سعود الفيصل: اللجنة الرباعية مطالبة بالعدالة

الوكالات - لندن
وصف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الوضع في منطقة الشرق الأوسط بأنه كئيب وتعصف به المخاطر. مشددا سموه على أن هذه الحقيقة نتجت جراء الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وقال سموه في كلمة له خلال اجتماع موسّع عقده عدد من أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية العرب أمس، في العاصمة البريطانية لندن مع وزراء خارجية وممثلي دول وأطراف اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بقضية الشرق الأوسط، وذلك في إطار الاجتماع الدوري للجنة الرباعية: «إن المفاوضات من أجل إيجاد حل لهذا النزاع أخذت حيزا كبيرا من الزمن امتد لنحو ستين عاما وبدلا عن تبسيط أو إيضاح هذه القضية وتحديدها وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي شرع قانونية إقامة وطن قومي للفلسطينيين بجانب دولة إسرائيلية، فإن الكثير من العناصر غير المرتبطة وغير الضرورية جرى إقحامها في هذا النزاع خاصة بعد حرب 1967».
وقال «أعتقد أن تطورات هذا الوضع تعود الى ثلاثة أسباب متداخلة؛ أولها إصرار اسرائيل الواضح على استقطاع أراضٍ مأهولة من الفلسطينيين لصالح توسيع الاراضي اليهودية، وهذا أدى ألى اقتلاع سكان الأرض الحقيقيين من أراضيهم وهدد بالتالي بقية الفلسطينيين بمواجهة نفس المصير، وحتّمت تلك الظروف استمرار النزاع الذي انتهك حقوق الفلسطينيين وأدى لمعاناتهم من القمع والعنف وسوء المعاملة تحت وطأة الرفض والحرمان».
وأضاف سموه يقول «إن الثاني يعود إلى استمرار اسرائيل في ممارسة سياستها التي تقوم على تحقيق الأمن الكامل لإسرائيل فقط مما أدى الى المزيد من الأبعاد السلبية أي سياسة الأمن الكامل لطرف واحد في هذا النزاع وعدم توفير أمن مطلق للطرف الآخر».
وقال سمو وزير الخارجية «إن ثالث هذه الأسباب هو أن مشاعر العداء الواسعة للسامية فى الغرب وما يتردد عن المحرقة النازية التي وقعت على اليهود أدت بلا شك الى تعاطف كبير معهم فى الغرب وفي باقي دول العالم.. ولكنها ساهمت فى اعطاء اسرائيل إذنا باستخدام ما تريد من سياسات وإن مثلّت ظلما بيّنا للفلسطينيين، بينما ينظر الى إسرائيل كدولة محبة للسلام بغض النظر عن تصرفاتها المثيرة للتنديد ولردود الفعل العنيفة».
وأعرب سموه عن ثقته بإدراك الجميع لهذه الحقائق. وقال «كما أؤكد أنني لا أرمي الى اتهام جهة أو طرف، بل آمل بصدق أن تتضافر جهودكم لإيجاد مخرج من هذا المستنقع.. لقد بذلت الدول العربية كل ما في وسعها لتشجيع عملية التسوية وتبنّت المبادرة العربية للسلام فى بيروت منح إسرائيل الأمن الكامل الذي تطلبه من خلال التطبيع القائم على معاهدة سلام توقع عليها إسرائيل وكافة الدول العربية، بالإضافة الى الدول الاسلامية التى أعلنت التزامها بالخطة العربية للسلام.. ومن المهم في تقديرنا أن نقف على المقترحات التي يطرحها أعضاء اللجنة الرباعية الدولية بصدد الخروج بنا من هذا الطريق المسدود».
وقال سموه أن «السبيل الأفضل لضمان الأمن لإسرائيل فى تقديرنا هو قيام دولة فلسطينية قابلة للنمو وفقا لتصور الرئيس جورج بوش، جنباً الى جنب مع اسرائيل وهو ما يجعل من الدولة الفلسطينية عضوا مسؤولا ومتمسكا بالالتزامات الدولية، كما يجب ألا ننسى أن بمقدور اسرائيل أن تعتمد فى ضمان أمنها على أكثر الدول نفوذاً فى العالم وخاصة الولايات المتحدة وعلى منظمة الأمم المتحدة التي أنشأت دولة اسرائيل في المقام الأول».وعبَّر سموه عن اعتقاده أن من أسباب صعوبة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية حاليا هو المحاولات المستمرة لشق الصف الفلسطيني بدلا عن العمل لتوحيده من وراء عملية السلام.. ففلسطين الموحدة تشكّل قوة حيوية ودافعة نحو المفاوضات، كما تمثّل بكل تأكيد عنصرا ضروريا لنجاحها. ولقد تحولت حكومة الوحدة الفلسطينية التى انبثقت من اتفاق (مكة المكرمة) الى فرصة ضائعة واذا ما عادت هذه الفرصة الثمينة من جديد دعونا نأمل ألا تضيع منا مرة أخرى.
وشدَّد سموه على أن هناك حاجة ماسَّة لإحداث تغيير فى أسلوب الرباعية الدولية يركز جهودها على مقترحات بناءة تعين على السير قدما بعملية التسوية بدلا عن الاكتفاء بالتداول حول النزاع ووضع شروط لا يمكن الوفاء بها.
ورأى سموه أن تؤسس هذه المقترحات على الشرعية والقانون الدولى وألا تخضع للابتعاد عن مجراها المرسوم.. فتحقيق السلام والأمن مهدد بالفشل إذا لم نتوخَ التطبيق العادل للقانون الدولي على الجميع دون محاباة ولا يمكن بالطبع القبول بالتصرفات الفردية أو الاستثناءات بحكم الواقع فى حالة النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وأكد سمو وزير الخارجية ضرورة أن تتوخى قرارات اللجنة الرباعية مبادئ الحيدة والعدالة والمساواة والتشديد على إزالة المستوطنات والحواجز ووضع حد لتقسيم الأراضى الفلسطينية. وأن تخضع القرارات التى يتم التوصل لها للمتابعة والرصد والمحاسبة حتى نحقق التقدم الذي نصبو اليه.