:: المركز الإخباري :: الديوان المقروء :: الديوان المسموع :: قناة ويلان :: مركز التحميل :: للمميزين فقط ::

مركز ويلان الاخباري
رســــائـــل لـن تـصـل ...!! (اخر مشاركة : عابر احساس - عددالردود : 136 - عددالزوار : 98112 )           »          الرياض - حي الندوة (اخر مشاركة : نافع العطيوي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قصيدة باللواء : سطام بن داخل الحربي . (اخر مشاركة : سنجــار - عددالردود : 1 - عددالزوار : 67164 )           »          بعض قصايدي المسموعه (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95354 )           »          علمتني الحياة (اخر مشاركة : طلال الفقير - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95314 )           »          جديدي قصايدي غازي العايد (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89937 )           »          بعض قصائدي المسموعه 2023 (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86041 )           »          بعض قصائدي المسموعه 2023 (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91989 )           »          ஐღإهداء عبارات من القلب إلى القلبஐღ (اخر مشاركة : عابر احساس - عددالردود : 7195 - عددالزوار : 1999155 )           »          تفعيل الحساب (اخر مشاركة : أبوجابر - عددالردود : 3 - عددالزوار : 14 )           »         
آخر المشاركات




منتدى التاريخ والتراث العربي قصص من الماضي -تاريخ القبائل العربيه

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01/11/07, (04:44 PM)   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 60
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي :::كتاب أبطال من الصحراء :::

( بســــــــــــم الله الرحــمــــــــــن الــــــرحـــيـــــــــــم )


الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ,,,,,,,,, أما بعد
أخواني أداريين ومراقبين ومشرفين وأعضاء وزوار منتدى شبكة ويلان العربية ، يطيب لي أن أنقل لكم كتاب أبطال من الصحراء للشاعر المرحوم الامير محمد بن أحمد السديري ، على أجزاء متتاليه ، ليتمكن القارئ من الاطلاع عليه دون ملل ، وأوردناه كما جاء في الكتاب دون نقص أو زيادة أو تحريف وخلافه .


نبذه مختصرة عن الكتاب والمؤلف

الكتاب من الحجم المتوسط يحتوى على 251 صفحة طبع مرتين الطبعة الثانية كانت عام 1420هـ
وهو الذي بين أيدينا الآن .
يحتوى كتاب ابطال من الصحراء على الإهداء و مقدمة عن الكتاب ومؤلفه بقلم الأديب عبد الله بن خميس عام 1398هـ ،ومقدمة المؤلف ، ثم يتحدث عن سعدون العواجي وأبنائه عقاب وحجاب، وساجر الرفدي ، وشالح بن هدلان ، ومحدى الهبداني ، وخلف الأذن ، ثم الفهارس ، وإيضاح لبعض الكلمات العامية .
اما مؤلف الكتاب غنى عن التعريف فهو الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري رحمه الله .




اولأ : { سعدون العواجي }



الشيخ سعدون العواجي هو شيخ عموم قبيلة (ولد سليمان ) التي هي من أفخاذ قبيلة عنزه الكبيره ، له شأن بين قبائله ، ورئاسته لهذه القبيله عريقه، مطاعاَ بين افراد القبيله ، شجاعاَ ومشهوراَ بفروسيته، وشاعراَمجيداَ، اشعاره حماسيه....وكثيرة الفخر وكان محترماَ حتى عند أعدائه ، وله أبناء كثيرون ولكن لم يشتهر منهم سوى أبنيه عقاب وحجاب، وهما شقيقان.... أما بقية أبنائه فلم يشتهروا. وشهرة عقاب قد زادت على شهرة أبيه ، وكان من الابطال القلائل بنجد.
ولكن قبل أن يبرز أبناه وقبل أن يبلغا سن الرجوله ، حصل بين الشيخ سعدون وبين زوجته والدة عقاب وحجاب خلاف أدى الى طلاقها ، وذهبت الى أهلها في بلاد سوريه ، ومعها ابناها ، وهي من قبيلة الفدعان من عنزه الموجودين في سوريه ، وكان أخوال الشابين –عقاب وحجاب – مشهورين بين أفراد قبيلة الفدعان ، وقد تربيا في اخوالهما أحسن تربيه ، وبعد ان بلغا سن الرجوله خيلوهما وأصبحا فارسين يضرب بهما المثل ، رغم أنهما بعيدان عن والدهما ، وقد ألتف حولهما بعض من جماعتهما (ولد سليمان) من النازحين الى سوريه مع قبيلة الفدعان ،واصبح عقاب وحجاب يترأسان قسماَ من عشائرهما في سوريه ، أما الشيخ سعدون فقد بقي شيخاَ لجماعته (ولد سليمان ) في نجد ، الى أن برز شخص من أبناء عمه يسمى شامخ العواجي ،وأخذ ينازع سعدون الزعامه ،ويعرقل نفوذه على قبيلة (ولد سليمان ) ، مستهتراَ بأوامر الشيخ ، وأخذ يتحداه في كل مناسبه ن ويقـلل من قيمته عند القبيله ، ويضع العراقيل في وجهه ، واخيراَ أخذ مكان سعدون ،وتزعم القبيله ، وأخذ يعامل الشيخ سعدون معامله سيئه ، وقد وصل به الامر الى حقره وحظر عليه أن يورد أبله على أي منهل ترده قبائل (ولد سليمان ) قبل أن ترد أبل شامخ وأبل كل القبيله، ولم يجد الشيخ سعدون من قبيلة (ولد سليمان ) أي نصير ،أو سند يدفع عنه الضيم ، وبقي بينهم محتقراَ يتجرع ويلات الذل ...... وقد قال أشعاراَ بهذا كثيره ، سأورد منها البعض ..وهو الذي استقيته من رجال عنزه الطاعنين بالسن ، وهذه من بعض أشعاره :





الله مــــن هـــم بكــبـــدي ســعــرهـــا=دلَـــى يـمـل الـقـــلـب مــــل الــــشـــــواتـــــي
وش خـــانــة الــدنـيا ســـريــع دورهـا =لو أقـــبــلــن ســنــيــنــهـا مـقـــفـــيـاتـــــي
ومن عـقـب مـاني مـقـفـيٍ عـن نحرها=الــيــوم بــيــن الـــقــيـــن هو والــحــذاتــي
ومن عـقـب مانـلـبـس غرايب شـهرها=مــــن فــوق قــبٍ عــنــدنا مــكــرمــاتــــــي
يــوم أن خــيــال الــنــدم ماقـــصــرها=عــمــن جــــذت بــه نــفــهـــق الاولاتــــــي
والــيـوم طــيــبـنـا عــلى الشـيل مرهـا=ياحـيـــف مانــســتــاهــل الــمــعــســراتـــي
حــلال عـــقـــدات كــبـــار عـــبــرهـا=وخــالــق نــجــوم بـالـسـمـا ســاهــراتــــــي
مامــال الا فـــارغ مـــن زبـــــرهـــــا.=ولا حـــــي الا مــقــتــفــيــه الــمــمــاتــــــي
يــارازق الــلــي مــابــعــشــه ذخــرها=طـيــور الــهــوى فــي قــدرتــك عـأيـشــاتي
تــفــرج لــمــن عــيــنـه تزايد سهـرها=ألــطـــف بــنــا يــاعـــالــم الــــخــافــيــاتـــي
يــالـلــي خــلـقــت أقــفارها مع بحـرها=يــامــن بــحــكــمــك تــجــري الــكــايــنــاتـي
أوجــســت مــن حـر اللــيالي سـعــرها.=وذكــرت طــيــب أيـامــنــا الــفــايــتــــاتـــــي
ونــشــدت ويــن اللـــي يـنـثـر حـمـرها=وقــمــت أتــذكــر ويــن حــروة شــفــاتـــــــي
اللــي الــى الــخــيــل خــبــث كــدرهـا=صــوتـه ذعــار الـــقــرح الــصــافـــنــاتـــــي
عــقــاب الــسبــايا كـان جـاهــا ذعـرها=عــوق الــعــديـم ومــشــبــع الـــحــايـمـاتـــــي




