ما تعلمته في حياتي _ بسام الجعفري

[بسام المطردي]

ما تعلمته في حياتي



اذا صادفت في طريقك دربا مُلئ شوكا
وليس هناك طريقا غيره...فإما ان تسلكه
وتتحمل الأذى وتصل
وإمّا ان تعود ادراجك ولا تُكمل ما أردته...
ولكنّك حتما ستتحمّل



إذا أوقفك الحزن عن متابعة مسيرك
أخبره بأن كفى...فدقات الساعة لا تتوقف
وامْضِ الى ما رسمت من اهداف وطموحات
فالاحزان متوالية
ولا يجدر بنا الوقوف عندها كثيرا..لأن العمر قصير



إذا استشعرت يوما بالاكتئاب
لا تركن اليه
ولا تستهين بالامر
لان الاكتئاب موت بطيئ
يُشعرك بالتعاسة دون سبب
وهو منافذ للشيطان ...لِيُقعد همّتك
ويُثبّط من عزائمك
فاستعذ
واشحذ الهمم
وتوكل متابعا مسير حياتك



إذا صحوت من نومك يوما مبتئسا
فلا تقل يومي مشؤوم
فإنّ الفكر يمتلئ بما يعتقده العقل
بل انفض الافكار السيئة
وقل ان هذا اليوم سيكون مليء بالمفاجآت الجميلة
واسعَ سعي السعداء تسعد



إذا وقعت في مشكلة ما
ولم تستطع حلّها وحدك
فاستشر اهل الحكمة
فليس المقربون حولك دائما على صواب



إذا داهمك الفتور في حياتك
فتور في العمل
في الانتاج
مع الاصدقاء
مع العائلة
مع العالم المحيط بك
فتذكر ان العمر يمضي
وانك كلما تقدمت في العمر سيقل نشاطك وانتاجك
وعندها ستتندم على كل لحظة ضيّعتها بلا فائدة او اضافة جديدة
او اسعاد احد من حولك
فلا تسمح للفتور ان يمكث عندك اكثر من ثلاثة ايام
فأنت ستخلق جوّا جديدا بهمة جديدة...لأنك تستطيع



إذا اكتشفت يوما ان صديقك كذب عليك
فلا تسمّيه صديقا بعد ذلك
لان الصديق لفظة مستمد معناها من الصدق
ويتحتم على الصديق ان
يصدق معك في جميع احواله واحوالك



إذا لم تجد من يساندك يوما فيما تريد
فتذكر ان هناك من لا يردّك خائبا
فإليه توجه بقلبك وعقلك وحسن ظنّك
فلا بدّ ان ييسّر لك من يشدّ على يديك
فيأتيك الفرج من حيث لا تدري



كثير منّا يقع تحت وطأة الظلم
وان تفاوتت المواقف عِظَمَاً
فالظلم يبقى ظلما
فإذا كنت في قائمة المظلومين
فاسْع الى استرداد مظلمتك بيدك
وجاهد من أجل التوضيح
فإن عجزت
فتذكّر ان للمظلوم دعوة لا تُردّ



إذا فشلت في امر ما
لا تجعل اليأس يتربع في قلبك
فليس الفشل نهاية الطريق
فقد يكون لبدايات مشرقة تجهلها
ولكن تابع وصمم ولا تلتفت الى آراء البشر
فهم مثلنا ينجحون تارة ويفشلون اخرى
فلا تبتئس بما يقولونه
واتخذ من فشلك سلما الى النجاح الاكيد
ومن اخطائك عبرة لدرب ستسيره مجددا



إذا فُجِعنا بموت عزيز على قلبنا
نحزن...نتألم...نبكي...وفاءً لا ضعفاً
فالموت مسلسل لا ينتهي
ولا نجعل هذا المصاب
يهدم ما بنيناه مع عزيزنا المفقود سنينا طويلة
يذهب هباء منثورا
ولنتذكّر ان الفقيد لو كان موجودا ونظر الى حالنا البائسة بعده
لآلمه ذلك
فلنستقم ونواجه الحياة بشتى الظروف



