الرياض، حائل، بريدة: محمد آل ماطر، محمد العواجي، خضير الشريهي، تركي المحارب
أكدت وزارة الصحة أن الأدوية التي تقرر خفض أسعارها اعتبارا من أمس لن يتناولها المرضى قبل نفاد الكميات القديمة، فيما رجحت مصادر طبية أن يستمر العمل بالأسعار السائدة حاليا نحو ستة أشهر، خاصة في ظل وجود أدوية مدة صلاحيتها طويلة نسبيا.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني لـ "الوطن" أن التسعيرة الجديدة ستعمل بها المصانع المحلية والموردون، لكنها لا تشمل الأدوية الموجودة أصلا لدى صيدليات القطاع الخاص.
من جهته، قال مدير عام إدارة الرخص الطبية في وزارة الصحة الدكتور علي الزواوي لـ "الوطن" إن الأدوية بالتسعيرة المخفضة ستكون في كثير من الصيدليات خلال الأسبوع المقبل، والبعض الآخر خلال ثلاثة أسابيع، فضلا عن أن هناك أدوية ستتوفر بعد نحو شهر، وذلك حسب نوعية الأدوية المطلوبة من المرضى.
وفيما يتم تحديد جدول زمني لإحلال الأدوية المخفضة في الصيدليات، توقع الزواوي أن تتوفر الأدوية بالتسعيرة الجديدة في جميع الصيدليات، خلال الفترة القريبة المقبلة، لكن مصادر طبية قالت إن الإحلال التام للأدوية المخفضة محل الأدوية القديمة لن يتم على الأرجح قبل مرور ستة أشهر، وهو أمر تتحكم فيه قوى العرض والطلب ولا تتحمله وزارة الصحة.
وعاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ليؤكد على أن للصيدليات الحق في بيع الأدوية التي حصلت عليها قبل قرار التخفيض بالأسعار السائدة إلى أن تنتهي الكميات الموجودة لديهم.
وأفاد بأن المصانع المحلية والموردين هم فقط المعنيون بتعديل أسعار الأدوية اعتبارا من أمس، مشددا على أن الأسعار الجديدة التي تشمل أيضا هامش ربح التاجر، ستكون محفورة على عبوات الأدوية المخفضة بدلاً من "الإستكر اللاصق" ولن يكون بمقدور باعة الأدوية التلاعب فيها، لكن هذه الأدوية لن تكون في متناول المرضى بين ليلة وضحاها.
وبين مرغلاني أن القرار وتاريخ البدء فيه يخص "الوكلاء" إذ إنه لن يتم إدخال أي عبوات جديدة من داخل المملكة أو خارجها إلا بالتسعيرة الجديدة من تاريخ 23/1/1429، مشيراً إلى أن الصيدليات بكافة مناطق المملكة ليست هي المعنية بالقرار وإنما المعني بالدرجة الأولى الوكيل الموزع.
وبين مرغلاني أنه ليس هناك مدة زمنية لتطبيق القرار داخل الصيدليات كون ذلك يعتمد على انتهاء الكميات الموجودة فيها بالتسعيرة السابقة لحين جلب كميات جديدة بالتسعيرة الجديدة المخفضة، موضحاً أن الوزارة لا تنوي تعويض الصيدليات التي تخفض أسعارها السابقة قبل استيرادها من الوكيل بالتسعيرة المخفضة الجديدة.
وكان وزير الصحة الدكتور حمد المانع حذر جميع الموردين والمصدرين للأدوية من التلاعب في الأدوية، مشيراً إلى أن الوزارة لن تتوانى عن تغريم أو إغلاق أي منشأة صحية تتلاعب بحق المواطن في الدواء.
وعبر في حينه عن أن وزارة الصحة تواجه مشاكل مع الموردين إذ قامت خلال عام كامل بدراسة وضع تذبذب الأسعار من النواحي القانونية والنظامية من قبل مختصين مع الحفاظ على ربح التاجر في السوق المحلية.
