جفاف الفم وخلل النظر والإمساك تدفع المرضى إلى التوقف عن المضادات المسكارينية
الدراسات تؤكد فعالية وسلامة «تروسبيوم» لحالات فرط نشاط المثانة وتخفيض الضغط داخلها
قد يؤدي إلى خلل في النظر
هنالك العديد من العقاقير المستعملة في معالجة السلس البولي على اختلاف أنواعه وكل من هذه العقاقير لها نسبة معينة من النجاح كما أن لها مضاعفات جانبية.
وسوف نذكر في هذا الموضوع أحدها ونستكمل البقية في الموضوعات المرفقة.. فمن تلك العقاقير:
المضادات المسكارينية
ثمة عقاقير تشملها تلك الفئة التي تدعى أيضاً المضادات للاعصاب الكولينية الفعل والتي تثبط المستقبلات المسكارينية في عضلات المثانة المسؤولة عن تقلصات عضلاتها أثناء التبول ففي حالات وجود تقلصات غير إرادية لتلك العضلات تساعد تلك العقاقير على تحديد الفترة قبل حصولها مع انخفاض في مداها وزيادة سعة المثانة مع ارتفاع نسبة المدة الإنذارية قبل حدوث التقلص المفاجئ وغير الإرادي وكبح بعض تلك التقلصات. وتلك الفئة هي الأكثر استعمالاً في حالات الإلحاح البولي والسلس رغم أن معظم تلك العقاقير تفتقر إلى الانتقائية بالنسبة إلى المستقبلات المسكارينية في المثانة فتؤثر على بعض تلك المستقبلات في الغدد اللعابية في الفم والجهاز الهضمي والعيون والدماغ والقلب مما قد يسبب خللاً في النظر وجفافاً في الفم والإمساك وتسرع القلب والتشويش الفكري خصوصاً عند المسنين ويدفع الكثير من المرضى عن التوقف من استعمالها. ويحظر تناول تلك العقاقير عند الأشخاص المصابين بالزرق الضيق الزاوية في العيون، بسبب تلك المضاعفات الجانبية المزعجة حاول بعض الاخصائيين زرق تلك العقاقير بعد تذويبها في المثانة مباشرة أو اللجوء إلى العقاقير الحديثة التي تتميز بانتقائية خاصة للمستقبلات البولية كما سنشرحه وسنحصر مناقشتنا حول أبرز تلك العناصر المستعملة حالياً في كل أنحاء العالم مع مميزاتها الخاصة ومضاعفاتها الجانبية واحتمالها من قبل المريض أو المريضة.
أ - البروبنثين Probonthine:
إن هذا العقار من أول ما استعمل في تلك الحالات ويعتبر غير انتقائي للمستقبلات المسكارانية في المثانة ولكنه برهن فعالية ولو متواضعة في معالجة الإلحاح وتكرار البول وحالات السلس اللإلحاحي. ولكنه استعوض عنه حديثاً بالعقاقير الجديدة التي تفوقت عليه من حيث الفعالية وقلة الأعراض الجانبية.
ب - تروسبيوم Trospiuum:
إن التروسبيوم الكلوريد من فئة اللأمونيوم الرباعي من أحدث العقاقير المستعملة ضد فرط نشاط المثانة وذات فعالية عالية في تثبيط تقلصاتها غير الإرادية وقد تفوق على الحبوب الكاذبة وبعض العقاقير الأخرى رغم أنه غير انتقائي لأي من فئات المستقبلات المسكارينية بما فيها الخاصة بالمثانة. ومن مميزاته الخاصة أنه لا يتسرب إلى الدماغ ولا يؤثر على الطاقة الفكرية ولا يسبب التشويش الذهني الذي قد يحصل مع استعمال بعض العقاقير الأخرى خصوصاً عند الأشخاص المسنين. وقد أكدت عدة دراسات على الألوف من المرضى فعاليته وسلامته في حالات فرط نشاط المثانة مع توسيع سعتها وتخفيض الضغط داخلها وزيادة مطاوعتها والحد من تسرب البول غير الإرادي منها مع مضاعفات جانبية طفيفة أبرزها جفاف الفم بنسبة حوالي 7٪. وقد اظهرت بعض الدراسات تفوق هذا العقار على العقارين الأكثر استعمالاً لتلك الحالات وهما التولتيرودين والاكوسبيدتينين خصوصاً بالنسبة إلى السلس البولي اللإلحاحي.
