في الحلقة الرابعة المباشرة من "شاعر المليون"
حضور جماهيري كبير رغم أمطار سماء شاطئ الراحة
تأهل محمد الكعبي ومهدي آل حيدر..واستبعاد أبوالنعاج
شهدت الحلقة الرابعة والمباشرة من حلقات برنامج مسابقة "شاعر المليون"، تحت رعاية ودعم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحه، والذي تُنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتُنفذه شركة بيراميديا، ويُذاع من على مسرح شاطئ الراحة عبر قناتي أبوظبي وشاعر المليون الفضائيتين إضافة إلى إذاعة الإمارات (أف. أم)، تنافساً حاداً بين الشعراء الثمانية، الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة بالحلقة الماضية، وهم عايض بن غيدة القحطاني (قطر)، سعود مناور العتيبي (السعودية)، بدر الصبيحي الخالدي (السعودية)، عوض بوفقايا العجمي (الكويت)، محمد بن حماد الكعبي (الإمارات)، محمد غازي أبوالنعاج (فلسطين)، سعود فرحان الشمري (السعودية)، مهدي آل حيدر (السعودية).
ورغم برودة الطقس وهطول الأمطار بغزارة.. إلا أن مسرح شاطئ الراحة اكتظ بالجمهور من مختلف دول الخليج العربي، والذي استمتع بغناء المطربة عُرَيب.
وأعلن مقدمي الحلقة دارين خليفة، وحسين العامري عن نتائج التصويت للحلقة الثالثة والتي على أثرها تأهل المتسابق عيضة السفياني (السعودية) بنسبة 76%، والشاعر ثنيان سرور الرشيدي (السعودية) بنسبة 57%.
كما شهدت الحلقة قرعة متسابقي الحلقة الخامسة والتي اختارها ضيف الحلقة الشاعر محمد مريبد العازمي، وهم محمد مبارك بن شيخة (الإمارات)، ابراهيم خليل العنيزي (السعودية)، فالح الدهمان الظفيري (السعودية)، محمد يسلم (موريتانيا)، مشعل النون الرشيدي (الكويت)، عبدالله السميري العتيبي (السعودية)، جابر البطحي (الكويت)، خليل الشبرمي التميمي (قطر).
شاعر البرنامج
بداية الحلقة كانت مع المتسابق السعودي بدر الصبيحي الخالدي, الذي ألقى قصيدة بعنوان عن الشعر, وتجربته في شاعر المليون, وقال عنها الدكتور غسان الحسن: إن مستواها يتراوح بين الجيد والعادي، كما إن المتسابق ذهب إلى التكرار في بعض الأبيات مثل مفردة (العزم), والتي ورد ذكرها أربع مرات، وأشاد "الحسن" ببعض الجوانب الفنية في القصيدة مثل تكرار الأفعال في بعض الأبيات والذي يوحي بانشغال الشاعر بمسألة النظم، ووجود تصوير دقيق في الشطر القائل:"يقرط على الشِفة عقب صرً عينه"، وقال حمد السعيد: إن القصيدة تناولت المسابقة بشكل عام وتعكس ثقة المتسابق في نفسه, وحالف التوفيق مقدمة النص, التي تناولت "الدلة" والقهوة، وأشار سلطان العميمي إلى أن القصيدة عبارة عن مزيج من الفخر والوطنية مع طلب الفزعة, وأضاف أن الكتابة في هذا مثل هذا الغرض قد تحصر الشاعر في زاوية ضيقة إضافة تحد من إبداعه إلى احتمال تكرار بعض التصاوير، وأشاد العميمي بجمالية التصوير في عدد من أبيات القصيدة، وقال بدر صفوق: إن الماضي هو أصل النص وجاء المتسابق من خلاله بالموروث المتمثل في القهوة، كما أن انطلاقة الشاعر من القمة الجغرافية إلى البيرق والتي ذكرها في نصه، رفعت من الروح الشعرية لديه، وأكد تركي المريخي على طاقة الشاعر وقدرته على الإبداع، ووصف الشطر القائل"يقرط على الشفة عقب صرّ عينه" بالمشهد السينمائي الرجولي .
