السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذهبت في هذا الصيف للسعودية لقضاء الإيجازه مع والدي حفظهما الله وأهلي وبنتي أسيل وليان، وكان من المفروض أن تكون الإيجازه شهرين ، لكني اضطررت للعودة إلى بلاد أمريكا لضرف طارئ، حاولت أن أقدم تذكرتي التي كانت على الطيران السويسري ولكني لم أستطع لعدم وجود مقاعد، فأجبرت على شراء تذكرة أخرى على الخطوط الخليجيه (الله لايعيدها) وكانت الرحلة من الرياض إلى البحرين ثم انتظر في البحرين ست ساعات ثم إلى لندن وأنتظر ساعة ثم إلى تشيكاقوا حيث جامعتي هناك،
عندما وصلت إلى مطار البحرين حاولت الخروج من المطار ولكن نصحني موظف الخطوط بأن لا أخرج لأنه يقول أنه يوم سبت وعندنا زحمه وأخاف تتأخر ، فاستخرت وجلست في المطار، صليت المغرب والعشاء ، تمشيت في السوق الحره ، ثم مشيت فيها مرة أخرى ، مللت الإنتظار فالمده طويله ست ساعات.
تذكرت أني أحضرت كتبا معي لعلي ألتهي بقرائت واحد منها مع أني أفضل قراءتها في بلد الدراسة لندرة الكتب العربيه هناك، المهم أني سحبت احد الكتب وكان عنوانه (قادمة من نيويورك ، للكاتبه ليلى عناني) و بدأت القراء ، تارة أرفع رأسي من الكتاب لأنظر وأتأمل من حولي و تارة أغلق الكتاب وأسرح في أفكاري، لفت انتباهي شاب في العقد العشرين على ما يظهر لي ومعه زوجته متحجبة بحجاب الرأس فقط وعليها عباءة كتف ساترة لجسمها غير مطرزه كالآتي أتعبنا في المطار ،
يمشي وزوجته متعلقة في يده ، تنظر في عينيه تارة وتنظر في مكان خطاها تارة وتتبسم عندما ينظر إليها، تحدق في عينيه تحديقا يجعلك تيقن في حبها له (أدام الله حبهما وبارك لهما) وزوجها يحدثها بإسلوب متثاقل تخالطه ابتسامة خفيفه، وهو على قدر معقول من الوسامه ، وجاء هذين الزوجين يمشيان من بين المقاعد يبحثون لهم عن مكان ليجلسوا فيه وكان المكان مزدحما بجنسيات مختلفه يغلب عليها الجنسية الهندية ، جاؤوا وجلسوا في المكان الذي يقابل حجاج عيني الأيسر ، وأنا أحاول أن أسترق النظر بمراقبتهما(والله ماعتدت التطفل ولكن المنظر أشدني) و أنا أحاول أن لا تقع عيني على عين أحد منهما ، لكن الغريب أن زوجته والله ما رأيتها تنظر إلا لعينيه و خطاها والكرسي عندما جلسة و عندما تزين عباتها لتستر رجليها، حرك يده زوجها ليزن شعره فنظرت إلا يده فسبقت يدها يده لتزين شعره الذي وقع على اذنه ، فلتفت إليها متبسما ، العجيب أننا معتادون عندما نجلس في مكان ما ننظر لمن حولنا فقط لنألف المكان أو نكون على دراية بما يدور حولنا ، والله الرجل نظر نظرة سريعة لمن حوله وهي لم ترفع عينيها عنه مهتمتا بما يقول ومنصتتا له ، في بعض الأحيان أبتسم لإبتسامتها أو أضحك لضحك زوجها لا شعوريا، أكون صريحا معكم والله إني غبطت الرجل على أمرأته وتمنيت أن يرزقني الله امرأتا مثلها لقد كنت إلى تلك اللحظه لا ءأمن بحب المرأة أبدا فحبها عندي مزيف (رأي شخصي) ، حتى رأيت هذه المرأة (فأسأل الله تعالى أن يبارك له فيها ويحفظهما من كل عين وحسد ويجمع بنهما على خير) صدقني أنك تحس بمشاعر الحب وكأنها حرارة شمس في صالة الإنتظار، لقد إعتدنا على مشاهدة هذه المناظر فقط في الأفلام الرومنسية والقصص ،ولكن اخيرا شاهدت شيء على الواقع ، قد يكون هذين الزوجين حديثي عهد بعرس والخافي عكس الواقع ، ولكن نحن لنا الظاهر ، والله إني كدت أقف إجلالا لهما عندما وقفا يريدان المغادرة ، والله مهما وصفت لكم ذلك المنظر فهو أجمل من ذلك ، ومهما حاولت أن أوضح لكم الصورة فهي أدق وأبدع ومهما حاولت أن أصف لكم المشاعر فهي أروع جمالا، لكن هذين الزوجين أعطياني دفعة أمل وإحساسا جميلا لا زلت أتلذذ به كلما تذكرته و أعدت ذلك المشهد أمام عينيا.
اللهم زدهما من فضلك وارزقني ومن يقرأ أفضل منهما يارب العالمين. إنك على كل شيء قدير ... آمين.
كتبه / فيصل الرسلاني
يسرني مروركم في مدونتي هنـــا