كنــــتُ
مع إشراقةِ شمسِ الصباح ... ونسيمِ الهواء العليلْ ... يوقظني عقلي ليقطع عني العويل ..
يرفعُ يدي إلى مفاتيح جوالي لأكتبَ بها رسالةً احتواها الشوق ... ونقلَها الهوى ... مضمّنةً طلب الاطمئنان على تلك الروح الهانئة ... ويَبْعثُ معها رسماتِ الصباح الهادئة ...
...........................
يقطعني فكري بعدها لحظات ... ينتظرُ رد المحبوبِ على لهفات ... فأتركُ كلّ ما حولي منتظراً رد الجواب ... وجميل الخطاب ... وعَذِبَ الُلباب ...
فتاتيني تلك الرسالة ... أطيرُ فرحاً قبل أن أقرأها ... وأطربُ شوقاً قبل أن أشاهدها .. وكأنني بنغمة تلك الرسالة تخبرني عن ما إذا كانت الرسالة قادمةٌ منها أم لا .
ولو تأخرت في الرد قليلاً .. اعتراني مع صوت تلك الرسالة دموعٌ تغررُ في عيني ... مصحوبةً بدعوة صادقة : ( حمداً لك اللهم ... فهي بخير ) ..
............................
أعيشُ معها حينما تستيقظ .. حينما تركب متجهةً لعملها .. ولا يزال قلبي كقلبِ عصفورٍ يبحث عن عش صغاره حتى أطمئن بوصولها بسلام ...
وإذا ما وصلت واستقرت .. وبقيت لحظات ... اعتراني الشوق والحنين ... وقتلني الحب والانين ... فيُقسمُ قلبي على جوارحي أن أبعثَ لها برسالة .. فتتحركُ يدي ممتثلةً أمر قلبي لتكتبَ لها تلك الرسالة ...
فتجلسُ عيني ترقبُ شاشةَ الجهاز ... وتجلس أذني تتصنت إلى نغمة الرد ... وتجلس يدي مستعدةً للقط جهازي حال وصول الرسالة ... ويجلسُ فكري يرسم لحظات ما تفعله الآن ... ويزيدُ قلبي خفقاناً كلما زاد الوقتُ بانتظار ردها !! ..
وعندما يأتيني الرد تتهاوى جوارحي مسرعةً لتخبر قلبي وعقلي ... فالسعيد من جوارحي من أبلغ قلبي بوصول تلك الرسالة .. ولكن العين تتفاجأ عندما تصل القلب أن ثمةَ من أبلغه قبلها !! فتعود خائبة .. فإذا ورائها الأذن .. ثم اليد .. مهرعين يريدون أن يبلغوه .. فتستغرب وتعود العين إلى القلب .. من أخبرك قبلي يا قلب بوصول الرسالة ؟!! فيجيبُ القلب عندها ( أخبرني الحب ) .. فتدمعُ العينُ وقتها .. وترتعش اليد ... وتطنبُ الأذن ... ويخرجُ الهواء من الصدر زفيراً يحرقه الشوق ... وشهيقاً يجذبه الأمل .
...................................
كنتُ أعيشُ معها لحظاتُ فرحها وحُزنها .... كنتُ أعيشُ معها لحظاتُ ضيقها وألمها ...
كنتُ أواسيها وتواسيني ... أحاجيها وتحاجيني .... أُسعدها وتُسْعدني ...
قريبٌ منها .. وقريبةٌ منّي ..
أسمعُ صوتها ... تسمعُ صوتي
أرقبُ ليلها ... ترقبُ ليلي
لا أعيش نهاري بدونها
ولا يسعدُ ليلي بسواها
ولا يهنأ لي طعام ... ولا أتلذذ بمنام ... إن كانت عني ساخطة أو مني غاضبة ..
..................................
تنتزعني نحوها حتى وأنا في صلاتي ...
تجذبني إليها في كل حركاتي وسكناتي ...
لأنها سكَنَتْ عقلي ..
وخِطِفَتْ قلبي
وأحرقت جسدي فيها شوقا ...
وأبكتْ عيني نحوها غروباً وشروقا ...
..................................
اللهُ يحفظُها .. الله يحميها
الله يرعاها .. الله يكلأها
.................................
طعنْتُها بنفسي ... وجرحتُها بحبّي
وفوقَ ذلك أحبها
وأخلد في حبي لها
وسأكون لها وحدها
في عهدي نحوها
ووفائي لميثاقها
وشوقي لأنين صوتها
وحنين وحشتها
..................................
وليتني أدركُ الآن حبها لي
ليتني أدرك الان شوقها لي
ليتني أدرك أملها وألمها
ليتها تشكي لي جرحها وسقمها
ليتني أعرف موقعي في حياتها
لأرسم وجه الحياة والسعادة في محياها
...................................
لكي الحب يا أميرة الحب
لكي الوفاء يا سيدة الوفاء
لكي العهد يا واثقة العهود
....................................
أمرُّ على الديـــــارِ ديارِ ليلي ... أُقَبّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الديارِ شَغَفْنَ قلبي ... ولكنْ حُبُّ منْ سَكَنَ الديارا
تحياتى