عدم مقتل حسن المرتعد في الأدلة التاريخيه
في كتاب أصول الخيل الذي ألّف عام 1269هـ [1] بأمر من عباس باشا حاكم مصر ذُكر العديد من الشخصيات التاريخيه من قبائل نجد في تلك الفتره. منهم حسن المرتعد شيخ اليمنه من الجعافره من عنزة.
في كتاب أصول الخيل العربية.. نقل حمد الجاسر قائلاً :
(وقال عن الاصول : كحيلة الشنينه : سئل حسن المرتعد، من "ولد سليمان" من "عنزة" عن أصل الشنينه، فأفاد : أصل (شياعتها) لـ(المقالده) من (مطير) ودرجت منهم الى (حجاج) من جماعه ابن ملحم من (عنزة) لما كانوا في نجد ودرج منهم رسن الى ابن خربوش من (الدغيرات) من (شمر) قلاعه ، ومن (شمر) درجت اليّ فرس صفراء عَوده شراء ، وهي بنت صقلاوي جدران ، حصان الدللمي من عنزة ، فأتت عندي بالربشاء ، ابوها هدبان نزْحي ، حصان الدليمي من (شمر) ثم ماتت الام . أما الربشاء فأتت بثلاث مهرات وحصان ، كلها ماتت ولما أكان علينا حسن الشماشرجي ، فأخذنا وأخذ كل عرباننا ، ولم يسلم لنا إلا الربشاء ، فاشتراها مني بتسعين ناقه ، ثم درجت من حسن (بيك) الى المربط . وانقطع الرسن من عندنا)[2]
والمعروف أيضاً أن الشيخ سعدون العواجي عاش بعد مقتل إبنيه عقاب وحجاب فوق 8 سنوات لإنه في أخذ ثارهما قال :
((فاتن ثمان سنيـن والثـار غـادي))
,,,,,,,,,,,,,,, مـواكرك يـاعقـاب عقبانها صغـار
عضود فرخك مـاتجـيـد الهـــدادي
,,,,,,,,,,,,,,, سـنّــه صغـير ولا تمكن من الثــار
واليـوم يــروي مـرهفـات الهنادي
,,,,,,,,,,,,,,, والخـيل من فعله هزايـم وعــبّــار
يا عقاب دونـك هايـسٍ جــاك بــادي
,,,,,,,,,,,,,,, ثم انشــده ياعقـاب كيف الخبر صـار
فـرخ العقـاب اللي رمى بـه وكــادي
,,,,,,,,,,,,,,,,,, خلا شـتات الريش شـتّان وبــذار
حـرٍ قنـص حـرٍ بثـاره وصـــادي
,,,,,,,,,,,,,,,,,, ليث على خيل المـعادين كــــرّار
الى عثى بمـشمّرات الـجــــوادي
,,,,,,,,,,,,,,,,, ياعقـاب مثلك لاحـمر الدم نـثّــار
يقطـع صبيٍّ مـا بـثـاره يـنـادي
,,,,,,,,,,,,,,,, والخوف ما طوّل قصيرات الأعمــار
ورواية هذه القصيدة أخذها منديل الفهيد من الشيخ حماد بن منقره شيخ المناقرة من بلي [3]
ـــــ
وهي تبين أن بين مقتل عقاب وحجاب ومقتل هايس القعيط (8) سنوات.
وسعدون العواجي معاصر لمقتل هايس القعيط في مناخ الوديان الشهير الذي وقع في 1262هـ تقريباً.
توفي سعدون العواجي بعد عام 1263هـ بسنواتٍ قليله. وشاخ بعده "محمد قرينيس العواجي"
وفي عهد شيخة محمد الهرفيل حدث خلاف بينه وبين حسن المرتعد إلى أنه أوشك أن يوقع بينهم الحرب
فتدخل الشاعر حمود بن زويد القروعي الجعفري العنزي وحسم الموقف وأعادت علاقتهم إلى ماكنت عليه من صفاءً وموده. فقال حمود [4] :
حيث قاال .
