خطاب لأولئك الذين لايرون أنفسهم إلا أصدافاً بحرية لا تصدأ ..
نتصرف بعفوية وطلاقة مع من هم حولنا من البشر تتجلى سمات تصرفاتنا
في عمق الصداقات والمناورات والخطابات الإرتجالية ..
بحكم الجغرافية التي نعيش على مسطحات تضاريسها مابين
مد وجزر وعواصف ورياح وو..
نحاول أن نمكن إلصاق أقدامنا بالأرض ونجتذب قوتها النيوتنية لكي لانتحرك ..
وبمقدار القوه تكون النجاه ..
بيد أنه بطبيعة المرء في يوم ما قد يصاب بضعف في أعصابه أو هشاشة في عظامه
ولا يقدر على جذب القوه لتتحد مع قوته فينجو من الهلاك ..
بلامحالة سيتعرض للسقوط ..
كلنا بشر من نوع واحد نتعرض لتلك الإنقلابات الجوية وغيرها ..
فلما.. حين أرى غيري يخطيء أنهال عليه بضرب من الشتائم والنكايات
وكأني معصومة من الخطأ ..!!
لا أدعي إلى أن نكون ممن لا يقومون أخطاء غيرهم ولايتجادلون
ويتحاورن معهم فيها ..
ولكن كل ماهو علينا أن ننظر إلى أنفسنا ولو بشيء طفيف ونرى مقدار المكاييل
التي نحملها من الأوزار والأخطاء حول أجسادنا وعلى أكتَافنا ومابين أعيُننا وأنوفنا ..
إن رأينا ذلك سنغفر للآخرين خطأهم وزلتهم التي نتجت عبر عثراتهم على الحصا ..
لكن الطامة أننا نبصم الخطأ على جبين المخطيء ولا نحاور عقولنا في أنهم
قد يكونو ندموا وتابوا وصقل عنهم خطأهم نتيجه عض أصابع الندم ..
بل نزيد ونزيد .. نقيد خطأهم على معاصمهم ونحكم قفلها ،
نركل مفاتيحها الى مكان سحيق ..
ونظل ليل نهار نجرهم بذيل الذنب وكأننا فعلا كما أسلفت أصدافا بحرية لا تصدأ ..
قوموهم ليقوموكم ، لاتعينو عليهم حتى إن وجدتم أنفسكم يوما تتحشرجون
في زاوية الخطأ يعينوكم ويقبلون بصدورهم لكم ..
فحتماً حتماً ستغْرقون في أخطَائكم وستَندمون عليها ولن تحبّذوا أن
تسْحبون بها ..
موضوع راق لي