لقد تألم بهذه القصيده ،وذكر الدنيا وميلاتها ، وتذكر ركوبه للجياد ، وأنه يرجع على الخيل الكاره ، ويهزم السابقات من خيل الاعداء ،وينقذ من تخلفت به جواده من رفاقه ، أنه لايستحق المعسرات ، لأنه اصبح العوز به ضاراً، حتى انه لا يستطيع ان يجد ما يحمل عليه امتعته ، ثم رجع الى ربه وطلب منه الفرج ، وقال هو الذي سبحانه يرزق الطير بأوكارها ، وهو الذي بأمره تجري الكائنات، ثم تذكر أبنه عقاباً ، وأشاد به ، وأخذ يسأل عنه وقال : من الذي ينثر الأحمر ؟ يقصد دماء الأبطال . أين الذي يرعب الخيل ، ويكدر صفوها ؟ أين الذي من زأرته تنفر الصافنات , ويدخل الرعب في قلوبها ، وقلوب فرسانها ؟ أنه عقاب الخيل ، ومشبع الطير من لحومهم ثم أردف بهذه القصيده الأخرى ، بين فيها أنه قد عزم على الرحيل ، ليفارق شامخاً وغطرسته ، وعندما لاحظه بعض الذين يعطفون عليه ، يجمع أمتعته ويحملها على رواحله أخذوا يلومونه وحاولوا أن يثنوا عزمه ، ولكنه أصر على الرحيل ، وقال في قصيدته أن شامخاً لاينصاع للحق ، لذلك فهو سيبتعد عنه ، ويعالج آلامه بالفراق، لأن في البعد سلوى له :

قـــالوا تــحــورف قــلــت يالــربع نــجــاع= وقــالــوا تــقــيــم وقــلــت يــالــربـع مـا قــيــم
قــالــوا عــلامــك قــلت من قــل الأفـــزاع=صــيــحــة خــلا مــاعــنــدي الا الــهــذاريـــم
والــى بــغــيــت الحــق من شامـخ ضـــاع=يــطــرم عــلـي دايـــخ الــــراس تــــطــريـــــــم
يــبــعد عــن الــفــالات طــقــه بالاصـباع=مــن قـــلــة الــلــي يــضــربــه بــالــلـهــازيـــم
ليــا صــار ما تـوفـي عـمـيـلك من الصاع =ما يـنــقـعــد لـك عــنــد حــصــن الــنــواهــيـــم
شــبــرٍ مــن الــبـيـدا يــعــوضك الأفــزاع=وســـود الــلـيـالــي يــبــعــدنـك عــن الـضــيــم


ولكن هذا لم يكن به حل لامره ، فهو اذا ابتعد عن قبيلة (ولد سليمان ) سيكون لاجئــاً عند أحدى القبائل ، وهذا يرى ان فيه نقصاً عليه بعد العز الرفيع الذي كان عايشاً فيه ، واذا أنفرد وحده في فيافي نجد فسوف يكون لقمه سائغه لبعض الغزاة من الصعاليك ، وهو لايستطيع وحده حماية نفسه ، ولذالك فقد رجع بعد ان رحل مرغما ، بهذه الظروف زاد شامخ بطغيانه وتجبره على سعدون ، الرجل الطيب الوقور الشجاع ، جرى هذا كله على سعدون ، وأبناه عقاب وحجاب عند أخوالهما بالاراضي السورية ، ولهما (مخصصات ) عند الدوله العثمانية ، مثل بقية مشائخ عنزة الموجودين بسورية . والمواصلات بينهم مقطوعة ، وأخيراً لفت نظر سعدون شخص من الذين يعطفون عليه ، ان يكتب لأولاده ويشكو اليهم ويخبرهم بأعتداء شامخ على جميع سلطاته ، فكتب سعدون لأبنيه هذه القصيدة :


يــاراكـب مــن عــنــدنا فـــوق مــــهـــذاب=مـــامــون قــطـاع الــفـــيــافـي الى أنــويــــت
عــنـد الــفـضــيـلة عـد يـومـيـن بـحــســاب=أول قــراهــم قــول يــاضــــيـــف حــيــيــــت
حـــرٍ صــغــيــر وتــوما شــــق لـه نــــاب=وعــقــب الــقــرا ودع رجــالٍ لــهــم صـيـت
وليــا ركــبـتــه ضـــربـه خــل الاجــنـــاب=وأنـحــر لـنـجــم الـجــدي وان كــان مــديـــت
وأسـلـم وسـلـم لي عـلي عـقـاب وحـجـــاب=ســلــم عـلـى مــضـنـون عــيـني الـى ألـفـيــت
بـالحــال خـص عـقـاب فـكـاك الأنــشـــاب=يـنـجــيــك كـان أنـك عــــن الــحــق عــديـــت
قـل له ترى شامـخ شـمـخ عـقـب ما شــاب=ويـا عــقـــــاب والله ذلــلـــــونـــي وذلـــــيـــت
ويا عـقـاب حــدونـي على غـيـر ما طـــاب=وقــالــوا تــودر مـن ورى الــمـاء وتــعــديـت
مـن عـقـب مـاني سـتـرهم عـنـد الأجــنـاب=ولــيـا بــلــــتــهــم قـــالـــةٍ مـــا تـــتــقـــيــــت
مــا دام شــامــخ مــالـكٍ جــرد الأرقـــــاب=لــو زيــن الـفــنــجــال لـي مـا تــقــهــويــت
يـاعـقـاب حـط بـثـومـة الـقـلـب مــخـــلاب= مــن الــعـام فــي نــوم الــعـرب مــاتهــنـيــت
عـقـب الـمـعـزة صـرت ياعـقـاب مرعـاب=والــنـاس حـــيــيــن وأنــا عـــقـــبـكـم مــيــت
من الضيم ياعـقـاب الـسرب عارضي شاب=واذويـت مـن كـثـر الــعــنـا وأســتـخــفــيــت
فــاتــن ثـلاث ســنــيــن والــنــوم مـاطــاب=وشـكـواي مـن صـدري عــبـار وتـنـاهــيـت
الــبــيــت مــا يــبـنـى بـلا عــمـد وأطـنـاب=مــتـى يــجــيــنـا عــقـاب يــبــي لـنا الـبـيـت
مــالـي جــدا الا عــضــة الــبــهـم بـالــنـاب=وراعـيــت كـثـر الحـيـف بالعـيـن وأغـضيـت
أرجــي بــشــيـر الـخــيـر مـع كـل هــبــاب=ومـتى يجـونا أخــوان نـمــشـه عـلى الـصيـت


ولا بد أن القاري لاحظ مرارة شكوى سعدون لأبنيه ، وحرارة الذلة، وكيف أنه أصبح مهاناً بين قومه، بعد ماكان يحمي حماه ويقوم بنائبات القبيلة ، وقد شكى لأولاده وبين كل ما يلاقيه من شامخ ، ثم أثنى على عقاب ، وناداه ليجلي الضيم عنه ، ويفرج كربته ، وأخيراً قال أنه يرجو البشير الذي يبشره بمقدم أبنيه مع الرياح المنطلقه
وتساءل متى يصل أخوان أبنته نمشه اللذان كان لهما صيت .



والى جزءٍ اخر ان شالله ودمتم


















عرض البوم صور عساف دخنان  

قديم 11/11/07, (12:22 AM)   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 60
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي أبطال من الصحراء ( 2 )

( بســــــــــــم الله الرحــمــــــــــن الــــــرحـــيـــــــــــم )


أبطال من الصحراء ( 2 )


وبعد أن وصلت هذه القصيدة لأبنيه عقاب وحجاب ، ثارت ثائرة عقاب ، وأمر أخاه أن يهيئ نفسه للرحيل من بلاد سورية
، ويترك مقرراته التي أستحصل عليها من دولة الأتراك هناك ، مادام أن والدهما قد لحق به الأمر، ثم قال عقاب هذه الأبيات مناجياً صديقه عيداً
، وكان عيد يمتلك فرساً ليست من الخيل الأصائل ، وأشار عليه عقاب بالقصيده أن يبيعها لأنهم ذاهبون لنجد ، وليس في نجد الا الخيل العتاق
، والرماح والطعن ، وخشي على صديقه عيد أن يخوض معمعة على جواده الهجين ، ويكون ضحية بالميدان ، أو ينهزم ثم يعد من الجبناء
، وقال: ياصديقي عيد سأهدي لك أول جواد أصيل أول جواد أصيل أخذه غنيمه في أول معركة نخوضها بنجد . :



