الثقة بالله تعالى
الثقة بالله مسلك شديد وعمل رشيد وهو ميزة تميز بها المؤمن الصادق العارف بربه جلا وعلا لأن الواثق بربه قد عرفه بصفاته وأسمائه فهو الرب سبحانه العليم القدير ونافذة المشيئة
قال سبحانه وتعالي ( أنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) فأمره في قول ( كن ) فلذا تجده مطمئناً في هذه الحياة واثقا منتصراً بربه جلا وعلا على كل من عداه . وهو وان أصابه ما أصابه إلا أنه على يقين بحسن العاقبة لان الله يقول ( والعاقبة للمتقين ) وتأمل في جميل الثقة بالله في حياة نيبنا عليه الصلاة والسلام فالناظر في سيرته يرى قوة ثقته بمولاه.
يأتيه خباب يطلب منه أن يستنصر ربه على أعدائهم فيطمئنه بأن العاقبة لهم
وهو في الشعب يخبر عمه بذهاب صحيفة الظلم
وفي الإسراء تسأله قريش عن صفات بيت المقدس وهو الذي قد جاءه بالليل فيثق بالله فيمثل الله البيت أما ناظريه ويصفه أتم الوصف .
في الهجرة وما أدراك مالجهرة ؟
تظهر فيه ثقة النبي صلى الله علية وسلم بجميع أحداثها ابتداءً بخروجه من بيته ومروراً بالغار وانتهاء في طريقة إلى طيبة .
ولقد ورث هذه الثقة في أصحابه رضوان الله عليهم فهذا أبوبكر يثق بالله في حروب الردة
وعمر يثق بمولاه في إرسال الجيوش لفتح البلاد وغيرهم من الواثقين بالله عز وجل
والثقة بالله تعني تعلق القلب به مع فعل الأسباب الشرعية
الثقة بالله تعنى نزع الثقة بالمخلوق مهما كأنه مركزه أو نفوذ أمره
الثقة بالله طمأنينة بالنفس وراحة في الضمير وعلو في الهمة وتجرد من المخلوقين
الثقة بالله تعني تحسين السلوك ولزوم جادة الخير وترك روغان الثعالب في الالتزام لأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .
الثقة بالله تعني الوثوق في تفريج الله للهموم وكشف الكروب....
جريج العابد يُتهم بالزنا فيقول : أين الصبي ؟؟
ثم يسير إليه بخطي ملئها الثقة بالله وأنه سيبري ساحته من هذا الاتهام فيأتي للصبي فيقول له مخاطباً- ولك أن تتخيل أنه يخاطب مولود صغير فماذا عساه أن يقول ولكنها الثقة بالله – يقول له من أبوك ؟ فينطق الله الغلام فيقوا : الراعي .
الله أكبر إنها الثقة العظيمة بالمولي جلا وعلا ...
فهلا وعيناها وغرسناه في نفوسنا في زمنٍ أصبحت الثقة في أعداءنا أعظم من نفوسنا فضلاً عن ربنا .
هذا والسلام........