يقول الأديب والعالم الفيزيائي الدكتور أحمد زكي «ليس ألذ في أحاديث الناس من قصة،
وليس أمتع فيما يقرأ الناس من قصة، والعقول قد تخمد من تعب، ويكاد
يغلبها النوم، حتى إذا قلت قصة ذهب النوم، واستيقظت العقول، وأرهفت الآذان...
[أحمقان، وثالثهما]
حُكي أن أحمقيْنِ اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعالَ نتمنَّ على الله،
فإنَّ الطريقَ تُقطعُ بالحديث.
فقال أحدُهما: أنا أتمنّى قطائع غنم أنتفعُ بلبنِها ولحمها وصوفِها.
وقال الآخر: أنا أتمنّى قطائعَ ذئابٍ أرسلُها على غَنمِكَ حتى لا تتركَ منها شيئاً.
قال: ويحكَ أهذا من حقِّ الصحبةِ وحُرمة العشرةِ.
فتصايَحا، وتَخَاصَما، واشتدّت الخصومةُ بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثمَّ تراضَيَا
أنَّ أولَ منْ يطلعُ عليهما يكونُ حكَماً بيْنهما، فطلع عليهما شيخٌ بحمارٍ عليهِ زقَّانِ
منْ عسل، فحدّثاه بحديثِهما، فنزل بالزّقّين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، وقال:
صَبَّ اللهُ دمي مثلَ هذا العسلِ إنْ لمْ تكونا أحمقين»
[مجنون بني عجل]
حُكِي أن الحجاج خرج يوما متنزها، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه
، فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له: من أين أيها الشيخ قال: من هذه القرية. قال:
كيف ترون عمالكم قال: شر عمال؛ يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم. قال: فكيف قولك
في الحجاج قال: ذاك، ما ولى العراق شر منه، قبحه الله، وقبح من استعمله قال: أتعرف
من أنا قال: لا. قال: أنا الحجاج قال: جُعلت فداك أو تعرف من أنا قال: لا. قال: فلان بن فلان،
مجنون بني عجل، أصرع في كل يوم مرتين. قال: فضحك الحجاج منه، وأمر له بصِلة
دمتم بخير