يـاعــيــد جــلــب مــهــرتـك عــفــنــة الــذيـل = لا عــاد مــا تـكــســب حــذا قــول خــيــال
رحــنــا لــنــجــد ولا بــنــجــد مــحــاصــيـــل= نـطـعـن ونـطـعـن فــوق عـجـلات الأزوال
ان طــعــتــنــي ياعــيــد بــدل بــهــا كــــيــل= ودور لــهــا مـــن غـــاية الــســـوق دلال
ان نـرت قــالـوا عــيـد عـــيـل هــــل الــخـيـل = وأن هــــشــت قــالــوا رد مـنـهـم بـخــيــال


قال الفارس عقاب هذه الأبيات ، فأطاعه صديقه عيد وباع الفرس ، وأشترى لأولاده زاداً ، ورحل عقاب وأخوه وصديقهم عيد ومعهم بعض الخدم ، وترك جماعته الذين من (ولد سليمان) بسورية ، ومشى بظعينته الى نجد وقد أستغرقت رحلته ثلاثين يوماً ، وصل بعدها بالقرب من منهل يسمى (الحيزا) من ديار قبيلة (ولد سليمان ) وقد باتوا على مقربه منها ، بعد أن تأكدوا أن أبل قبائل (ولد سليمان ) وارده على هذا المنهل ، في الليلة المذكورة وبعد طلوع الفجر الأول ، قام عقاب وتأبط سيفه ، وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه بظعينتهم ، ثم مشى على قدميه متجهاً الى العرب الذين على (الحيزا) مختفياً ، وأخذ يبحث عن بيت والده سعدون ، وكان قد أستوصف من الناس مايدله على بيت أبيه وقد قيل له .. أن شامخاً أمر على أبيه بأن لايرفع بيته بين بيوت القبيلة ، أذلالاً له وكذلك أمر راعي أبله قليلة العدد ، أن لا ترد على الماء الا بعد أن ترد أبل الحي بأكملها ، وعندما وصل بيت والده قبل طلوع الشمس ، وقبل أن يرد أحد على البئر ، وجد والده نائماً ، وكذلك راعي أبل والده نائماً بين الأبل ، فأيقظ الراعي ، وقال له: قم أورد أبلك الماء ، فقال له الراعي: لا أستطيع ياعماه ، لأن الشيخ شامخاً سيضربني ، وقد أمرني أن لا أرد الماء الا بعد أن ترد القبيلة ، فنهره عقاب بشده ، وحاول الراعي أن يعتذر لأنه لايعرفه ، فأكد عليه ، وقال له: أورد أبلك وأنا معك ولاتخف ، ومشى الراعي قسراً بالأبل الى البئر ، وأختفى عقاب بين الأبل ، وعندما وصلوا قرب البئر ، شاهد شامخ أن راعي أبل سعدون قد ورد الماء ، عاصياً لأمره فثارت ثائرته ، ونادى الراعي ، وتهدده ، فقال عقاب للراعي بصوت لايسمعه شامخ : أمض لسبيلك ولا تجبه ، وعند ذلك أشتد غضب شامخ ، وأخذ عصاه ، وأقبل من بيته يعدو ،ليشبع الراعي ضرباً كعادته ، وعندما قرب شامخ منه ، خرج عليه عقاب من بين الأبل ، كأنه الأسد ، مجرداً سيفه ، ووثب على شامخ ليقتله ، وعندما رآه شامخ عرف أن هذا عقاب ، الذي خبر أوصافه ، وتأكد من شاربيه اللذين يلامسان أذنيه ، فصعق شامخ ، وعرف أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه ، ولا يتمكن من الهرب الى بيته ، ففضل أن يرمي نفسه بالبئر الفريبه منه ، وفعلاً رمى نفسه ، وأطل عليه عقاب ، وأدلى عليه الرشا ، وقال: أخرج ، فقال: هذا هو قبري ،لا يمكن أن أخرج الا أن تعفو عني ، فقال عقاب: أن جبنك الذي رأيته سيجعلني أعفو عن قتلك مشروطاً ذلك بعفو الشيخ سعدون أي أبيه فترك عقاب راعي الأبل يسقيها ، وأمر من حوله أن يخرجوا شامخاً الجبان الذي أختار أن يرمي نفسه بالبئر ، ورجع عقاب بعد أن رأى أخاه حجاباً قد وصل بالظعينه ، فأومأ اليه نحو بيت والده ، وأمرهم أن يبنوا البيت الكبير ، وأن يرفعوا عماده ، وبعد أن سلموا على والدهم ، تهلل وجهه بشراً ، وسر برؤية أبنائه ، وبعد أن بنى البيت أثثوا مجلسه بأحسن الأثاث ، وهيئوا مقعداً وثيراً لوالدهم من أحسن المفروشات التي تنسج بسورية آنذاك ، وطلبوا من والدهم أن يجلس عليه ، ثم أمر عقاب صديقه عيدا أن يركب أحدى الخيل ، ويبلغ القبيلة بأن يحضروا للسلام على الشيخ وولديه عقاب وحجاب ، فراح صديقهم مسرعاً وبلغ القبيلة بعد طلوع الشمس فجائت قبائل (ولد سليمان) وسلموا على سعدون وأبنيه وتمت البيعه لسعدون من جديد ، وقد أعجبوا بعقاب وحجاب ، وكان أعجابهم بالشيخ عقاب عظيماً جداً ، حيث تأكدوا من رؤية الرجل الذي سارت بأخبار شجاعته الركبان من بلاد سورية ، وقد تم التحول بهذه الطريقة البسيطة ، وأشاد أبناء سعدون مجد والدهما من جديد ، وراح شامخاً نسياً منسياً ، وقد عفا عنه الشيخ سعدون ، لأنه رآه لا يستحق أن يجازيه على أفعاله ، لما ظهر من جبنه ، لقد رفع عقاب وحجاب والدهما الى القمة ، وأخذ الشيخ سعدون يصول ويجول في بلاده ، لايخشى أحداً من القبائل ، وزاد به الأمر أن أجلى بعض قبائل شمر عن بلادهم ..... ولا شك أن هذا يسواعد أبنائه ، خاصه أبنه عقاب الفارس الشجاع .
وذات يوم بلغ سعدون أن أراضي ( بيضا نثيل ) مخصبه ، وهذه يملكها مسلط التمياط ، شيخ قبيلة التومان من شمر، فالتفت سعدون الى ولديه عقاب وحجاب ، وقال لهما : أنني أحب أن أرحل الى (بيضا نثيل ) وآخذها عنوة من مسلط التمياط وجماعته ،فأجاب أبناه بالسمع والطاعه ، وقالوا : عليك أن تأمر ، ونحن سنأخذها قسراً ، فأمر سعدون العرب بالرحيل ، لأخذ (بيضا نثيل ) من التمياط ، وقال سعدون : سأرسل له هذه القصيدة أن يترك (بيضا نثيل ) بدون حرب . لأنه يحب أن يدلل أبله بها ، لأنها مخصبه .
:


وهذه هي القصيدة :
يـاراكـب الـلـي مــا لـهـجـهـا الـجـنـيـنـا = مـاهـي وحـدهـا ثـامـنــة لـهـا ثـمـــــانــا
فــج الـنـحــور مـحـجـــلات الـيــديـــنـا = مــن سـاس عـيـرات وابـوهـم عــمـــانـا
بـلــفــن لـمـسـلــط تـرثـة الــغـانـمـيـنــا= قــل أرحـلوا عـن جـوكـم صـار مــــانـا
نـبــي نـدلـــه مـــقـرعــات الــحـــنـيـنـا = أذواد مــن رعــي الـمـخــافـه ســمــــانـا
مـاهـم بـورث أجـدودنـا الـمـقــدمــيـنـا = كـسـب بـالأيـدي مــن حـلايــب عــــدانـا
نــفـــكــهــن مــن لا بـــة مــعــتـديــنـــا = ومـن دونـهـن عـود الـعـريـني عـصــانا
يـرعـن بـظـل عـقـاب مـروي الـسـنـيـنا = الـلــي لـيــا صـــارت عــلـيـنـا حــمـــانـا
وقـولـوا لـهــم تـرانـا يـمـهــم مـقـبـلـيـنـا = ويـقـصـر عـن الـطـولات كــانـه بـغـــانـا
عـــــدونـا نــجـــيــه لــو مـا يــجــيــنــا= ونـضـفـي عـلـى عـدونـا مــن خـــطــانـا
ونـركــب عـلـى الـلي كـنـهـن الـشـنـيـنـا = خـيـل الـصـحـابة ما أعـتـرضهـن حصانا
والـمـوت عـنـد أقـطـيـهـن وان حــديـنــا = ويــاســرع رد وجــيــهــهـن مــع قــفــانا


