه شجاع شديد القبضة وتخشى على عياد منه ، ومن الاوصاف التي ذكرتها لعياد ان ابن عمها لايهاجم العدو الا بعد أن يشعل السبيل كما أنه لايهجم مع أول قومه ، بل ينتظر حتى يلتحمون مع العدو ، وعندما حدثت المعركة تبين أن جميع ما ذكرته البنت في ابن عمها صحيح وقد بارز ابن عمها عياد وكاد أن يرديه قتيلا لولا انه استجاره عياد بوجه ابنة عمه ، بعد أن أبرز له الحبل الذي كانت قد صنعته له : فقال العنزي سأعدل عن قتلك بشرط أن تذهب بفرسك وتسلمها لابنة عمي ، فقطع على نفسه عهدا ً بذلك ، وخلا سبيله وبعد هذا ذهب عياد إلى بيت ابنة عم العنزي ، وربط فرسه بأحد أوتاده أثناء الليل ، وهي نائمة لاتعلم ، وعندما إستيقظت ورأت الفرس عرفتها فأنشئت هذه الابيات :
عياد يا ريف المسايير والجـــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما شفت بالعينين للناس عــــده
عينت حر من صواريم سنجــــار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا كثر ما شل الدمى في مهــده
عساك لي يا مكرم الضيف عذار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ باللي عطاك المنع والمـــال رده
لي نفس مثل نفوسكم يوم تختار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والنفس يملكها الغلا والمـــــوده
من حال تنهانا عن العيب والعار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عشق يجي بالعيب ربي يلـــــــده
** وهذه أبيات يقال لانها لاحدى بنات الشيخ الفارس الشاعر / عقاب بن سعدون العواجي ( عقاب الخيل ) وتدعى غزية ويقال أنها ذهبت إلى أحد أعمامها وإستقرت عنده ، وكان له إبن وبينهما نية للزواج ، وسافر إبن عمها لي طلب الرزق مع صاحب له يدعى عيد فتغيبا مدة تقارب ثلاث سنوات ثم رجع صاحبه عيد وكان في الحي رجل يرغب في الزواج منها لكنه يعلم أنها لن تقبله لحبها لابن عمها فقابل عيدا وقال له : لك عندي ناقة إن أشعت ان ابن عم غزية توفى ، لعلها تتزوجني بعد أن تيأس منه فلبى عيد طلبه وأشاع أن صاحبه ابن عم الفتاة قد مات فلما سمعت الخبر أنشدت تقول :
تعززوا للي عشيره تنـــــــــــوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يم الشمال وحط حوران دونـــــــه
أقفى وخلا له يتيم يلـــــــــــــوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واليه عمام ٍ ليتهم يرحمونــــــــــه
فات الربيع وعشى الاجراد لـوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وا خانة الطرشان ما يذكرونـــــه
يا عيد أسألك بالولي كيف سوى ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هو ميت ٍ والا اهله يرتجونـــــــــه
فرد عليها عيد :
يا بنت شوقك خابره ويش سوى
بالموس قصوا لك قصايب قرونه
أتلى الخبر به يوم قبره يســــوى
وخام ٍ جديد بينهم يذرعونــــــــــه
وعلمي براوي العرب يــــوم روى
بايسر نوى علمي بهم يدفنونـــــه
وقيل أنها ماتت حزنا على إبن عمها بعد سماع الابيات من عيد والتي تفيد أن ابن عمها مات ولما عاد ابن عمها وأخبر بما فعله عيد من إشاعته خبر موته وعلم بوفاة بنت عمه بسبب عيد ، حزن عليها حزنا شديدا وقتل عيدا ً والذي أشار عليه بهذه المشورة ...