شاعر القبيلة
أما المتسابق الثاني في الحلقة، سعود فرحان الشمري(السعودية)، فقد ألقى قصيدة مطلعها "الشعر بحري واحسه يكلمني كثير.. ولا حضرت أهل التيمم عن دروبي انزحت"، ورأى فيها سلطان العميمي، أنها بُنيت على حادثة وقعت بين الشاعر وصديقه, وتطرق فيها للفزعة والقبيلة، ومزج الشاعر في بعض الأبيات بين الرمزية والمباشرة التقليدية, وأشار إلى فلسفة الشاعر في حديثه عن خلود الشعر ومقاومته للفناء في الشطر القائل "وأدري انك شفت شعري على الصخر إنحت"، وقال بدر صفوق: إن الشاعر كتب قصيدته على وفق ثلاث حالات مختلفة مر بها الشاعر، وربط بينهم بطريقة شعرية جميلة، إضافة إلى الإضاءات الشعرية الجميلة في النص، وقال تركي المريخي: إن القصيدة دائمة الإستياء من الواقع، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى أن القصيدة تنقسم إلى قسمين، أولهما احتوى على الكثير من الشعر أما الثاني, فقد خفتت فيه الشاعرية عندما ذهبت القصيدة إلى النظم.
شاعر مسرح الراحة
ثالث متسابقي الأمسية كان سعود بن مناور العتيبي (السعودية)، والذي ألقى قصيدة وصف فيها مسرح شاطئ الراحة وشاعر، وقال عنها سلطان العميمي: إنها تناولت الشعر وتطرقت للحديث عن حال الأمة والدنيا واحتوت في نهايتها على النصح، لكن الشاعر لم يتحدث عن علاقته الذاتية بالشعر، وإنما تناولها من الخارج، وأشار إلى التكرار في كثير من المفردات والتي لم تخدم الفكرة, واحتوى البيت القائل "مفروض ثلثين العرب أسمائهم عبدالصبور... والثلث الآخر خل أساميهم بصدري خلها" على طرافة ومعنى جميل، وقال بدر صفوق: إن النص يتضمن فكرة جميلة جاءت في قالب شعري جميل وتمحورت حول حرية التعبير مقابل هيبة الرقيب وتمثل ذلك في الشطر "للعلم في صدري صدى وانا معي صوتٍ جهور"، وأشاد تركي المريخي بجمال وروعة النص، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى وجود أكثر من موضوع في النص، لكن الانتقال من موضوع لآخر لم يكن موفقاً، إضافة إلى المباشرة العالية جداً, والتكرار الذي كان واضحاً وبدون مبرر, وختم تعليقه بأن مستوى النص: فوق المتوسط، وعلق حمد السعيد على تناول الشاعر لموضوع ارتفاع سعر النفط وأشاد بجمالية القصيدة.
شاعر الشعر
وتألق المتسابق الرابع في الأمسية عايض بن غيدة القحطاني (قطر) في قصيدة عن الشعر, قال عنها تركي المريخي: إن المتسابق أصاب الهدف فيها، وقال الدكتور غسان الحسن: إنها تميزت بمتانة السبك اللغوي وخلوها من الحشو أو الزيادة في الكلمات لكن اعتنى الشاعر بتوصيل المعنى أكثر من اهتمامه بجودة الشعر، وأشار حمد السعيد إلى تميز الشاعر وأكد أنه الرهان الرابح في المسابقة، وأبدى سلطان العميمي إعجابه بثقة الشاعر في نفسه وتواضعه الدال على حُسن خُلقه، ، كما أشار إلى جمال التشبيهين الواردين في حديثه عن الشعر في البيت القائل "أحيا عكاظ الي نسينا ذكره ... وصحا قصيد طال وقت رقاده" حيث وظف الشاعر الموت الأصغر وهو النوم وكذلك الموت الأكبر بصورة جميلة.
