<<<<<
أحيانا من حولك الناس...يكثر الحديث ويحتد النقاش...أنت بينهم تسمع حديثهم...لكنك لاتدرك مايقولون ..بينك وبين نفسك عالماً آخر...في عزلة نفسية بعض الوقت عما حولك ..أو لعلها تكون لحظة سرحان ..أو كما يحلو لي أن أسميها بالعمق الإنساني أو نوم اليقظة..أو ربما قيلولة تشعر وكأنها تأسرك فلا تشعر بأحد من حولك مؤقتاً...لا أحد يسمع حديثك...بينك وبين نفسك ..تتواردك الأفكار...ربما جدية ..ربما هزلية.. ربما مصيرية ...لتكن ماتكن ...ذاك عالمك...فرض سيطرته على عقلك وبدأت وكأنك تنظر إلى عرض سينمائي فقط أنت وأفكارك ...تسمع أحاديث كثيرة وكأنك على طاولة حوار تشعر أن معك أشخاص على الطاولة بينما هم تحكيم عقلك وتحكيم نفسك وبينهما حكم مرة يرجح هذا ومرة يرجح هذا ...
أحياناً انظر الصغار...يطول شرودهم فأقول ياترى في ماذا يفكرون ...وبماذا يسرحون...
ثم أبدأ أسأل نفسي صمت العاقل لايكون إلا لحكمة هكذا تعودنا أن نفكر حينما نمعن النظر في رجل عاقل يعلو محياه الصمت..ونقول في أنفسنا كيف لنا أن نكون كثيراً من الأحيان تبع أنفسنا ننقاد لها بغير تفكير ...وتنزلق بنا في مزالق نتحسر أن مضينا بها...قد نظهر أمام أنفسنا غير مبالين بما نفعله وأحياناً قد ننكر أفعالنا كيف لنا أن نكون بهكذا أسلوب...ومرة أعاود التفكير وأقول ربما نفعل فعل نرجحه أننا من ضمن العقلاء الذين لايكون منهم الزلل إلا بين حين وحين ثم مرة أقول كيف لنا أن نرجح أنفسنا من العقلاء..هل هو بفعل نقوم به..؟أو ببلاغة قول؟؟! ...أم بها كلها ...أم بماذا...؟!!
عندما أسمع قصص السابقين صغاراً وكبار أعجب كثيراً بحياتهم وكأنهم كلهم حكماء وبلغاء..ربما لم يتضح لنا إلا القليل من جانب حياتهم إلا أن حسناتهم تغلب سيئاتهم...
- لكنني أحب أن أعيش لحظاتهم التاريخية تروق لي-
ربما صراعات الحياة لها علاقة بالعمق الإنساني ...ربما الإنسان يحاول التخطيط جيداً لحياته أكثر مما مضى...ربما يحاول أن يجعل ثورة بداخله تخمد حينما لاتتحقق بعض خططه التي رسمها فيرسم غيرها على أمل أن تكون أفضل مستقبلاً...
تعجبني والدتي كثيرا حينما أشتكي لها من كثرة أفكاري فتقول لي دائما ...أنت من علمتني قصة ذلك الرجل وتحكي لي قصته بطريقتها فلماذا تفكرين ..!! الحقيقة أنها صدقت ولكن هكذا نحن نسأل الله أن يتجاوز عنّا...
بالمناسبة القصة هي قصة الحسن البصرى حينما قالوا له ما سر زهدك فى الدنيا فقال أربعة أشياء: علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبى، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربي..
تقديري