المملكة والإمارات ومصر تتصدر القائمة الإقليمية في الربع الثاني
عائدات الاكتتابات في المنطقة تحافظ على استقرارها ومرونتها رغم تراجع العالمية بمقدار النصف
حسن باسويد ـ جدة
حققت الأسواق المالية بالمنطقة 4.72 مليارات دولار من عائدات 13 اكتتابا شهدها الربع الثاني من العام الحالي 2008، مقابل 3.9 مليارات دولار في الفترة نفسها من عام 2007. وجاءت نتائج هذا الربع أعلى بنسبة 20% عما حققه الربع الأول من هذا العام. احتل مصرف الإنماء في المملكة المركز الأول بين اكتتابات الشرق الأوسط خلال الربع الثاني هذا العام محققا 2.8 مليار دولار، أي ما يشكل 60% من مجمل عائدات الاكتتابات المسجلة في تلك الفترة.. وبلغ مجموع اكتتاب شركتي رابغ للتكرير والبتروكيماويات وزين السعودية 75% من إجمالي عائدات أسواق الاكتتابات في المنطقة في الربع الأول لعام 2008. وحل في المرتبة الثانية على صعيد الاكتتابات بالمنطقة اكتتاب مجموعة محمد المعجل الذي سجل 559.94 مليون دولار، وجاء اكتتاب مجموعة ديبا المتحدة في الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثالثة محققا 432.3 مليون دولار، وتبعتها شركتان مصريتان هما شركة بالم هيلز للتطوير العقاري والتي سجلت 348.22 مليون دولار، وشركة ماريديف للخدمات البترولية مع 272.93 مليون دولار. وفي هذا السياق قال أزهر ظفر رئيس قسم عمليات الاندماج والاستحواذ في إرنست ويونغ الشرق الأوسط: شهد عام 2007 إجراء 52 اكتتابا في المنطقة، بينما شهد النصف الأول لعام 2008م 26 اكتتابا، وبلغت مجمل عائدات الاكتتابات في النصف الأول من هذا العام 8.69 مليارات دولار مقارنة بعائدات الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغت 4.83 مليارات دولار سجلها 33 اكتتابا. وتظهر توجهات السوق قلة في عدد الاكتتابات إلا أن هذه الاكتتابات على قلتها فهي تتميز بعائدات أكبر. كما أن الاكتتابات مستمرة غالبا في جذب المزيد من المستثمرين، وهذا يعكس رغبة مستمرة في التوجه للاكتتابات في هذه السوق حاليا. وأضاف فيل غاندير رئيس خدمات الاستشارات المالية في إرنست ويونغ الشرق الأوسط: على الرغم أن التراجع في عدد الاكتتابات وحجم عائداتها كان حادا في الأسواق العالمية، إلا أن المنطقة قد أبدت استقرارا ومرونة عالية وذلك بسبب السيولة المالية الفائضة المترتبة على الاستمرار في ارتفاع أسعار النفط. وأنا متفائل لأداء الأسواق لبقية هذا العام نظرا لكثرة عدد الاكتتابات المعلنة إلى الآن وتلك التي سيعلن عنها أيضا في الفترة المقبلة. فالشركات التي كانت قد قررت تأجيل أو سحب اكتتابها ستعود من جديد لطرح أسهمها عندما تطمئن أن الأسواق في المنطقة أكثر استقرارا وأقل تأثرا بالتباطؤ الاقتصادي من باقي المناطق في العالم.
وعلى صعيد عالمي فإن حجم الاكتتابات في كلا الربعين الأول والثاني لعام 2008 بلغ حوالى نصف حجم الاكتتابات في الربعين الأولين من عام 2007، بينما تم تأجيل أو سحب الكثير من الاكتتابات في الستة الأشهر الأولى من عام 2008 بلغت 177 اكتتابا مقارنة بالاكتتابات التي تم تأجيلها أو سحبها طوال عام 2007 والتي بلغت حصيلتها 169 اكتتابا. وفي الربع الثاني من عام 2008 تم إجراء 258 اكتتابا حول العالم، بعائدات إجمالية وصلت إلى 37.4 مليار دولار، بينما بلغ عدد اكتتابات الربع الأول 247 اكتتابا بقيمة 41.2 مليار دولار. أما بالمقارنة مع الربع الثاني من عام 2007 فقد تراجعت عائدات الاكتتابات بنسبة 59% إذ انحدرت من 90.4 مليار دولار إلى 37.4 مليار دولار، وانخفض كذلك عدد الاكتتابات إلى أقل من النصف إذ وصل عددها في الربع الثاني لعام 2007 إلى 567 اكتتابا، بينما لم يشهد الربع الثاني من العام الحالي سوى 258 اكتتابا. وبلغت عدد الاكتتابات في كل من البرازيل والهند والصين وروسيا خلال الربع الثاني لهذا العام 76 اكتتابا بقيمة إجمالية وصلت إلى 11.8 مليار دولار.
هذا ولا تزال الأسواق الناشئة تقود أنشطة الاكتتابات العالمية في الربع الثاني لعام 2008، إذ احتلت الصين المرتبة الأولى بعدد الاكتتابات التي بلغت لهذا الربع 56 اكتتابا حققت بمجموعها 6.2 مليارات دولار. وقد استحوذت الأسواق الناشئة على 7 من بين أكبر 10 و15 من بين أكبر 20 اكتتابا من حيث العائدات المالية.
واستأثرت أربعة دول بما يقارب نصف عائدات الاكتتابات العالمية، إذ حصلت الصين على 6.2 مليارات دولار، وحلت البرازيل في المرتبة الثانية مع 4.6 مليارات دولار، تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية بـ4.3 مليارات دولار، وأخيرا المملكة العربية السعودية التي حققت 3.4 مليارات دولار. وحلت الصين مجددا في المرتبة الأولى لجهة نشاط سوق الاكتتابات من حيث العدد، إذ سجلت 56 اكتتابا، ثم بولندا مع 21 اكتتابا، بينما حققت أستراليا وكوريا الجنوبية والهند 17 اكتتابا لكل منها.