كشف البروفيسور طارق مدني أستاذ الطب الباطني والأمراض المعدية في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، أن 14 مولودا تضرروا بسبب جرثومة في شامبو "رولانا" أحدهم توفي، مؤكدا أن جميع هذه الحالات مثبتة لدى مستشفى جامعة الملك عبد العزيز التابع لكلية الطب الذي يستعد حاليا لمقاضاة مصنع الحياة للمستحضرات الطبية في الدمام منتج الشامبو الملوث.
ووفقا لصحيفة "الاقتصادية" أكد مدني أنهم ليسوا في حاجة إلى انتظار ظهور نتيجة فحص العينات التي سحبت من المصنع فلدينا أكثر من 15 كرتونا من التشغيلة رقم 46504058 تسلمناها من المصنع وهي محفوظة بطريقة سليمة، وهي كمية كافية طبيا وقانونيا لإثبات وجود التلوث الذي أودى بحياة أحد المواليد. ولم يستبعد أستاذ الطب الباطني والأمراض المعدية عدم ظهور الجرثومة في العينات التي سحبت من المصنع لأنه ربما لا يكون لديه نظام جيد للجودة يضمن احتفاظه بعينات من التشغيلة نفسها، الأمر الذي جعلهم يطلبون من وزارة الصحة ومن هيئة الغذاء والدواء أخذ العينات من الكمية نفسها الموجودة لدى المستشفى. واعتبر مدني ما حصل من المصنع إهمال كبير يجب أن تتخذ بشأنه الإجراءات النظامية والقانونية. وفيما يتعلق بتلوث تشغيلة واحدة من منتج كان يستخدم لمدة 20 سنة في السوق السعودية .
وقال مدني إن هذا الشامبو بالنسبة لنا يعتبر جديدا، فنحن لم نستخدمه إلا من بداية شهر ذي القعدة من عام 1429هـ وقبل ظهور الوباء مباشرة حيث كان المستشفى يستخدم أنواعا أخرى لغسل المواليد بعد ولادتهم مباشرة. وذكر أن هناك احتمالات عديدة تسببت في التلوث منها على سبيل المثال تلوث الماء المستخدم في التصنيع أو تلوث أجهزة التعبئة أو تلوث العبوات الفارغة قبل تعبئتها خلال فترة تصنيع التشغيلة، وهذا إهمال لا يمكن تبريره ولا قبوله ولابد أن يكون للنظام والقانون دور قوي وصارم تجاه ما حصل، فالأمر يتعلق بصحة الناس وحياتهم وموتهم. وشدد الدكتور طارق مدني على أن الكمية الملوثة الموجودة لديهم كافية لإدانة المصنع، مؤكدا أن مستشفى جامعة الملك عبد العزيز التابع لكلية الطب الذي طلب من وزارة الصحة سحب المستحضر من الأسواق في طريقه لمقاضاة المصنع، إضافة إلى والد المولود المتوفى الذي سيرفع شكوى رسمية ضد المصنع بعد وفاة مولوده بسبب شامبو "رولانا".