شُعاع ضوء قوي يصحبه صوت إصطدام أيقضها من غفوتها كأنها تحلم هرعت مُسرعه ناحية
نافذتها وإّذا بها تري سياره مصطدمه بشجره في الشارع المجاور لهم حاولت أن تتماسك
وجرت ناحية السياره وفتحت الباب إذا بهِ شاب في مقتبل العمر وقد نزف من انفه وفمه
وجبينه ولاتدري أمنيه حينها ماذا تفعل هل تنقذه او تحاول طلب المساعده من اهلها
فهي أول مره تتعرض لهذا الموقف الصعب حاولت أن تجمع قواها وهي تحاول إبقاضه :
هل تسمعني وهي تظرب على وجهه . فتح عيناه ثم اغمضها . إبتسمت أمنيه قائله :
الحمد لله مايزال على قيد الحياه فذهبت مسرعه لطلب المساعده من أهلها اتجه والدها
مع أخيها الأكبر أحمد ناحية الحادث وحاولو إخراجه من السياره بعدما تأكدو بإن إصابته
ليست بالبليغه الأب ابو أحمد طلب من أحمد أن ينقلوه إلى أقرب مستشفى .
أحمد : لا يا أبي لاداعي الحادث بسيط دعنا نأخذه إلى المنزل ونعالجه
وسهر أحمد تلك الليله معه طوال الليل يرعاه ويراقب حالته أما أمنيه فبقت مستيقضه
طوال الليل تفكر في الشاب مجهول الهويه لأنهم لم يعثرو معه على أي إثبات للشخصيه
ياترى من يكون وماذا جرى له ؟ تساؤلات تدور في فكرها إلى أن غفت قرب الفجر لمدة
ساعتين وبعدها صحت وانطلقت مسرعه لغرفة أحمد حتى تطمئن على الشاب المصاب
دخلت الغرفه وكان أحمد قد نام من التعب والشاب كان ينظر اليها بتعجب ويسألها : أينَ
أنا ؟
أمنيه : كيفَ حالك الآن ؟
الشاب : ماذا حصل لي ؟
أمنيه : لقد تعرضت إلى حادث
الشاب : أنا لا أتذكر شيئ
أمنيه : ما أسمك ؟
الشاب : لا أعلم لا اعلم رأسي سينفجر من الألم
أمنيه : لاعليك سوفَ تتذكر لاحقاً سأعد لك وجبة إفطار خفيفه حتى اعطيك الدواء
أطعمت أمنيه الشاب وبعدها لمست رأسه وإذ ا بحرارته مرتفعه قامت بوضع الكمادات
البارده الى أن خفضت حرارته وتركته يرتاح والشاب يرمقها بنظرة شكر وهي تنظر إليه
بإبتسامه رقيقه بعدها خرجت من الغرفه بهدوء وذهبت لمساعدة والدتها في المطبخ
أمنيه فتاة تبلغ من العمر 22 سنه تدرس الأدب الإنجليزي في السنه النهائيه لكنها
في إجازتها الصيفيه لحسن الحظ حتى تتمكن من رعاية ذلك الشاب المجهول
مرت الأيام وبدأ الشاب بالتحسن إلا إنهُ لم يستعيد ذاكرته وامنيه بدأت تشعر ناحيته
بشعور غريب فهو أول شاب تتعرف عليه من قرب .
وفي يوم وهم جالسين يتجاذبون أطراف الحديث قالت لهُ أمنيه مارأيك أن أناديك
محمود وافقها وهو مبتسم . فهو أيضاً قد تعود على أمنيه فكانت أسعد لحظات
حياته هي التي يقضيها معها .
لاحظت الأم تعلق إبنتها بالشاب الغريب وسألتها عن إذا كانت معجبه به ونفت
أمنيه قائله : أمي لاشيئ من هذا أنا فقط أُحاول مساعدته تخطي محنته
قالت هذا الكلام حتى تبعد الشك عن والدتها التي لم تقتنع بكلامها
أما اخاها أحمد فقد احب محمود واصبحو أصدقاء بالرغم إنه يجهل كل شيئ
عن حياته إلا إنه كان معجب بأخلاقه وشخصيته وإسلوبه في الكلام
لقد طالت فترة مكوث محمود في بيت أمنيه وذات يوم قرر الرحيل
أمنيه : كيف اتركك تذهب وانتَ لم تستعيد ذاكرتك ؟
محمود : لا أحب أن أكون عاله على احد لقد طال مكوثي عندكم
أمنيه : لاتقول هذا الكلام فلقد تعودنا عليك واجهشت بالبكاء وجرت لغرفتها
محمود شعر بالذنب تجاهها لكنه لايحب ان يكون ثقيل الظل بقى محمود طوال
الليل في الحديقه يفكر لقد تعلق قلبه بأمنيه لهذا سوف يرحل كيف سيربط
مصير تلك الفتاة الجميله والخلوقه بشاب يجهل نفسه ومن يكون وقرر الرحيل
قبل بزوغ الفجر وذهب يتمشي في المنطقه إلى أن أبتعد بضع كيلومترات
وفجأه تعرض له شابان بغرض السرقه وانهالو عليه ظرباً وسرقو ساعته
وسلسلته الذهب وتركوه مرمي فاقد الوعي من شدة الظرب
صحت أمنيه في الفجر وذهبت إلى غرفة أحمد لتطمئن على محمود ولم
تجده فهرعت إلى جميع انحاء المنزل والحديقه ولم تعثر عليه حينها ايقضت
أحمد وهي تقول محمود ترك المنزل أجابها أحمد : ماذا تقولين دعينا نبحث
عنه في الجوار ركبو السياره وانطلقو وفي الطريق راوه ملقي ارضاً وحملوه
إلى أقرب مستشفى وبعد أن تلقى العنايه إستفاق وفتح عينيه وقد عادت
إليه ذاكرته وصرخ أين زوجتي امل واين مولودي ؟
نظروا إليه أمنيه وأحمد بتعجب وسألوه : عن ماذا تتحدث ؟
وأجاب : كنت في طريقي إلى زوجتي امل كانت في حالة ولاده مستعسره
يجب ان اذهب واسئل عنها لكنها اكيد تركت المستشفي وكلمو الطبيب
وخرج إلى بيت أهل أمل فلما وصل فتحت والدتها الباب وعندما راته
انفجرت في البكاء وعانقته سالها أينَ حبيبتي أمل ؟
أحضرت له الصغيره حضنها وقبلها وأعاد السؤال: أين أمل
قالت له ترحم عليها يا ابني لقد غادرت لدار الآخره
لم يتمالك نفسه واجهش في البكاء لقد رحلت ولم
اودعها لم أكن معها لحظه إحتظارها والأم تهدئه
وأمنيه تحاول تهدئة روعه ولكن الصدمه كانت اقوى منه
لقد طلب إحتضان صغيرته ولم يعارضو رغبته نتيجه للظروف
التي يمر بها وأخذ إياد الصغيره إلى بيته حيثُ كان له
وزوجته إياد يتيم الأبوين لكن لهُ جاره ارمله لم ترزق
بدريه وكانت مريم البالغه من العمر 45 بمثابة أمه
فعندما وصل أستقبلته واحتضنت الصغيره
واصبحت الطفله تحت رعايتها في النهار وفي
الليل عند ابيها ومرت الأيام والأشهر وكانت
أمنيه وأحمد يزورون إياد كل ليله واحبت
امنيه الصغيره وكانت حنونه عليها كما
لو إنها أمها وبعدما مرت سنه على وفاة
زوجته قرر ان يفاتح امنيه في موضوع
الزواج وابتسمت بخجل وذهب لخطبتها
مع جارته واهل امل ووافقو عليه لحسن
اخلاقه وتزوجو بعد اسبوع وانتقلت معه
إلى بيته الذي اصبح جنه بوجودها هي
مع امل الصغيره التي كانت لهم بمثابة
شُعاع الأمل الذي اضاء حياتهم
هذهِ القصه المتواضعه اول قصه من تأليفي اتمنى إنهاتكون قد نالت ولو القليل
من إستحسانكم ولاتحرموني من ردودكم الصريحه ونقذكم الذي سيفيدني في
المستقبل واشكركم على حسن إنصاتكم وإلى اللقاء القريب مع ودي وتقديري