وفعلاً اخذوا (بيضا نثيل ) من ( مصلط التمياط ) ، وأتسعت حدود سعدون العواجي هو وقبيلتة ، الى أن بلغت من (خيبر ) الى قرب طي وشمالاً (تيماء) والنفود. ومع كون عقاب أشتهر بالشجاعة والفتك ، فقد هام بغرام أحدى بنات الحي وتسمى ( نوت) هذه الفتاة كانت أجمل فتاة بين قبائل عنزه ،ويضرب المثل بجمالها ، وقد قال عقاب فيها الاشعار الكثيرة ، وقد بحثت عن أشعاره بمحبوبته ( نوت ) ولكني لم أظفر الا بأربع قصائد ، أدونها للقارئ تباعاً وهي كما يلي ::

يا ونتي با قصى الضماير سندها = لا رقبت مشذوب المراقيب تزداد
ونة عجوزِ مات عنها ولدها = رملى ضعيفة مالها غيره اولاد
على الذي مثناة قلبي عقدها= حبه بمكنون الحشا يسند أسناد
وعروق قلبي يبستهن بيدها = صارن كما شن على الدار بياد
أن أبعدت عيني يجيها رمدها = ودموعها تسقي قناطيش الاذواد
وان قربت كبدي يجيها لددها = مرٍ هنوع ومرٍ ماتقبل الزاد
اللي كما الفنجال غزة نهدها = والثوب عن روس الثمر غادٍ ابجاد
ذكرت ربي يوم قضت جعدها = خلاقها رب له الناس سجاد
ريميه ما ترتع الاوحدها = تقطف زما ليق الخزامى بالاجراد

ثم قال قصيد ته الثانية شاكيا غرامه ب( نوت ) وشاكيا لواعجه وما يقاسيه بحبها وهذه هي ::


واكبدي اللي كن به حمو لا لي = بالقيظ والا حامي الجمر ناله
تفوح فوح مبهرات الدلالي = جزل حطبها ركده ثم شاله
والعين جابت دمعها بانتلالي = يشدي هماليل المطر من خياله
من واحد يتعب على شده بالي = لو ماعنت رجلي فقلبي عناله
عينه تشادي قلته بالظلالي = في حد لوح ماتنوله حباله
وقذيلته يلعب بها الهملالي = بدف الظليم ويتعب الي حباله
اللي بميدان الموده مشى لي = يرخص كلامه ويتغالى حلاله
أنا أشهد انه بالهوى سم حالي = ويبس عروق الجسم واذوى خياله
عندي غلاه مرخص كل غالي = طفلٍ معذبني بزايد دلاله


















عرض البوم صور عساف دخنان  

قديم 11/11/07, (12:23 AM)   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 60
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: أبطال من الصحراء ( 2 )

وأما قصيدته الثالثه فقد شكى فراق محبوبته ، وكان أهلها رحلوا بها بعيداً عنه، وحالت بينه وبينها الفيافي الشاسعه ، ولايستطيع أن يصل اليها ، وأخذ يصف مابينهما من البعد ، ويشكو الى أخيه حجاب في هذه القصيده : :

من دون خلي حال (عرنان) و(كباد) = و(حلوان) مرفوع الحجى حال دونه
شدوا وخلوني على الدار ركاد = وقفت مع الجرعا تبارى ظعونه
والدمع من عيني على خدي أبداد = مثل الغشين اليا أنتثر من زونه
فرقى لطيف الروح ياحجاب لاعاد = عقبه ضميري يابسات شنونه
ياحجاب كان أنك عن الحال نشاد = خلي بقلبي جايرات طعونه
اللي ذبحني بالهوى يابن الاجواد = طفلٍ قرونه ماغطاهن زبونه
طفلٍ لشراد المها صار قواد = يحير عقلي في تواصيف لونه
حبه بمكنون الحشى يسند أسناد = وأن خانني ياحجاب ربي يخونه

هذا ماحصلت عليه من قصائد عقاب العواجي بمحبوبته (نوت) ولابد أن لم أشعاراً كثيرة،لأن غرامه معها كان طويلاً ، وكان مستفيضاً بنجد ، حتى أن الفارس الشجاع والعاشق المعروف نومان الحسيني ، كان في رحلة صيد ، ومعه عبده قنيبر، ومعهما طير(صقر) وقد أطلق الصقر على حبارى ولحق به نومان على جواده يعدو وأثناء تتبعه له ، مر بفتاة بديعة الجمال ، راكبه بكرها داخل هودجها ،وقد أعجب بها ، وترك الصقر والحباري ، وأوقف جواده عند الفتاة،وأخذ يغازلها ، لعله يظفر بعطفها وغرامها ، ولكن الفتاة لم تلتفت لكل ماأبداه ،من تودد وأخذت تسأله عن شئ لم يخطر بباله ، أنه تسأله عن أشعار عقاب العواجي بمحبوبته (نوت) وتلح عليه أن يخبرها أن كان يعرف شيئاً من ذلك . لقد خسر نومان صقره ، الذي غاب عنه بالصحراء يطرد طير الحبارى ، وخسر ماهو مؤمله من غرام الفتاة ، لقد دفعت بكرتها ولجقت بظعون أهلها الذين كانوا راحلين في الصحراء ، ورجع نومان الى عبده قنيبر ، فسأله العبد عن الصقر، فأجابه نومان بهذه الأبيات ::


الطير مني ياقنيبر غدا فوت = يطرد حباري خم تالي المظاهير
دليت أنط النايفه وأزعج الصوت = الياما أبعدوا عنا العرب وأنتحى الطير
ألهتني اللي كن عينه سنا موت = نجل عيونه والثنايا مغاتير
تقول وش قال العواجي على نوت = شبه الطيوح اللي تحط المقاهير


وهذا دليل على أن غرام عقاب بنوت كان مهوراً .
و( لرحيل ) والد (نوت) أخ يسمى (قرينيس) له ثلاثة أبناء ، أحدهم أبرم عقد نكاحه على نوت بنت رحيل ، ولكنها رفضت الزواج من أبن عمها هذا ، لأن غرامها بعقاب قد تمكن من قلبها ، ولاترضى الزواج بغيره ، وكان بينهما روابط قوية ، وأخيراً أضطر عقاب الى أن يأتي اليها بوضح النهار ، على مرأى ومسمع من أهلها ، ويجلس بالقرب منها ، ويحدثها ماطاب له الحديث ولا أحد يجرؤ أو حتى يفكر بمنعه ، وكان عشقاً بريئاً كل البراءة ، وبعيداً كل البعد عن الرذيلة ، وبمنتهى العفة والشرف .
لقد لاحظ ذلك أبن عمها المعقود له عليها فتشاور مع أخوانه بالأمر ، وقرروا أن يذهبوا لعمهم
(رحيل) ويخبروه أن أمر عقاب تعدى الحدود ، وأنهم لايقبلون أن يأتي عقاب لأبنة عمهم ، أمره ، وأن أصر على تحديه فسنقتله ، ونحن نطلب رأيك ، فنظر اليهم عمهم طويلاً ، ثم هز رأسه ، وقال هذه الكلمة : ياويلكم من عقاب !! ياويلكم بعد عقاب !! وقام بعد هذه الكلمة ، وهنا بهتوا ، وبقوا يتسائلون عن معنى كلمة عمهم ، فقال أكبرهم : نعم أن عمكم يقول ياويلكم من عقاب أن حاولتم قتله ، وهذا شئ من المستحيلات ، لأن عقاب كما تعرفونه ليس بالسهل قتله ،أما قوله ياويلكم بعد عقاب ، فمعناه أنكم لو ظفرتم بعقاب وقتلتموه فقد هدمتم عزكم ، وخسرتم الشخص الذي أرهب أعدائكم ، وحمى بلادكم ،وفتحنا بيننا وبين أبناء عمنا مشكلة كبيرة ، ستكون سبباً بأنقراضنا جميعاً ، وأن أفضل أن تتركوا ( نوت ) لعقاب ، وهو أحق بها ، لأنه يحبها وتحبه ، وهذا هو أفضل شئ نعمله لحل المشكله ، وقد أجمعوا على هذا الراي ، فتم طلاق (نوت ) وتزوجها عقاب ، وبلغ إمنيته بنوت التي هام بغرامها سنين طوالا ، وبعد أن عرف عقاب ما دار بين الأخوه وعمهم ، رحيل العواجي ، وأنهم طلقوا نوت من أجله رأى لزاماً عليه أن يقابل الجميل بالجميل ، وكانت له أخت تسمى ( حرفه ) سبق أن عقد لها على أبن عمها القريب المسمى ( دغام الأحيمر ) ، لذالك أرسل عقاب لأبن عمه ، وأخبره أن أبناء قرينيس العواجي عملوا معه جميلاً وطلفوا بنت عمهم نوت من أجله ، وأنه يجب أن يكافئهم ، ونظراً لأن حرفه رافضه الزواج منك ، فأنا أحب أن تطلقها لأزوجها على الذي طلق نوت من أجلي .. فقال ؟ أنا لن أطلق حرفه ولو قطعت رقبتي ، فثار عقاب ، وأقسم على نفسه أن يقطع رقبته في الحال وطلب سيفه ، وكان عقاب لا يقول شيئا الا فعله ، وعرف دغام أنه قاتله لا محاله ، وحالاً أرتمى على ركبتي عقاب ، وأخذ يقبلهما معلناً طلاق حرفه ، جهاراً بصوته ، وبعد الطلاق زوجها عقاب سعود بن قرينيس ، الذي طلق (نوت) وكذلك أرسل لأخويه الأخرين ، وقال لهما أن هاتين الطفلتين يقصد أبنتيه الصغيرتين اذا بلغتا سن الزواج فسوف أزوجهما بكما ، وفعلا زوجهما بهما ، وأنجبت كل واحده منهما . ومن الثابت عندي أن أسباط عقاب من أبنتيه هم الذين يترأسون قبيلة ( ولد سليمان ) ، وقد وصلت اليهم الرئاسة بعد وفاة عقاب وأبنه ، ولازالوا هم رؤساء القبيلة ، ويقال لهم آل محمد.
:


















