واشنطن: أحمد عبدالهادي
نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لقادة منظمات يهودية أمريكية أنه كان على علم بمبادرة روسيا المتعلقة بعقد مؤتمر للسلام بين إسرائيل وسوريا قبل إعلانها. وقال إبراهام فوكسمان وهو واحد من أبرز هؤلاء القادة إن أولمرت أبلغه وآخرين بأنه لم يعرف بمحتوى ما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل إعلانه. وأضاف فوكسمان "قال لي أولمرت إنه التقى وزير الخارجية الروسي في مؤتمر أنابوليس وإن لافروف لم يخبره بشيء عن هذه المبادرة".
وأدت هذه التصريحات صعبة التصديق إلى إثارة تكهنات في واشنطن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يكون أخفى الإعداد لذلك المؤتمر عن وزيرة خارجيته تسيبي ليفني. إلا أن مبعوث السلام السابق دينس روس استبعد ذلك أيضاً.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هارلي قد شن هجوماً عنيفاً ضد دمشق في محاضرة ألقاها بجامعة جون هوبكنز أول من أمس. وقال هارلي "أي قرار إسرائيلي بقبول التفاوض مع سوريا هو قرار إسرائيل وحدها". إلا أنه أنكر حدوث تغيير في مواقف دمشق التي اتهمها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤون لبنان الداخلية".
وعلى الرغم من ذلك فإن أجهزة الإعلام الأمريكية نشرت آراء متعددة تشير إلى حدوث تبدل في موقف الإدارة من سوريا بعد حضورها مؤتمر أنابوليس. وفيما وصف الناطق بلسان الخارجية شون ماكورميك خطاب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في المؤتمر بأنه إيجابي فإن روس أشار إلى وجود "فرصة حقيقية لبدء مفاوضات ذات معنى بين سوريا وإسرائيل".
وأشارت تقارير أمريكية إلى أن تحسن العلاقات بين دمشق وواشنطن "بدأ ينعكس إيجاباً على الأوضاع في لبنان" طبقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال". إلا أن ماكورميك قال إن "واشنطن لم تبلغ أصدقاءها في لبنان بأن يختاروا هذا الطريق أو ذاك". وأضاف ماكورميك "إن موقفنا مما يحدث في لبنان معروف والأمر هناك شأن لبناني أولاً وأخيراً". وتعددت في واشنطن التوقعات باحتمال حدوث "اختراق" على المسار السوري - الإسرائيلي قبل حدوث تقدم ملموس على الصعيد الفلسطيني - الإسرائيلي بعد أنابوليس على الرغم من أن المؤتمر انعقد لمناقشة المسار الأخير.