** وهذه الشاعرة نورة الحمود من عنزة ، وتسكن ضواحي بريدة ، تعاتب زوجها وتلومه على طلاقها الذي أٌدم عليه إرضاء لوالدته التي لم يحصل الانسجام بينها وبين تلك الزوجة فقالت :
حي الجواب اللي لفا هو مــــرادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هو غاية المطلوب والغيب حكـــام
ساعة قريته فر قلبي وكـــــــادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاني مثل يعقوب حاد ونمـــــــام
لو انت ترجيني وهرجك وكــــادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما عاضوك الناس باعنان ولجــام
طاوعت بي مبغض وهرج الدوادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أيضا ولا لك عن تصاريف الايـــــام
والله لو أن بيني وبينك وعــــــادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لاصبر على طول الليالي والايـــــام
ما ظني القى مثل طير الهــــــدادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو عارضوني كل شاري وســــوام
الرمح خله في صليب الثنــــــــادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صارت مصاويبه تحاسيف ونــــدام
يا لايم المفجوع بالحب غــــــــادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من ذاق ما ذقنا من الحب مـــــا لام
** وللشاعرة موضي بن عبدالله العنزي سافر أخوها الى الشمال وبقي هناك مدة طويلة وتأخرت زيارته لها فأرسلت إليه قصيدة تحثه فيها على الزيارة تقول :
يابو سعد ضاع بك كل ما قيـــــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا واحسايف هقوة بك هقينــــــــاه
متومر بالحد لادشه السيـــــــــــــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيثه سبب فراك لاعاد مسعــــــــاه
حتى ايش لو للضيف تذبح من الحيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وش خانة اللي ما تذوقه دنايــــــاه
اخير منك اللي برك للمهازيـــــــــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللي بقصره كل من ضيم ينخـــــــاه
** وهذه الابيات بيـن الـعـقـيـد المشهور بذاك الوقت دبي النجباني الشمري وهو من التومان من شمر , و هم في الغالب أكثر شمر في المغازي وبين صالحه وهي من المحينات من الدهامشه من العمارات من عنزة..
وكانت صالحه ترعى لأهلها وذلك أما لانها يتيمه أو ليس عندها اخوان أو ابوها كبير بالسن .
, لأن البنات نادرا مايسرحن بالابل ..
أهل صالحه رفضوا أن يعـطـونـهـا الهجار وجمعه هجر والهجار تربط بـه يد الجمل برجله حتى لا يتحرك بسهوله
وعندما أيقنت أن اهلها رفضوا أن يعطوها هجر للزمل( الزمل: الجمال فقط) وليس هناك امل في أن تتخلص من هذا العذاب والتعب الا ان يأتي غزو وياخذ الحلال ، فما كان أمامها حل الا انها تنخى أحد العقداء المشهورين في تلك الأيام حتى يأتي وياخذ الحلال ويريحها من هذا العذاب .. بعد ماطفح الكيل بها من التعب ؟؟
ووقع اختيارها على العقيد والفارس دبي الشمري من التومان ..
فقالت صالحة :
وراك ماتويق ياشين يادبـــــي
ــــــــــــــــــــــــــ علـى الـمحينـات لك نوبـه
يا دبي الــزمـل هـيـــاج عـذبــي
ــــــــــــــــــــــــــ والـهجر بـالبيت عيـوبــــه
خل المخابيط تشتبي
ــــــــــــــــــــــــــ والخيل والجيش له شوبه
ووصلت القصيده لدبي الشمري وتحركت فيه النخوة وفعلا ً غزى على المحينات والتقى بصالحه وقال دبي : من انتي قالت(وهي تشاهد الوسم) : الله جابك .. انـا صالحه يادبي فقال لها :عقلي بعيرك اللي تركبين ( اي البعير الذي تحتاجينه في مسيرك ) , وانا اريحك من البـاقي. وفعلا ً اخذ الحلال , ورجعت لأهلها وهي مرتاحة بعدما أخذت الابل فقال دبي الشمري بصالحه بعد ماهب لمساعدتـها وانقاذها :
يــاصـالــحـه يــــــــام دواره
ــــــــــــــــــــــــــ عـين الــــغزيــل ليــا سـجي
مانتي من البيض مكــــــاره
ــــــــــــــــــــــــــ اصدق مـن الـلـي نـهـج حجي
يـابـطن حمرا مع الغـــــــاره
ــــــــــــــــــــــــــ حــوايــة الــبــوش لاهــجـي
وكان هنا يتغزل بها ويشبه عيونها مثل عيون الغزال وانها صادقه وماهي مكاره ، حتى أنها اصدق من اللي ذهب الى الحج ...