عرض البوم صور عساف دخنان  

قديم 19/11/07, (02:41 AM)   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 60
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي ابطال من الصحراء ( 3 )

( بســــــــــــم الله الرحــمــــــــــن الــــــرحـــيـــــــــــم )

نرجع الى الشيخ سعدون والد عقاب ، بعد أن أستولى على ( بيضا نثيل ) من التومان ، حصل بينه وبين قبائل شمر معارك هائلة ، حتى أجلاهم عن بعض مساكنهم ، وقد دافعوا دفاعاً بطولياً خاصة قبيلة الغيثه من عبده ، أما مصلط التمياط وقبائله ، فقد جلوا عن ديارهم واستولى عليها سعدون وأبناؤه ، ولم تزل يملكها العواجية الى الأن
بعد أنتصار سعدون العواجي على مصلط التمياط وقتله أبن أخيه ، قال الشيخ سعدون هذه القصيده:
:




ياراكب من عندنا فوق نسناس= يشدي ظليم جافل مع خمايل
زين القفا ناب القرا مقعد الراس = ومعرب من ساس هجنٍِِِِ اصايل
لامد رواي ولا راح عساس = عروٍ الى ما فات حمو القوايل
اليا جيتهم في ربعة الشيخ جلاس = ينشدك من هولي صديق يسايل
قل صبحونا أجرودهم ما لها اقياس = سكن الجبل جانا مع الصبح صايل
وانا أحمد اللي عاضهم كسرة الباس = كسيرة وصلت قفار وحايل
في روضة التنهات قرطن الألباس = وذبحٍ لياما جيت بيضا نثايل
وكم جثةٍ مجدوعةٍ مابها راس = بسيوف يشفن الطنا والغلايل
وكم سابقٍ راكبها طاح منحاس = من المعركه يجيك للقاع مايل
والصبح جانا مصلط دايخ الراس = وجاه العقاب الصيرمي فوق حايل
وأعذر بنقل السيف واعذر بالألباس = وراحت تقمز به زبار المسايل
وجرس خلي في زواقيب حراس = وياويل مسلط عقب واف الخصايل
وليا قعد بالبيت يزهي بالألباس = عمره صغير وماضي له فعايل



بعد هذا ارسل مفتاح الغيثي الى قبائل شمر يستحميهم ويطلب منهم النجده ، فحضر عدد منهم ووقفوا في وجه سعدون ، وقفة الابطال ، وحصلت بينهم وبين سعدون معركه هائله على المنهل المسمى ( بظفره ) وهو من مياه شمر ، انتصرت فيها شمر على العواجي وقبائله ، وقال شاعر شمر رشيد بن طوعان هذه القصيدة يصف المعركه ::


يامزنةٍ غرا نشت له رفاريف = هلت على ظفره مطرها انهشامي
زبيديها روس المهار المزاعيف = وعشبه قرون مسيحين الاودامي
تصرخ بها حدب السيوف المهاديف = وتفتح بها بقع النسور الاثامي
دزٍ بعودان البلنزا وتنجيف = وروحوا وراكم يافروخ الجلامي
ظعاينٍ تسري وتجري من السيف = ومن (واقصة) ما شيعوا للمقامي
زمل الطواليات جنك مزاهيف = على جناح الكود يمشن همامي
يتلون عدوان زبون المشاعيف = كسابة العيدان ريش النعامي
نهجت اسر جموعهم بالتواقيف = الن وجيه جموعهم بالنخدامي
ونظرت ربعي عايزين التواصيف = الى الخيل بالزهام والجمع زامي
ونعمٍ من العصلان وأولاد اباسيف = وعيال عليا كانها بالتحامي
ان فات ما بقفوشهم والتطاريف = ردوا لنصب مفككات اللجامي
انا أشهد ان قلوبهم صمع ياخليف = وردوا حياض الموت ورد الظوامي
وديارنا حنا لنا به تصاريف = (سلمى) و(رمان) و(اجا) و(العصامي)
عيناك يارمان زين الهفاهيف = ياما ذبحنا دونها من غلامي
نطعن ونطعن عند هاك الكراشيف = وتسعَر دونه عمار تسامي
نبي نقلط ميرهن للضياييف = ان صكت البيبان دون الطعامي


ورغم أن شمر أنتصروا بهذه المعركه فأن سعدون العواجي وأبناءه لم يفقدوا شيئاً من أراضي شمر التي كسبوها .
لقد أتفقت شمر على أن يصبوا فنجان من البن ، ويضعوه بينهم ، ويقولون لفرسانهم : الذي يشربه في مجتمعهم هو المسئول عن قتل عقاب ، في أول معركه نخوضها معه ، أنه لا يمكن أن يتجرأ على شربه ، الا من كان قوي الجنان ، وعنده الثقة بنفسه ، فقام شاب من بين الصفوف يسمى ( أبا الوقي ) ولم يكن من عائلة لها ماض بالفروسيه ، فأخذ الفنجال وشربه ، في مجلس شمر ، وقال : أنا شارب فنجال عقاب ، وسأقابله على ظهور الخيل ، وعندما التحم شمر في معركة مع (ولد سليمان) جماعة عقاب العواجي ، وعندما رأى (أبا الوقي) عقاباً بين الخيل ، دفع جواده ، وكان عقاب لا يظن أن أحداً يتجرأ ويهجم عليه ، خاصة مثل هذا الشاب الصغير ، فلقيه عقاب ولما أقترب كل واحد من الآخر أطلق كل منهما سهمه على الآخر ، ولكن لم يصب أحدهما ، والتصقت جوادهما ، وتماسكا بالأيدي على ظهور الخيل ، ثم وقعا على الارض ، فهجمت فرسان عنزة لتخليص عقاب وهجمت فرسان شمر لتخليص ابا الوقي ، الشاب الذي ضرب أروع مثل بالبطوله ، ونفذ ما التزم به ، ودارت المعركة وحمي الوطيس ، وثار غبار الخيل ، وغطى كل شئ ، حتى أن الفارس لا يبصر الآخر ،وتخلص عقاب من الشاب أبا الوقي ، وقام من الارض والغبار يحجب كل واحد عن الاخر ووقعت يد عقاب على سيف بالارض وامسك بجواد واقف فوق رأسه ، وكذالك أبا الوقي هو الاخرأخذ سيفاً ، ووجد جواداً من حوله، فأخذه وعندما أفترقا اذا بالسيف الذي مع عقاب هو سيف ابا الوقي وكذالك الجواد كان جواده ، وابا الوقي وجد ان السيف الذي معه والجواد هما سيف وجواد عقاب ، وانفصلت المعركة بعد ذلك ، وكانت النتيجة خيبة امل للشيخ سعدون ، لأنه رأى بالأمر غضاضة عليه ، حيث أن جواد وسيف أبنه يأخذهما شاب صغير من قبيلة شمر ، ليس معروفاً، ولم يكن له ماض ، وليس كفواً لمقابلة عقاب في نظره ، وقد قلق للأمر وسهر ليلته ولم ينم ، فجاء اليه شيوخ قبيلة (ولد سليمان) وقالوا له لا تقلق يا ابا عقاب ، على فقدان جواد وسيف ، فكل خيلنا وسيوفنا نقدمها لعقاب عوضاً عن جواده وسيفه ، فقال: أنا لا يهمني جواد عقاب وسيفه ، ولكن الذي يشغل بالي ويحز في نفسي وأخشى منه ، هو أن شاعر شمر مبيريك التبيناوي ، قد يقع على بيت من الشعر ، عالق في ذهني الآن ، فقالوا: ماهو البيت ياسعدون الذي تخشى ان يجده شاعر شمر ؟ فقال لهم هو هذا البيت :
:



السيف من يمنى عقابٍ خذيناه = والخيل بدل كدشها بالاصايل


وفعلاً وقع ما كان يخشاه سعدون ، حيث بعد أنفصال المعركة ، قال شاعر شمر مبيريك التبيناوي
قصيدة من ضمنها البيت الذي أشار اليه سعدون ، وهو ثاني بيت من القصيدة الآتية :
:



أبا الوقي يالبيض خضبن يمناه = وانا شهد انه من عيال الحمايل
السيف من يمنى عقاب خذيناه = والخيل بدل كدشها بالاصايل
هذي سلوم بيننا يالقراباه =يازين بيع المنسمح يابن وايل
وعقاب ما سبه ولا سب حلياه = ان جو على قب المهار الاصايل
يركض على الصابور ما به مراواه = شئ تعرفه كل سمو القبايل
لا شك عندي له فهود مغذاه = عيال شمر فوق قب سلايل


















عرض البوم صور عساف دخنان  

قديم 19/11/07, (02:42 AM)   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 60
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: ابطال من الصحراء ( 3 )

وفي بعض السنين نزل على سعدون وأبنائه الشيخ مجول بن شعلان ، ومعهم قسم من قبائل الرولة أيام الربيع ، وقد أتفق مجول بن شعلان وسعدون العواجي أن يغيروا على قبائل حرب الموجودين بأراضي ( رخا ) الماء المعروف ، وفعلاً غزوا حرباً وأغاروا عليهم بالمكان المذكور ، وأخذوا منهم مواشي كثيرة ، من بينها أبل مشهورة تسمى ( بشملا ) وكان زعيم قبائل حرب أبن فرهود ، وكان غائباً عندما أغاروا عليهم ، وبعد أن رجعوا الى ديارهم غانمين رحلوا جميعاً الى الشمال ، بديار سورية ، لأنها باردة في أيام الصيف ، وعندما علم أبن فرهود شيخ قبائل حرب ، برحيل سعدون العواجي وأبنائه وعربانهم مع الشيخ مجول بن شعلان ، أرسل لهم هذه القصيدة يتهددهم ويقول : أرجعوا لدياركم محاولاً أن يأخذ ثأره منهم ، ومبيناً ندمه أنه لم يحضر عندما أخذت الابل المشهورة ( شملا ) وهذه قصيدته ::


يامجول الغيبات يقضا بها دين = غيبة جنبها يوم جاها الزوالي
لا واخسارة لبسنا للتوامين = يوم أن شملا غربت للشمالي
ياعقاب لا تقفي بثار الشعالين = أنكس لدارك يا كريم السبالي
نجي على قب سواة الشياهين = سوٍ على اللي ينزلون الجبالي
نبي نطارد شاربين الغلاوين = وناخذ عوض شملا بكارٍ جلالي
أما جدعنا عقاب ليث الغلامين = والا جدعنا حجاب ريف الهزالي


وعندما وصلت هذه القصيدة سعدون أجابه بهذه القصيدة :

أثاري كذبك يابن فرهود بالحيل = تقول من خوفك نحرنا الشمالي
لولا علومك ما نكسنا عن الكيل = من ديرة اللي شفها شف بالي
ياناشدٍ عنا ترانا مقابيل = ننزل لكم ( رخا ) وناخذ ليالي
نبي نطاردكم على شرد الخيل = ونشوف منهو للسبايا يوالي
واللي يطارد خيلكم صفوة الخيل = بايمانهم مثل المحوص المدالي
وعقاب فوق مشمر تكسر الذيل = شلايعه من خيلكم كل غالي
اليا عدا فيكم عدا فيكم الويل = ويروي حدود مصقلات السلالي
نطاح قاسين الرجال المشاكيل = وبالفعل تشهد له جميع الرجالي
ياويلكم من زايدات الغرابيل = ان طار عن قحص المهار الجلالي
انشد وتلقانا على قرح الخيل = بايماننا ريش الغلب له ظلالي
عدونا نسقيه ويل بثر ويل = وصديقنا يشرب قراح زلالي


ورجع سعدون بقبائله متحدياً ابن فرهود ، ونزل منهل رخا وأغارعلى قبائل حرب ، وأخذ أموالاً وخيلاً كثيرة ، بعد أن توارى عنه أبن فرهود ، وهرب طالباً لنفسه النجاة .. ثم قال سعدون هذه القصيدة مفاخراً ومشيداً بفعل أبنه عقاب وقومه وقال أن حرباً نفرت منهم مثل ما تنفر الأغنام من الذئاب ، وهاهي القصيدة ::


ان كان ابن فرهود يطلب لقانا = جينا على الزرفات خيل الصحابة
جينا وربعه قوطره في نحانا = مثل القطيع اللي نحته الذيابه
وشملا تزايد نيها في حمانا = ويا ما خذينا غيرها من جلابه
وجبنا البكار المكرمات السمانا = وطرش كثيرٍ ولا عرفنا حسابه
حنا ليا صلنا طوال خطانا = وهذي عوايدنا نهار الحرابه
نجيك فوق مكاظمات العنانا = صفرٍ عليهن لا بسين العصابه
عاداتنا وان كان شفنا أقبلانا = من دمهم (رخا) نروي ترابه
وعقاب فوق مشمر بمعدانا = الخيل في يوم الملاقى تهابه
منكم يروي حربته والسنانا = وفرسانكم قفت ذعرها عقابه
جاكم سريعٍ بالعجل ما توانا = ومن يوم حل بخيلكم جا ذهابه
منكم خذينا يالحريبي قرانا = كل أبلجٍ حنا قصرنا شبابه
نرقد بامان الله وتسهر عدانا = ومن فعلنا يسهر كبير المهابه
حريبنا يقضي ويلقى عيانا = مثل الخشوم الطايله من هضابه


بعد أن رجع سعدون وقبائله الى موطنهم ، كان عقاب لا يكفيه أن يهاجم عرباناً بعربانه ، ولكنه كان دائماً يغزو غزوات بعيدة المدى ، يغنم فيها أموالاً من مواشي الأعداء البعيدين ، وكان يغزو أحياناً جهات القصيم ، وأواسط نجد .
وفي غزوه من غزواته صادف ثلاثمائة فارس من فرسان حرب وان معه ثمانون فارساً فوقع الطراد بينه وبينهم وحصل خسائر بين الجميع ، ولم يغنم أبلاً من حرب ، رغم أنه لم يغزو الا من أجلها ، وأثناء رجوعه وعند وصوله الى أحياء قبائله ، أعترضته فتاه تسأله عن حليلها وكان من الفرسان المرافقين له :



يا عقاب يا حبس الظعن باللقا الشين = ياللي حريبك بالهزيمة يمنا
عينت ذيب الخيل يوم الأكاوين = نور العيون بغيبة الشمس عنا
هو سالم والا رموه المعادين = يا عقاب خبرني تراي أتمنا

فأجابها :


يا بنت يللي عن حليلك تسألين = حنا لنا حي يسألون عنا
خمسة عشر ليلة على الوجه مقفين = ندور وضحٍ بالأباهر تحنا
وسفنا هل البل شاربين الغلاوين = من دون رخم للحوبر تحنا
جونا ثلاثميه وحنا ثمانين = مثل المحوص الشلف منهم ومنا
وبانت رديتهن وشفنا الرديين = وكل عرفنا عزوته يوم كنا
ليتك تراعي يا عذاب المزايين = يوم أن عيدان القنا يطعننا
منا حليلك طاح بين المثارين = في ديرةٍ فيها الوضيحي تثنا
ومنهم جدعنا عند شوقك ثلاثين= وكم خيرٍ من راس رمحي يونا
في ساعةٍ فيها تشيب الغلامين = أنطح نحور الخيل يوم أقبلنا
ياما نقلت الدين وألحقته الدين = وحريبنا في نومته ما تهنا
أرسي لهم يا بنت وأنتي تعرفين = لياما حمام النصر رفرف وغنا
واردها والحق ربوع مخلين = بوجيه قومٍ يطلقون الأعنا
عاداتنا نخلي سروج المسمين = ونروي حدود مصقلات تحنا
وقلايعي من نقوة الخيل عشرين = قبٍ ولا فيهن ثبارٍ ودنا

بهذا أنبأها عقاب أن حليلها قد قتل .


