يــاراكـب مـن عـنـدنــا فـوق حــرة
ــــــــــ حمـرا وهـي وقـم الربـاع ظهـيـر
سـرّهـا وتلفــي للشجـاع محــمــد
ــــــــ له بيت من بين البـيـوت شـهـيـر
الشـيخ طــيــرٍ والـجـمـاعــه ريـشـــه
ـــــــ طيرٍ بلا جـنـحــان مــايطيـــر
جعـافـرة جـــالٍ يـظـلــل ظـلـهـــم
ـــــــــ إن جـاك يومٍ مـن عـداك خطيـر
إدمـح لهـم ذخـر تــزور بـهـا الـعـدا
ــــــــ تـغــز فيـهـم بيـرقٍ وتغـيــر
أقول حسن مارضـي بالشـر بينكـم
ـــــــ إلا الـمـراجـل والإلـه خـبـيـر
حسن يضد الخيل من دون مالكم
ــــــ حـد الـظوامي عـن شـراب البيــر
وأحياناً يذكرون أن المعنيّ ليس (حسن) بل (زيد) ولايعرفون أن (زيد) هو إبنٌ لحسن المرتعد
وكان وقتها صغير في السن.
ولزيد قصة مشهورة جداً في فترة حكم محمد الرشيد(1289هـ-1315هـ) حينما أختلف مع مشل العواجي على بير الحيزة ونزل عند عوده ابو تايه وحكم بينهم محمد الرشيد.
حيث استضاف مشل العواجي ابل محمد الرشيد امير حايل عندما اجدبت اراضي حايل وربعت اراضي ولد سليمان طلب ابن رشيد من مشل العواجي السماح لـ ابله بالرعي في اراضي ولد سليمان .
فوافق العواجي ولكن عندما صرم العود قام مشل العواجي في توريد ابل ابن رشيد على الحيزاء الامر الذي اغضب زيد المرتعد حيث يعتبر نفسه انه هو الامر والناهي على هذا الماء .
حتى تطور الخلاف بين العواجي والمرتعد الى ان جلاء المرتعد الى الحويطات .
وهناك قصيد ووقعات لانرغب في التطرق لها الا اننا نقول ذالك من باب الاستشهاد .
وقد اثبتوا شعراء شمر عدم مقتل اي فارس سوى عقاب وحجاب في شعرهم .
ـــ قال فالح بن فضل الغيثي من ضمن قصيدته وهي مشهورة:
يـاعـقـاب عـقبـان المـنـيـصـي لونّــك
....................... واستلحقن ياعقاب راسك معه راس
إلى آخر القصيدة ويقول راسك معه راس . وليس رأسين او ثلاثه !!
ـــ وقال رشيد بن طوعان السويدي أيضاً في مقتل هذين الشيخين من ضمن قصيدة مشهورة :
إن كان (نوتٍ) تزعج الصوت بالحيل
................ لعيون (هيفاء) نردع الشيخ بحجـاب
إلى آخر القصيدة ويقول نردعه بحجاب . ولم يقول ردعنا بثلاث او اربع!
لإن في الآونة الاخيرة زوّدت بعض القصائد بأبيات أخرى لمئارب شخصية!
وهذا إعتراف من شعراء شمر أنفسهم في ذلك الزمان بإن المقتولين اثنين فقط.
وهناك من ابناء شمر العزيزة من ينفي مقتل اي من المرتعدة مع عقاب وبل ويؤكد البعض منهم انه لم يقتل في تلك الوقعة الا عقاب وحجاب فقط .
[1] أصول الخيل العربية الحديثه . تأليف حمد الجاسر 1415هـ . ص 34
[2] أصول الخيل العربية الحديثه . تأليف حمد الجاسر 1415هـ . ص 394
[3] سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية . منديل الفهيد . ج4 ط1 1405هـ . ص 111
[4] سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية . منديل الفهيد . ج5 ط3 1424هـ . ص 65