ث - تولتيرودين Tilterodine (ديثروزيتول أو ديثرول)
إن هذا العقار من أفضل المضادات المسكارنية وذات فعالية عالية في معالجة حالات الإلحاح والسلس اللإلحاحي البولي كما أكدته عدة دراسات عالمية. ورغم أنه لا يتمتع بانتقائية خاصة لمختلف فئات المستقبلات المسكارنية إلا أنه أظهر بعض الانتقائية لمستقبلات المثانة مقارنة بتأثيره الخفيف على الغدد اللعابية في الفم. وبحيث أنه لا يرتبط بالشحيمات الدموية فإن تسربه إلى الدماغ متواضع مما يحد من تأثيره على الطاقة الفكرية. وقد برهن عن فعالية عالية في معالجة الإلحاح والسلس البولي وتكرار التبول على الألوف من المرضى مع مضاعفات جانبية خفيفة ابرزها جفاف الفم بنسبة حوالي 28٪ خصوصاً إذا ما استعمل بصيغته الجديدة ذات المفعول المستمر لمدة 24 ساعة مع تناول قرص واحد منه. ففي دراسة قام بها الدكتور «فان كيريبروك» وزملاؤه على 1529 مريضاً عولجوا بطريقة عمياء بذلك العقار أو بالحبوب الكاذبة أبرزت تفوق التويثرودين مع تخفيض نسبة السلس البولي الإلحاحي بمعدل حوالي 71٪ لهذا العقار مقارنة بحوالي 33٪ للحبوب الكاذبة وحدوث جفاف الفم بمعدل حوالي 30٪ لهذا الدواء وحوالي 8٪ للحبوب الكاذبة وبنسبة متساوية للتوقف عن استعمال هذين العلاجين بسبب اعراضهم الجانبية. وفي دراسات مقارنة بين هذا العقار ومنافسه الأول «اللاوكسيبيوتنين» على المئات من المرضى تبين أن رغم فعالية هذين العقارين متساوية بالنسبة إلى تخفيض نسبة التكرار والإلحاح البولي والسلس إلا أن «التولثيرودين» برهن عن احتمال وقبول أعلى من قبل المرضى بالنسبة إلى مضاعفاته الجانبية خصوصاً جفاف الفم الذي حصل عند 37٪ من تلك الحالات مقارنة بحوالي 61٪ ل «أوكسيبيوتنين». وقد ناقضت هذه النتائج تلك التي حصل عليها الدكتور «آبل» وزملاؤه بمقارنة هذين العقارين على 378 مريضاً لمدة 3 أشهر مع استعمالهم الأوكسيبيوتنين الطويل المفعول والتولثيرودتين بجرعته العادية القصيرة المفعول واظهروا تفوق الأول على الثاني من حيث الفعالية وقلة الأعراض الجانبية وبحيث إنه لم يتم حتى الآن دراسة تقارن فعالية هذين العقارين بجرعتهم الطويلة المفعول ولكن حسب الدراسات المتوفرة حولهما يمكن التقدير انهما متساويين بالنسبة إلى الفعالية ولكن التولثيرودين متفوق من ناحية الأعراض الجانبية وخصوصاً جفاف الفم.
ج - داريفيناسين Daripenacin:
إن هذا العقار الجديد يتميز بانتقائية خاصة للمستقبلات المسكارينية من فئة م 3 M 3 الخاصة بالمثانة مما يبشر بفعالية عالية ومضاعفات جانبية قليلة بالنسبة إلى جفاف الفم والتشويش الفكري وخفقان القلب والتكيف النظري. وقد اظهرت عدة دراسات فعاليته بالنسبة إلى تخفيض عدد وشدة ومدة التقلصات العضلية غير اللإرادية في المثانة والتكرار والسلس البولي بنسبة عالية تصل إلى حوالي 78٪ مع مضاعفات جانبية خفيفة أهمها جفاف الفم (20٪والإمساك (18٪ وبدون أي تأثير على القلب أو الدماغ.
ح - سوليفيناسين Solipenacin:
إن هذا العقار يتميز بمفعوله الطويل المدى كمضاد للمستقبلات المسكارينية في عضلات المثانة وأكثر انتقائية لها بالمقارنة بمستقبلاتها الموجودة في الغدد اللعابية في الفم. وقد قامت عدة اختبارات عالمية حوله وقورنت نتائجه مع الحبوب الكاذبة والعقاقير الأخرى كالتولثيرودين على الألوف من المرضى خصوصاً في بريطانيا واستراليا. ففي دراسة بريطانية قام بها الدكتور «كردوزو» وزملاؤه على 1640 مريضاً مصابين بالسلس البولي اللإلحاحي أبرزت النتائج تفوق هذا العقار على الحبوب الكاذبة بنسبة 58٪ مقابل 38٪ لكل منهما واستمرار مفعول السوليفيناسين على مدى 40 أسبوعاً. وأكدت دراسة أخرى قام بها الدكتور فيلارد من استراليا تلك النتائج على المدى الطويل مع نسبة انخفاض السلس البولي في حوالي 66٪ إلى 71٪ من ثلث الحالات. وأما المضاعفات الجانبية كجفاف الفم فكانت طفيفة وقليلة الحدوث أي بنسبة حوالي 10٪ إلى 17٪ حسب جرعة الدواء ولم يتوقف إلا حوالي 4,7٪ من المرضى عن تناول هذا العقار بسبب تلك المضاعفات.