عرض البوم صور عساف دخنان  

قديم 29/11/07, (03:14 PM)   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 60
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي ابطال من الصحراء ( 4 )

( بســــــــــــم الله الرحــمــــــــــن الــــــرحـــيـــــــــــم )


أما قبائل شمر فلم ينسوا ماخسروه من ديارهم ، لقد أرسلوا رسلهم لقبائل شمر النائيه يستنجدونهم على سعدون وأبنائه ، وفي هذا الأثناء غزا هايس القعيط شيخ قبيلة آل بريك - شمر- من الجزيرة بالعراق، ومعه سبعون فارساً غزا بلاد ( ولد سليمان ) جماعة سعدون العواجي ، وعندما كمن بالقرب من مغالي أبل ( ولد سليمان ) رآهم شخص من قبيلة آل سويد من شمر ، وكانت والدته من جماعة سعدون العواجي وهم أخواله ، فذهب لهم وأنذرهم هجوم شمر أهل الجزيرة الذين يترأسهم هايس القعيط ، وسميت بعد ذلك عائلة هذا الشخص ( بالنذرة ) ولا زالوا بهذا الأسم حتى الأن بين شمر ، وعندما علم (ولد سليمان) أن هايس القعيط ومن معه قد كمنوا لأبلهم هبوا وركبوا خيولهم ، وراحوا للأبل بالمفلى من ليلتهم ، وفي الصباح أغار عليهم جماعة هايس القعيط ، يتقدمهم زعيمهم البطل الشجاع هايس ، وحصلت المعركة بينهم ، وهزم هايس وجماعته وجماعته ، وألقوا القبض على سبعين شخصاً كانوا من جماعة القعيط يحملون الماء والشعير، للسبعين الجواد التي عليها الفرسان ، وهؤلاء يسمون ( زماميل الخيل ) ، وراح عقاب يطارد فرسان شمر المنهزمين ، وأتبعه أخوه حجاب ، وعندما أبصر هايس القعيط عقاب وحده وأخوه يتبعه بعيداً عنه ، التفت الي جماعته وقال : اليوم هذا يوم الثأر ، أنظروا عقاباً وحده ، والذي أتى به اليوم هو حظكم يا فرسان شمر ، ويجب علينا أن نهب عليه جميعاً لعلنا نظفر به ، وأذا أراد الله وقتلناه فقد أخذنا ثأر شمر جميعها ، وذكرهم بفارس شجاع قتله عقاب بالعام الماضي ، وهو هذلول الشويهري ، وكان عزيزاً على كل قبائل شمر ، وفقدانه كان خسارة عليهم ، فشحذ هممهم
وأستثارهم ، فصمموا أن يهبوا هبة رجل واحد ، وفعلاً جرى ذلك عندما أقتربوا من كثبان من الرمل تسمى ( زبار وريك ) ، وكان عقاب على مقربه منهم ، فرجعوا شاهرين سلاحهم صفاً واحداً ورشقوا عقاب بسهامهم فقتلوا جواده ، فخر على الأرض ، ثم نزلوا عليه وقتلوه ، وأستمروا يطاردون أخاه حجاب فظفروا به وقتلوه ، حصل هذا وفرسان (ولد سليمان) لا يعلمون عما حصل على زعمائهم عقاب وحجاب ، وكانوا منشغلين عند السبعين الذين أسروهم ، وبقوا يتقاسمون غنيمتهم ، وما علموا أنهم خسروا بذلك عقاب الخيل وأخاه حجاب ، وبهذا أنهدم عز الشيخ سعدون ، وتداعت أركان مجده ، بفقدان أعز أبنائه .
أما قبائل شمر فقد شفوا غليلهم بمقتل عقاب وحجاب ، وطاب نومهم ، وأخذ شعراؤهم يفخرون ويدبجون الشعر ، أسجل هنا ثلاث قصائد من شعرهم ، منها قصيدتان لمبيريك التبيناوي ، وواحده لأبن طوعان ، وهما من شعراء شمر البارزين : وهذه أحدى قصائد مبيريك التبيناوي:


أن كان ( هيفا ) تزعج العام الأصوات = ( نوت ) يروع اليوم جضة قطينه
عقاب رمنه يوم الأفراس عجلات = وكلن حثات البراثن وتينه
فوات قبل مدورين الجمالات = يا ليت عقال الملا حاضرينه
وحجاب ياما قال بالبيت : قم هات =عزي لكم يا لابةٍ فاقدينه
من زوبعٍ والا السناعيس الافات = فوات ماعود على مرتجينه
خلوه زينين ( المياحه )و(الأرات) = وينام سعدون على سهر عينه
هاذي سلومٍ بيننا يالقرابات = ياحلو ردات الجزا قبل حينه

وهذه قصيدة التبيناتوي الثانية :


ياعقاب عقبان المنيصب لون لك = واستلحقن ياعقاب راسك معه راس
لا تحسب أن الخيل قافٍ عطن لك = أرقابهن عوجٍ لكم عقب مرواس
أحذر من اللي بالقدح غذين لك = شهب النواصي فوقهن كل مدباس
هايس على صم الرمك عابيٍ لك = عيال زوبع مروية كل عباس
بغربي زبار أوريك يوم أوجهن لك = راحت تدهدا جثتك ما بها راس

وهذه قصيدة الشاعر رشيد بن طوعان :


حرٍ شهر بس الزماميل والخيل = يدور صيداته بغراة الأجناب
باول شبابه عذب الكنس الحيل = وخبط بيمناه البحر عقب ماشاب
راح النذير وصبح النزل بالليل = وتكافحت فزعاتهم قبل الأداب
وتوافقوا بالعرق حد الغراميل = متكاظمين مثل أبازيد وذياب
وغشا زبار أوريك مثل الهماليل = ونشبت رماح القوم باقطي الأصحاب
وترايعوا للهرش ربع مشاكيل = حماية التالين والخيل هراب
عيال الشيوخ معربين الأخاويل = ردوا على ربعٍ تدانوا بالأنساب
وان كان (نوت) تزعج الصوت بالحيل = لعيون (هيفا) نردع الشيخ بحجاب
أربع ليالٍ مالقته المراسيل = عليت وجه كوح العصر بتراب
حريمنا لجن بزين الهلاهيل = متحرياتٍ شلعة الحر لعقاب
وحريمهم تصرخ صريخ المحاحيل = جاهن عليمٍ مع هل الخيل ماطاب
ياضبيب لو ذبحت كل الزماميل = ذبحة دخيل البيت ماترفع الباب
دنياك هاذي يالعواجي غرابيل = من شق جيب الناس شقوا له أجياب

لقد أشار شعراء شمر الى (هيفا) والى (نوت) : أما هيفا فهي والدة هذلول الشويهري ، وأما نوت فهي زوجة عقاب العواجي ، أشار شاعر شمر الى ضبيب وذبحته (للزماميل) فضبيب المذكور هو أبن عم لعقاب العواجي ، ويقال أنه هو الذي تجرأ وقتل السبعين شخص الذين أسروهم من جماعة هايس القعيط .
وعندما رجع فرسان (ولد سليمان) مع أبلهم بالليل أخذ سعدون العواجي يقابل كل كوكبة من الخيل يسأل عن عقاب وحجاب ، فيقولون له عهدنا بعقاب والخيل هاربة عنه وهو يطاردها ، وبقي سعدون على هذا الحال يسأل عن أبنيه ، وعندما قرب الصباح وعقاب وأخوه لم يرجعا ، كان سعدون ساهراً طوال ليله يخامر نفسه ، فقال هذه القصيدة :