إذا اعتقدت يوما بأن لا قيمة لوجودك
فقد أخطأت
(فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته)
فابحث عن مسؤولياتك وتابعها
وستجد نفسك



إذا أتتك الظروف عكس ما أردت
وقد بذلت جهدك في التيار الصحيح
فلا تبتئس
لأن :
(عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم...
(والله يعلم وانتم لا تعلمون....
تابع وانظر اين سترسو سُفُنك
عسى الفرج فيما بئست منه



إذا وقعت في حيرة بين اختيار احد امرين
فاستخر
ووكّل امرك الى الله
يُلهمك اي الامرين تختار
لما فيه خيرك وسعادتك
ويُبعدك عمّا سيكون فيه شقاؤك


اذا اشتدت الازمات
وتصعّدت الانفاس
وتكلّمت الخطوب
فاعلم ان الفرج آت
لان اشد ساعات الظلمة هي التي
تسبق طلوع الفجر
ولا تنسَ ابدا : (إن مع العسر يسرا)


اذا تراكمت عليك اعمال وواجبات واحترت بم تبدأ
فانْظر الى الأوْلى ثم الأوْلى للبدء
لان هناك امور لا تحتمل التأجيل


إذا أردت ان تقوم بأمر جديد
فحدد اهدافه ...والفوائد التي ستجنيها منه
والوقت الذي سيستغرق لإنجازه
ولا تتوانى في ان تضعه في حيّز التنفيذ فورا
إنْ وجدتَه جديرا بالبدء


إذا ابتليت بسفهاء في حياتك فلا تجادلهم
وامضِ مبتعدا عنهم
لأن السفيه لا تنال منه الا مضيعة الوقت
في القيل والقال
انت اسمى من ان تلتفت اليهم


إذا أخطأت التصرف يوما
فبادر الى الاعتذار
فالاعتذار ليس ضعفا
بل تهذيب للنفس المخطئة
وتعويدها على التحلي بخُلُق التواضع
أمّا المكابرة والتنطع في الخطأ
لا يزيد النفس إلا غرورا
وستجد حينها ان معظم من حولك
سيميل الى فراقك
والابتعاد عنك



إذا وجدت نفسك يوما قد حُمّلت فوق طاقتها
فافعل ما ترى انه بمقدورك فعله
واترك ما زاد عن طاقتك
واعلم ان البشر إن لم يرحموك
فإنّ لك إله لا يُكلّف نفسا إلا وسعها
فكن مطمئن البال ولا تُجهد نفسك باللوم
لأنك بذلت جُلّ مقدرتك وحاولت ....


اذا بحثت عن السعادة
لن تجدها الا في محبة الله
لان السعادة معنًى دائم ممتد وليس لحْظي
بعكس اللذة
اللذة تجدها في لحظة ثم تزول
فلا تجعل فكرك يجرفك نحو متعة لحظية
تورثك بعد انتهائها حزن عميق لفقدانها بعد الشعور بها
كن سعيدا بمحبتك لله حيث ترث الرضا والقناعة ومحبة الناس ..رغما عنهم


إذا باع مَنْ حولك اخلاقهم
فلا تكن انت مثلهم
انت تعامل الله
ومن يعامل الله ينتظر الأجر من الله
فـــ ابْق كما انت نقيا خلوقا
ولا تنتظر رد جميل من أحد
كن انت..ولا تتغير لاجل ثُلّة تغيرت معك


إذا خاصمك احد الاحبة
فلا تجعل هذا الخصام سببا في البعد
او الفرقة
احبابك يتمنون مودتك وسُمُوّك دائما
فالتمس لهم العذر وابتعد قليلا
ولكن لا تلبث ان تعود
فانت لن تستغني عنهم



أخوكم بسام الجعفري العنزي