و قال مسؤولون في صيدليات خاصة إن قرار تخفيض أسعار بعض الأدوية لم يصل إلى إداراتهم أو صيدلياتهم، وإنهم سيستمرون في بيع الأدوية الموجودة لديهم بأسعار ما قبل التخفيض.
وبين الصيدلي إبراهيم نبيه أن الأسعار التي خفضت هي التي تم تخفيضها من "الوكلاء" قبل شهر تقريباً وتم اعتماد التسعيرة الجديدة لهذه الأدوية أما عن تخفيض أسعار أدوية جديدة حالياً بناء على القرار فإنه لن يتم ذلك بسرعة كونه يتطلب وقتا واتفاقا مع الوكلاء لضمان عدم الخسارة، أو أن يقوم الوكلاء الموزعون بالتجول على الصيدليات وسحب كميات من الأدوية وتعويضها بأدوية جديدة أو تغيير التسعيرة الحالية بتسعيرة التخفيض الجديدة ويدفع الوكيل الفرق للصيدليات.
ويتفق معه المشرف على مجموعة من الصيدليات الدكتور إبراهيم الجندي مؤكدا أن وزارة الصحة والوكلاء الموزعين هم المعنيون بالتسعيرة الجديدة وهم الذين يحددون الأسعار وبالتالي تتماشى الصيدليات مع تلك التسعيرة الجديدة، وقال إن القرار صدر، ويبقى هناك دور الوكيل الموزع بالتعامل مع الصيدليات إما بالتعويض أو سحب الكميات الموجودة وتعويضها بكميات
جديدة وبتسعيرتها الجديدة المخفضة.
المواطنون أبدوا سعادتهم بخطوة وزارة الصحة في الحد من غلاء أسعار الأدوية، ومنع تلاعب بعض الصيدليات في تحديد أسعار الأدوية أو المنتجات الطبية حيث تتفاوت أسعارها من صيدلية لأخرى مؤكدين على ضرورة وجود رقابة جادة عليها وإلزام الصيدليات بوضع التسعيرة داخل الصيدلية وأن تكون معتمدة من وزارة الصحة.
المواطنان علي بن فايز الشهري ومحمد بن خليف الرشيدي أشادا بأهمية تطبيق القرار ومتابعته وعدم التلاعب به، موضحين أن هناك أسعارا لبعض المنتجات مثل حليب الأطفال تتفاوت من صيدلية لأخرى، مطالبين وزارة الصحة بمتابعة قرارها بتخفيض أسعار الأدوية ووضع الضوابط والإجراءات لضمان عدم التلاعب بالقرار ومنها على سبيل المثال تحديد رقم لتلقي أي شكوى عن التلاعب بأسعار الأدوية والتشهير بالمتلاعب لردعه.
إلى ذلك نفى عدد من الصيادلة في حائل وصول أي إشعار رسمي بشأن تخفيض سعر عدد من الأدوية، مشيرين إلى أن عمليات الشراء من المورد والتي تمت قبل 3 أيام لم تتضمن أي تخفيض في الأسعار.
وقال الصيدلي عماد عبدالمحسن: سمعنا عن تخفيض أسعار عدد من الأدوية ولكننا لا نعرف ما هي حتى الآن.
ورأى الصيدلي محمود عبدالواحد أن الصيدليات لا تستطيع تخفيض قيمة أي دواء لم تخفضه الشركة المصنعة أو المورد.
وأشار عدد من الصيادلة في بريدة إلى أنه لم تصلهم حتى الآن قوائم أسعار الأدوية المزمع تخفيضها، وأنهم مستعدون للالتزام بأسعار الأدوية المخفضة إذا تم الإعلان عنها.
02/02/08, (12:13 PM)
فاصل زمني 6 أشهر يمنع وصول الدواء المخفض والصيدليات تتعلل بالمخزون
العرض العادي