وفرحة دبي لم تدم طويلا وكعادته دبي وهو عقيد غزوات ، فصبح قبيلة الصقور من العمارات من عنزة على غدير عرف فيما بعد بغدير دبي وركبوا عليه الصقور وصارت عليه هزيمه كبيرة جدا اذ نجى هو واثنين من جماعته اما الباقين مابين قتيل وأسير
فقالت احدى شاعرات الصقور بهذه المناسبه من قصيدة :
لاتـغـيـر يـاشيـن يــادبـي
ــــــــــــــــــــــــــ على الصقورات ,و لو نوبـه
لحقوك غوش ٍ على قبــي
ــــــــــــــــــــــــــ لعيون شـقـح ٍ تناخوبـــــه
الشمـري طــاح وانـكبـي
ــــــــــــــــــــــــــ بـالمحقبـه عـلقـوا ثـوبـــه
ومعنى أنهم بالمحقة علقوا ثوبه أي كنوع من تقليل الهيبة لهذا الفارس بما أن ما فعله يستوحب التقليل من شأنه وأن لايفكر مرة أخرى بغزوه على هذه القبيلة ، وبعض القبائل عندما يقع الفارس أو الشيخ في الاسر ويكون هو الغازي عليهم يأخذون المسامة أو الشداد ويجلسون عليها أحد العبيد كنوع من الاهانة .....
** تزوجت نفلا بنت ابن شعلان من الرولة من عنزة ، الامير محمد الاحمد السديري ولاحظت منه بعض الجفاء في آخر الامر ، ورأت أنه يفضل بعض زوجاته عليها ، وقد امتعضت من معاملته لها عذى هذا النحو وأنكرت كيف يحصل منه ذلك على الرغم من أنها اختارت الزواج به على بني عمها ( آل شعلان ) وقد زادت أسى حتى قيل أنها توفيت لهذا السبب
يا محمد عقب الغلا وش جاك ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وش غير المذهب الزينـــــــي
كان انت زعل علي رضـــــاك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من شانك أمشي على عينــي
يوم أن قلبي بغى لامــــــــاك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حرمت كل الشعالينــــــــــــي
واليوم بينت لي جفـــــــــــواك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تمرني ما تحاكينــــــــــــــي
وأيضا تقول فيه :
يا محمد صبري على شانك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومقابل الحضر يا خلــــــي
ينفعني اقفاك وقبالــــــــك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيث أن شوفك ربي ٍ لــــي
واشوف ماني على بـــــالك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من عقب يومين تفطن لـــــي
** وهذه الابيات قالتها شاعرة من المطارفة من السلقا تنخا الشجاع غازي بن ظبيان وهو من مشايخ المحلف من الدهامشة من العمارات ، تنخاه لكي يرد الابل بعد أن أخذت من قبل إبن رشيد وقد غزا الشيخ غازي بن ظبيان ورد الابل وأخذ قطعان من أبل شمر وابن رشيد مما سبب تبادل الغزوات ثم مناخ بقعاء 1257هـ :
لوا عذابي يوم راحت جهاجيــــــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ راجوا عليها مسيحين اليدامــــــــي
يا حي والله سربة من هل الخيـــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فوق المهار مثورات العسامـــــــي
متى تجينا خيل غازي مقابيـــــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تودع عىل قطعان خصمه كتامـي
عقاب السبايا متعب الكنس الحيـل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ زيزوم نمرا ما تهاب الجهامـــــــي
عبدالله الوادي وغازي كما السيــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والسيل ياطأ ما ارتفع من عدامــي
بطراف بقعا مثل وبل المخاييـــــــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تصرخ بها حدب السيوف الهوامــي
وهنا الشاعرة تصف عبدالله بن رشيد بالوادي والشيخ غازي الظبيان كما السيل الذي ياطأ ما ارتفع سواء من عدامة أو غيره في الوادي ،،تشبيه بليغ..