أصيبت بغيبوبة كبدية عميقة وفشل بالكلى وتسمم بالدم..
وفاة ( سعودية ) بعد تناولها أعشاباً وأدوية تزعم تخفيف الوزن
أعشاب مطحونة ومجففة قادت للوفاة
الرياض - محمد الحيدر:
توفيت سيدة سعودية في الأربعينيات من عمرها بعد تناولها أعشاباً مجففة ومواد مطحونة على هيئة مسحوق، كانت قد حصلت عليها من بعض العطارين بهدف تخفيف الوزن حسب ما ذكره أحد أقاربها. واستقبلت مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني بالرياض السيدة وهي في حالة فشل كبدي حاد، بدأت معالمه قبل أيام من حضورها ولم يكن لديها أي مرض سابق في الكبد ولا إصابات بفيروسات الكبد. وتم إدخالها العناية المركزة وإجراء الفحوصات والعلاجات اللازمة ولم يتبين أن هناك أي من الأمراض المسببة للفشل الكبدي.
وقال ل "الرياض" الدكتور عبد المجيد بن عبد الرحمن العبد الكريم رئيس مركز الكبد في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني أنه تبين بعد الفحوصات الدقيقة أن السيدة كانت تستعمل بعض الأعشاب التي حصلت عليها من بعض العطارين بهدف تخفيف الوزن حسب ما ذكره أحد أقاربها الذي أحضر تلك المواد وهي عبارة عن أعشاب مجففة ومواد مطحونة على هيئة مسحوق.
وأضاف : "إن المريضة تلقت العلاجات المكثفة تحت إشراف إستشاريي الكبد والعناية المركزة بما في ذلك استخدام أجهزة تنقية الدم في محاولة لإنقاذ حياتها، مبينا أنه تم استشارة الجراحين بخصوص زراعة الكبد لها لو توفر العضو المناسب في الوقت المناسب إلا أن إصابتها بتسممات جرثومية جعل الزراعة غير ممكنة في حينه حتى لو توفر عضو للزراعة.
وأبان العبد الكريم أنه مع كل المحاولات والعلاجات المكثفة فقد فشلت كبد المريضة فشلا نهائيا وتفاقمت التسممات في الدم، ما أدى إلى فشل الكلى وبقية الأعضاء ودخلت في غيبوبة كبدية عميقة، وتوفيت (رحمها الله) بعد أيام من دخولها المستشفى.
وأكد العبد الكريم أن عينات تلك الأعشاب أرسلت إلى معمل تحليل السموم في مستشفى الملك فيصل التخصصى ومركز الأبحاث بالرياض، حيث قام المختصون مشكورين بتحليل تلك العينات وتبين أنها ملوثة بنسبة عالية من الرصاص وتحتوي كذلك علي تلوث جرثومي وغير صالحة للإستعمال الآدمي.
وحذر العبد الكريم من الاستخدام العشوائي للأعشاب ولأغراض التداوي غير المقنن وبدون إشراف طبي، وأن مثل هذه الحالات لا يتم اكتشافها إلا بعد فوات الأوان، داعيا إلى ضرورة التكاتف ومنع هذه الممارسات الخاطئة التي يذهب ضحيتها بعض مستخدميها.
وقال الدكتور العبد الكريم إن طب الأعشاب والطب البديل هو علم قائم ولا يدعو البتة لاستخدام هذه الأعشاب بدون تقنين ومشورة علمية من ذوي العلم والخبرة، على أن تكون هذه الأعشاب من مصادر موثوقة وخالية من الشوائب الخطرة على حياة الإنسان وتعطى بجرعات معينة ودقيقة بعد دراستها والتأكد من سلامتها وفائدتها مثلها مثل الأدوية المصنعة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأدوية مصنعة من مصدر نباتي ولكن تم استخلاصها وتنقيتها وتقنين كمية الدواء في كل حبة بدقة أو تم تصنيع المادة الدوائية التي كان اكتشافها في النباتات أصلا.
ونبه العبد الكريم إلى تحاشي بعض المفردات التي تروج على أن الأعشاب والأدوية مصنوعة من مواد طبيعية أو خالية من الكيميائيات، موضحا أنها كلمات دعائية لجذب الزبون وأن جميع الأعشاب التي تستخدم للتداوي تحتوي على مواد كيميائية، ويجب على الجميع عدم الانخداع بتلك الكلمات.
كما بين العبد الكريم أن جميع الأدوية والأعشاب المستخدمة للتداوي تتغير وتتحلل بعد مدة من حفظها حسب تعرضها للحرارة والرطوبة والضوء، مشددا على ضرورة حفظ الأدوية بطرق سليمة وأن يدون عليها تاريخ التصنيع والانتهاء، خاصة وأن كثيرا من الأعشاب يتداولها البعض في اكياس صغيرة (صرة) وتتعرض لعوامل البيئة والتحلل بل والتلوث وبدون تاريخ إنتاج أو تاريخ إنتهاء.
ودعا العبد الكريم إلى تكاتف الجهود ضد هذه المزاولات الخاطئة وعدم الانخداع والاندفاع وراء الترويج الزائف والذي يعتبر مجازفة بالصحة والحياة.
لا حولا ولا قوة الابالله
يجب الحذر من مثل هذه المركبات
المتوفرة عند العطارين ومدعي الطب الشعبي |
منقول للفايدة وللاطلاع