البارحه نومي بروس الصعانين = طوال ليلي ماتهنيت بمراح
كبد نعالجها بعوج الغلاوين = وروابعٍ ماتودع القلب ينساح
بلاي والله يا ملا خابرٍ شين = تظهر علينا مرمساتٍ الى راح
اللي يكف الخيل كف البعارين = ويرخص بروحه يوم يغلون الأرواح
خيالنا يوم أكتراب الميازين = ويرعى بظله بالخطر كل مصلاح
حالوا عليه اللي على الموت جسرين = لا وابعيني ما يجاجون ذباح

وبعد أن تأخر رجوع عقاب وحجاب ، رجع فرسان (ولد سليمان) يبحثون عن زعيميهما فوجدوهما قتيلين عند ( زبار أوريك ) فدفنوهما على قمة كثيب من الرمل سمي ( بأبرق الشيوخ) ولا زال بهذا الأسم حتى الأن .
ورجعوا حزانى فقتل (ضبيب) الأسرى بثأر عقاب وحجاب ، وهذا لم يكن مستحسناً بعادات القبائل في الجزيرة العربية ، وقد أشير عن مقتل السبعين شخص بالقصائد سالفة الذكر .
أما الشيخ سعدون فقد كبر مصابه بعد مقتل أبنيه ، الذين أشادا مجده ، وسجلا له مفاخر لازالت باقية لعائلة العواجية ، وملكا قبيلتهم دياراً لازالوا عائشين بها ، وقد قال الشيخ سعدون أشعاراً كثيرة بأبنيه ، وهاتان قصيدتان منها أولها :


ياونةٍ ونيتها تسع ونات = مع تسع مع تسعين مع عشر الوفي
مع كثرهن باقصى الحشى مستكنات = عداد خلق الله كثير الوصوفي
ونة طريح طاح والخيل عجلات = كسره حدا الساقين غادٍ سعوفي
على سيوفٍ بالملاقى مهمات = سيفين أغلى ما غدا من سيوفي
وعلى محوص بالموارد قويات = أسقى بهن لو القبايل صفوفي
أحشم بحشمتهن ولو هن بعيدات = وانام لو أن الضواري تحوفي
خليتني ياعقاب ما به مراوات = عيالك صغارٍ والدهر به جنوفي
من عفبكم ما نبكي الحي لو مات = ولاني على الدنيا كثير الحسوفي
وياطول ماجريت بالصدر ونات = على فراق معطرين السيوفي
وياعقاب عقبك شفت بالوقت ميلات = واوجست انا من ضيم بقعا حفوفي
مرحوم يانطاح وجه المغيرات = ان جن كراديس السبايا صفوفي
مرحوم يامشبع سباعٍ مجيعات = وعز الله أنه عقبكم زاد خوفي
الخيل تدري بك نهار المثارات =ياللي على كل الملا فيك نوفي
والخيل تقفي من فعولك معيفات = تاطا شخانيب الرضم ماتشوفي

لاشك أن الشيخ سعدون فقد ساعدين من سواعده ، بنيا له أرفع قمة من المجد بفيافي نجد بين قبائلها ، وقد أشتهر أبناه عقاب وحجاب بين القبائل ، وكانا محل أعجابهم بالجزيرة ، ويضرب بهما المثل حتى الأن ، فان الناس اذا أعجبوا بشخص أو بعدد من الأشخاص يقولون كأن فلاناً عواجي أو كأن هؤلاء من العواجيه ، نسبة الى عقاب وحجاب ، ولا زال هذا المثل سارياً في نجد الى الأن .
ولابد للقارئ أن يلاحظ أن الشيخ سعدون أشار الى أبنيه وقال سيفين أغلى ماغدا من سيوفي ، فهو يرى أنهما سيفان من أعز مايملك ، ثم قال أنه يطمئن وينام لو أن الوحوش الكاسرة تحوم من حوله ، فهو مطمئن بأن أبنيه هما درعه الامين وأنه مكرم ومعزز بحمايتهما .
وهذه القصيدة الثانية :


يا علي وين اللي رعينا بهم هيت = حال اللحد من دونهم والظلامي
البارحة يا شمعة الربع ونيت = ونة صويبٍ ومكسره بالعظامي
أوما الشجر وأنا بعد مثله أوميت = أوماي صقار لطيره وحامي
طيرٍ لياجا الصيد يشبع هل البيت = جته هبوبٍ مع جرادٍ تهامي
عز الله أني تو يا علي ذليت = تبينت وانا على الناس كامي
وعز الله أني مع شفا البير هفييت = هفة قفيٍ من عجوز المقامي
واليوم من باقي حياتي تبريت = عقب الشيوخ معدلين الجهامي
ويا علي عفت الحي من كثر ماريت = وجريت للونات والقلب دامي
وعذبت قلبي في كثير التناهيت = والعين عيت من بلاها تنامي
راح العقاب الصيرمي شايع الصيت = يا علي من عقبه تراعد عظامي

وهذه القصيدة شكي بها الى صديق له يسمى علياً ، يسأل عليه ويقول أين الذين كنا نرتع بهم بالفيافي ، الآن أصبحوا من أصحاب اللحود ، وأصبحت الظلمة تحول بينه وبينهما ، أنه يسهر الليالي ، ويئن مثل كسير العظام ، أنه يرتجف ويومئ كما تومئ الشجرة ، أنه الآن يحس بالخيفه ، ويذل من كل شي ، وقد ظهر ذلك للناس ، ولم يستطع أن يخفي خوفه لقد أخذ يتبرأ من حياته بعد أبنائه ، أنه أباح بما يخفيه ، بعدما تزلزلت الجبال التي كان يلتجئ في حماها ، أنه بعد أن فقد عقاباً بدأت ترتعد عظامه ، وفرائصه ، أنه فقد بطلين لا يمكن أن يقاضي بهما .


















عرض البوم صور عساف دخنان  

قديم 04/01/08, (05:10 PM)   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 60
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي أبطال من الصحراء ( 5 )

( بسم الله الرحمن الرحيم )


لم يبق لسعدون بعدهما من يعتقد فيه خيراً ، الا حفيديه الصغيرين أبني عقاب وحجاب الحبيبين لقد أخذ يربيهما ، ويعلمهما فنون القتال ، آملا أن يأخذا ثأر أبويهما ، من هايس القعيط .
وعندما كملت رجولتهما طلب أن يقول كل واحد منهما قصيدة ، يبين فيها أنه سيأخذ ثأر والده ، وعمه ، واذا أجاد أحدهما القول فسوف يعطيه المهره بنت فرس عقاب المسماه ( فلحا ) وهذه آصل فرس عند قبائل ( ولد سليمان ) فقال أبن حجاب قصيدة لم تعجب جده ، ثم قال أبن عقاب قصيدة أعجب بها وهذه هي القصيدة :



ياليت من هو جذ فلحا ثنية = والا رباع مسودسه بالمسامير
أبي الى ما قيل زيعت رعية = وتوايقن مع الحني الغنادير
أنطح عليها سربةٍ زوبعية = يجهر لميع سيوفها والمشاهير
متقلدٍ سيفٍ سواة الحنية = أدور أبويه عند روس الخواوير
ان كان ما لينت بالحبل لية = ماني عشير اللي نهوده مزامير
لابد من يوم يزفل كمية = وكل يحسب مربحه والمخاسير
ثارٍ لبوي عقاب فرضٍ عليه = عليه وصاني زبون المقاصير
سعدون جدي هو خلف والديه = شيخ الجهامه والسلف والمظاهير
دينٍ علي هايس زبون الونيه = يجيبه المعبود والي المقادير
أن ما نطحت الخيل عيبٍ عليه = أن وردوهن مثل أثامي الخنازير
عيبٍ علي العزوة الوايلية = وأحرم من الفنجال وسط الدواوير


وعندما سمع شاعر شمر بقصيدة ولد عقاب أجابه بهذه الابيات :



وش عاد لو جذيت فلحا ثنية = شمر يجونك فوق قبٍ عياطير
أبوك ضرب بحربةٍ شوشلية = كزه حبيبي كزة الدلو بالبير
صابه غلامٍ ما يعرف اللوية = ما صدها يوم السبايا مناحير
له عادةٍ بالفعل في كل هية = عشى ثنادي أبوك عوج المناقير
وعيال زوبع ملحقين الردية = اللي تهزع بالحروب الطوابير


















توقيع : عساف دخنان



عرض البوم صور عساف دخنان  

موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
شركة استضافة: استضافة رواد التطوير
الساعة الآن (07:24 PM)


مايكتب في هذا المنتدى لايعبر بالضروره عن وجهة نظر ادارة الموقع وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه