اخبار يوم( الجمعة 05/01/1430هـ ) 02/ يناير /2009

[سعود المسعودي]

شمس عرعر تخالف الأرصاد و التحذيرات تجدد قلق 2464مواطنا في القصيم
أرملة وأبناؤها اليتامى تحت صفيح متجمد في حائل


سعود الرشود، راشد الثويني - حائل، عرعر، سلمان الضباح - بريدة
التحذيرات التي أطلقتها مصلحة الأرصاد من موجة البرد المتوقع تصاعدها كانت أكثر وضوحا في منطقة حائل إذ تسارع مؤشر درجة الحرارة باتجاه الصفر المئوي ومادونه أمس الخميس فيما تتحدث التوقعات عن تدنيها إلى 10 درجات تحت الصفر وأكثر. وأم اليتامى الستة (ثلاث بنات وثلاثة أبناء) تحت صفيح بارد بل جامد، حيث تقطن أم عبد الله وأيتامها في قلب مدينة حائل غرب أحياء النخب الاجتماعية وبجوار مقر الجمعية الخيرية في انتظار ما لا يأتي فآخر زيارة لها من جمعية أجا النسائية كانت قبل ثلاث سنوات. وفي شتاء العام الماضي طالتهم مكرمة الملك.
ولا تتجاوز استعداداتهم لموجة البرد القادمة، تجهيزات بسيطة من مساعدات المحسنين كالبطاطين والدفايات الكهربائية التي يعجز جهد التيار الكهربائي في بيوت الصفيح عن تحملها وتشغيلها وتعجز ميزانيتهم عن سداد الفاتورة فتلجأ وأبناؤها لإشعال السراج في سياق ترشيد الاستهلاك وتوفير الطاقة لإمدادات الكيروسين.
تقول أم عبد الله التي أعياها الترقيع في ألواح الشينكو والصفيح: إن الله لا يضيع خلقه، وتضيف: بقاؤنا في هذه البيوت جزء من تعففنا وترفعنا عن سؤال الناس أعطونا أو منعونا وفي حدود قدراتنا، وتؤكد أنها لم تعلم بهذه الموجة القادمة إلا ليل الأربعاء وهبت مع بناتها لتسديد الشقوق وتثبيت الفرش القديمة والأخشاب وقطع الإبلاكاش بالإطارات والأثقال الأخرى على الأسطح لمنع التسربات ومكافحة تخلخل النسمات الباردة ولتقليل حدة صفير الرياح وأنين الشينكو (صوت الصفيح).
وتحلم أم عبد الله بمنزل يؤويها وأبناءها الصغار الذين رفضوا التصوير خجلا من أن يعرفوا في مدارسهم.
وفي المنطقة الشمالية بدت الشمس أمس في عرعر واضحة رغم توقعات الأرصاد وإن شهدت المنطقة برودة شديدة صباح أمس لم تمنع السكان من الخروج إلى البر.
ورغم إعلان منع الاحتطاب إلا أن سوق الحطب في عرعر شهد وجود كميات كبيرة منه، والغريب أن الأسعار كما يؤكد مخلد العنزي لم ترتفع.
وتزايدت أعداد المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات الخاصة بسبب أمراض الشتاء كالأنفلونزا والسعال وارتفاع درجات الحرارة وأمراض الروماتيزم .
ورغم أن صباح القصيم كان دافئا أمس إلا أن القلق من برودة الأجواء كان واضحا من الجميع مع التحذيرات التي أطلقتها مصلحة الأرصاد. وشهدت سماء المنطقة غيوما متفرقة مع هطول خفيف للأمطار مساء أمس الأول وهو ما أعاد الذكرى لـ 2464 مواطنا تم إخلاؤهم من منازلهم التي دهمتها السيول قبل شهرين تقريبا في مدينة بريدة وعدد من المحافظات والمراكز .
وتحوط الأهالي منذ فترة من موجات البرد بشراء كل ما يلزمهم من ملابس ثقيلة ووسائل تدفئة.
كما بدأ المزارعون في عملية الوقاية المسبقة عبر تكثيف السقاية في أوقات ذروة البرد حتى لايتكرر ماحدث العام الماضي من هلاك المزروعات.
مدير عام فرع وزارة المالية في القصيم محمد بن حمود التويجري قال: في المنطقة لجنة إغاثة فورية من مهامها المتابعة المباشرة للمواطنين المتضررين، وهي تتابع كل التحذيرات وتنسق مع الجهات المعنية من أجل تجنيب المواطن أي مخاطر ناتجة عن تغيرات في الأحوال الجوية.