ايها الأنسان يامن مل من الحياة وسئم العيش وضاق ذرعا بالأيام وذاق الغصص إن هناك فتحا مبيناونصرا قريباوفرجا بعد شدةويسرا بعد عسراأن هناك لطفا خفيا من بين يديك ومن خلفك
وأن هناك أملا مشرقا ومستقبلا حافلا ووعدا صادقا إن لضيقتك فرجه وكشفا ولمصيبتك زوال وإن هناك انسا وروحا وظلا وطلا .
ان أن تدواي شكك باليقين والتواء ضميرك بالحق وعوج الأفكار بالهدى وإضطراب المسيرة بالرشد.
ان أن تقشع عنك غياهب الظلام بوجه الفجر الصادق ومرارة الاسى بحلاوة الرضا وحنادس الفتن بنور يلقف مايفكون .
أيها الناس إن وراء بيدائكم القاحلة أرضا مطمئنة يأتيها الرزق رغدا من كل مكان وان على راس جبل المشقة والضنى والأجهاد جنة اصابها وابل فهي ممرعة فإن لم يصبها وابل فطل
من البشرى والفأل الحسن والأمل المنشود يامن اصابه الأرق وصرخ في وجه الليل الا أيها الليل الطويل الا أنجلي أبشر بالصبح صبح يملؤك نورا وحبورا وسرورا . يامن أذهب لبه
الهم رويدك فإن لك من أفق الغيب فرجا ولك من السنن الثابته الصادقة فسحة يامن ملأت عينك بالدمع كفكف دموعك وأرح مقلتيك اهدأ فإن لك من خالق الوجود ولاية وعليك من لطفه رعاية اطمئن أيها العبد فقد فرغ من القضاء ووقع الأختيار وحصل اللطف وذهب ظمأ المشقة وابتلت عروق الجهد وثبت الأجر عند من لايخيب لديه السعي
اطمأن فأنك تتعامل مع غالب على امره لطيف بعباده رحيم بخلقه حسن الصنع في تدبيره
اطمئن فإن العواقب حسنة والنتائج مريحة والخاتمه كريمة بعد الفقر غنى وبعد الظمأ ري وبعد الفراق إجتماع وبعد الهجر وصل وبعد
الانقطاع اتصال وبعد السهاد نوم هادي وحق على العبد أن يظن بربه خيرا وأن ينتظر منه فضلا وان يرجو من مولاه لطفافإن من امره بكلمة كن جدير أن يوثق بموعوده وان
يتعلق بعهوده فلا يجلب النفع الا هو ولا يدفع الضر الا هو وله في كل نفس لطف وفي كل حركة حكمة وفي كل ساعة فرج جعل بعد الليل صبحا وبعد القحط غيثا يعطي ليشكر
ويبتلي ليعلم من يصبر يمنح النعماء ليسمع الثناء ويسلط البلاء ليرفع اليه بالدعاء فحري بنا أن نقوي معه الاتصال ويمد له الحبال ويكثر السؤال ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية )