قصيدة ناضت سعاد
لالهي بخش الكاندهلوي
· ترجمه الهي بخش الكاندهلوي
هو بأوجزعبارة جد مؤسس جماعة التبليغ الشيخ محمد الياس بن اسمعا عيل بن حسين بن الهي بخش، وإلهي بخش تعني: )عطاء الله (.
ولد بقرية كاندهلة عام 1162هـ وتوفي بها عام 1245هـ
تلقى تعليمه الأولي وقرأ الرسائل المختصرة وتعلم الخط والحساب عن والده، وأخذ عن الشاه عبدالعزيز الدهلوي في دهلي ، وعن أحمد بن عرفان وبايعه على الجهاد. لقب بـ « مفتي إلهي بخش».
والمصادفة العجيبة انه بعد 100 عام قام حفيده محمد الياس الكاندهلوي بإخراج أول جماعة تبليغية في سبيل الله ومن تلك السنة أي عام 1345هـ أمتد نشاط الجماعة في أنحاء المعمورة.
له شرح الأرجوزة للأصمعي، وجوامع الكلم (في الحديث)، وأحوال رواة البخاري، وحد البصائر في عد الكبائر، ورسالة في الصلاة لدفع النوائب، والرسالة في أسماء البدريين، ورسالة في أحوال العلماء الأحناف.
شاعر فقيه، نظم فيما ألفه شعراء العربية في بلاده منتهجًا نهج القصيدة العربية في عصورها الأولى. المتاح من شعره مقطوعات مدحية ومعارضة لقصيدة بانت سعاد،
له قصائد طويلة بالعربية، منها: شيم الحبيب في ذكر خصال الحبيب، ومضاهاة لمعاني قصيدة (بانت سعاد ) تتجلى فيها قدراته على تتبع المعاني وتشكيل الصور وإحكام الأسلوب واعتماد النادر من الألفاظ وغير المألوف من التراكيب، محافظًا على العروض الخليلي والقافية الموحدة والمحسنات البديعية.
كما سوف يقف عليها القاريء الكريم.
ناضت سعاد
1. ناضت سعادُ فبالي الآنَ مجزولُ--- مضَيَّعٌ خلفها لم ينْجُ محبولُ
2. ولا سعادُ صباح الرحل إذ ذهبتْ --- إلا أزجُّ خفيرُ العين مخيول
3. مشقاءُ جائيةً ردفاء ذاهبةً--- لا يُنُتمَى وَقَصٌ فيها ولا طول
4. تُبدي الأسنة ذا حسنٍ متى ضحكت --- كأنها مشربٌ بالخمر مغمول
5. قرَّتْ بذي شَنَبٍ من سيل مدحلةٍ --- ثاوي الجنادل أمسى وهو مرسول
6. تَذْري الغبارَ الصَّبا عنه وكثَّره --- من سُحْب ساحيةٍ سوَّدتها ويل
7. أَجْمِلْ بها شيمةً لو لمحةً ثبتتْ --- في قولها ولوَ انَّ الوعظَ معمول
8. لكنها شهْلةٌ أركان فطْرتها --- خَلْبٌ وخَدْبٌ وتسويلٌ وتأويل
9. فما تقوم على شأنٍ تحسّ بها --- كما تبدَّل في هيئاتها الغُول
10. ولا تَثَبَّتُ بالقول الذي وعدتْ --- لا كما تُوثق القَطْرَ المناخيل
11. فلا يَسُرَّنْكَ ما سلَّتْ وما وَمَلَتْ --- منها المواعيد أوهامٌ وتخييل
12. غدت أكاذيب عرقوبٍ لها شبهًا --- وما أقاويلها إلا المطاحيل
13. أسلو وأطمع أن تبدي محبتها --- ولا يظن بحينٍ منك تخويل
14. باتت سعاد بمصرٍ لا توصّله --- إلا المطايا الكريماتُ الهذاليل
15. ولن تهمَّ به إلا عََرنْدَسَةٌ --- فيها مع العيِّ إجفالٌ وتمعيل
16.ترنو السحيق بطرفٍ طائفٍ طرِفٍ---متى تسعَّرَ سجّيلٌ وعاقول
17. خَذْلٌ مُعَنَّقُها عَبْلٌ مُعقّله ---في نظْرها عن كرام النوق تَبْجيل
18. رقباءُ فطحاءُ هذلولٌ مجمَّلةٌ --- في جنبها عِظَمٌ في الجيد ترفيل
19. وجسمها من رخامٍ لا يخدِّشه --- قمْلٌ بظاهرةِ الجنبين مخلول
20. عهْلٌ عتيقٌ أنيقٌ من عَثَمْثَمَةٍ --- وأُمُّها أختها يَلاَّءُ خشليل
21. يأتي الذباب إليها ثم يجدله --- عنها فليقٌ وأكفالٌ طرابيل
22. كأنها قيسُ مُوقيها ومنْحرها --- من أنفها ومن الخَدّين سجّيل
23. تجرّ نحو جريدِ الشِّيص ذا عُقَصٍ --- في حلمةٍ لم تخوّلها العزاهيل
24. كوماءُ في شحمتيها للعريف بها --- حُسْنٌ بديعٌ وفي اللحيين تعديل
25. تسري برجلِ خشيفٍ وهي سابقةٌ --- ضوامرًا وقْعُهنَّ النقع تقليل
26. حمرُ العجارات يلقين الصَّفا حَيَدًا --لم يحمهنَّ صعودُ الحقْفِ تكليل
27. كأن قلب أياديها متى هرعتْ --- وقد تلمَّع كالماءِ العواقيل
28. حينًا يصير به الحيتان محترقًا --- كأن ظاهرها بالحرّ مطحول
29. وقال بالركب هاديهم وقد طفقت- - سود العنادل يركلنَ الصفا ميلوا
30. وسط الظهيرة أيدي هضْبلٍ أسفٍ--صاخت فساعدها ثكلى بها عول
31. صرَّاخةٌ لِيْنةُ العَضْدين لاتَ لها ---لما رثى وُلْدَها الراثون تعطيل
32. تنجو العذارَ بأظفارٍ وملبسها ---- محرّقٌ في أياديها شماليل
33. أجاب كلُّ صديقٍ كنت أطمعه --- لأتركنّكَ قلبي منك معتول
34. فقلت ولّوا طريقي لا وفاءَ لكم ---فكل ما شاءه الفعَّال مجعول
35. أُخْبرتُ أن نبيَّ الله هددني -- والكَظْم خُلْقُ رسول الربّ مجبول
36. لقد حضرت حبيب الله ملتجئًا-- والصفحُ لطف رسول الله مبذول
37. صفحًا وقاك الذي أولاكَ معجزةً --- علياءَ فيها تحاريمٌ وتحليل
38. لا تفتكنِّي بفوهات السعاة ولم---أُجرم ولو نُسبت ليَّ الأباطيل
39. فقد أقمت بنادٍ لو أقيم به--- أعي وأنظر ما لو ينظر الفيل
40. لصار يرجف إلا أن يساعده --- من النبيِّ بأمر الربّ تعويل
41. حتى حضرتُ بنفسي لا أشاجره--- في جنب ذي غزواتٍ جوده النيل
42. وذا لأخوف ما بي إذ أقاوله ---وقد عُزيت بجرمٍ وهو مندول
43. من باسلٍ من عفرنى الليثِ موطنه- في وسط تجرة تيهٍ فيه غُملول
44. يسطو ويُشبع أشبالاً فطعمتُها --- قلبُ الأناسيّ ممضوغٌ ومتلول
45. متى يواثب مِثْلاً لن يجوز له -- أن يثمل المثل حيّاً فيه تصويل
46. منه تبيت وحوشُ العِيص جائعةً-- ولا تُحجّي بواديه الرآبيل
47. ويستديم بمغناه أولو عُكنٍ --- مرمّل الطِمر والأوصال مخبول
48. إن النبي لنورٌ يستنار به ---مؤثّلٌ من حسام الربّ مصقول
49. في حفلةٍ من كرامٍ قال أعدلهم --- بوسط كعبةَ إذ ما آمنوا عيلوا
50. عالوا وما زلَّ مِمراضٌ ولا نكبٌ ---صفّ القتال ولا جمٌّ زفافيل
51. أسمى الخياشيم شجعانٌ ملابسهم --- أدراعُ داودَ أفرادٌ هراطيل
أرجو من الأخوة الشعراء
والمختصين بالأدب العربي
التعليق على هذه الأبيات
ليستفيد الجميع من هذه الأبيات
وإبراز المعاني والصور والبلاغة التي احتوتها
والله الموفق