شاعر الروحانية
وألقى الشاعر الخامس بالحلقة عوض بوفقايا العجمي (الكويت) قصيدة بعنوان "عيون القصيد" علق عليها تركي المريخي بأن فيها الكثير من الروحانية التي تدل على نفسية الشاعر وقوة إيمانه، وقال الدكتور غسان الحسن: إن القصيدة ذهبت إلى الحِكم التي استمدها الشاعر من المفاهيم الدينية كما احتوت كثير من الأبيات على معاني من القرآن، وذهبت القصيدة إلى المباشرة وهو أمر مقبول عند غرض الحِكمة، وقد ظهرت قدرة الشاعر على صياغة الأبيات، لكن الشاعر عندما ذهب إلى هذا الإتجاه حرمنا من الإستمتاع بالصور الشعرية، وأكد حمد السعيد على نضوج النص الدال على خبرة المتسابق في الحياة، وذكر سلطان العميمي، أن الشاعر تحدث في قصيدته عن الدنيا والآخرة والعمل والافتخار بالذات، وأكد على أن الشعر لابد أن يكون طريقة للتفكير, وليس للتعبير فقط، وأن النص في عمومه جيد، وقال بدر صفوق: إن القصيدة تميزت بالروح التصاعدية والسلاسة والمذاق الإيماني.
شاعر فلسطين
وألقى الشاعر الفلسطيني الوحيد بالمسابقة محمد غازي أبوالنعاج قصيدة تطرق فيها إلى القومية وقضية القدس المحتلة، وقال عنها الدكتور غسان الحسن: إن صاحبها ذهب بعيداً عن ما اعتاد عليه أغلب الشعراء واحتوت قصيدته على كثير من الأبيات الرائعة, كما تناول قضية مهمة عند العرب وحتمية الوجود وعلى رغم الاحتلال, وأشاد بجمالية الشطر :"حنا السنين الماضية والحاضرة والمقبلة" وإعجابه أيضاً بالشطر القائل: "لا قادر اتجيني هنا ولا قادر أوصلك بعيد, وأيد حمد السعيد فكرة النص، وأشار سلطان العميمي إلى أن النص تحدث عن فلسطين وعلق على اتساع المسافة وضيقها بين الشاعر والفكرة في بعض أبيات النص، متحفظاً على الرتابة وتكرار بعض الألفاظ التي لم تخدم النص وأشاد بوجود بعض الإضاءات الشعرية الجميلة في بعض الأبيات، وأشاد بدر صفوق بتوظيف الشاعر لبعض مفردات اللهجة الخليجية والعراقية والفلسطينية في قصيدته، وأشاد تركي المريخي بموضوع القصيدة وأهميته.
شاعر الحماسة
الشاعر السابع بالحلقة محمد بن حماد الكعبي (الإمارات)، ألقى قصيدة تفاعل معها جمهور المسرح وأشاد حمد السعيد بحماسة إلقاء الشاعر وتميزه عن باقي زملائه بالحديث عن "المحمل الهجري" وأكد سلطان العميمي على جمال بناء النص وقدرة الشاعر على إدخال صور جميلة رغم تشابه الفكرة مع قصائد الحلقات الماضية، وأشاد بتصوير الشاعر في كيفية تصوير غوصه في البحر بحثاً عن الدُرة, وهو موضوع راسخ في ذاكرة الشعر العربي، وقال بدر صفوق: هناك افتخار بالوطن واعتزاز بالنفس واستطاع الشاعر توظيف بعض مفردات البيئة البحرية الإماراتية مثل المحمل و"الطواش" وهو تاجر اللؤلؤ، وأضاف تركي المريخي، أن النص مفتوح على كافة الإحتمالات، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى كثرة جماليات النص واحتوائه على صور ممتدة بحث بها الشاعر عن الغوص واللؤلؤ، كما تحفظ على قافية الصدر التي بدأها الشاعر مشددة، لكنه لم يلتزم بها في بعض أبيات القصيدة وبالتالي جبر الشاعر القافية.
شاعر البيرق
واختتمت الحلقة بالمتسابق مهدي آل حيدر (السعودية) الذي ألقى قصيدة بعنوان "البيرق" أثنى عليها سلطان العميمي لذكاء صاحبها في الإبتاعد عن التكرار والنمطية في الغرض وأشار إلى التسلسل الجميل في الأبيات , وقرأ العميمي النص قراءة(سيميائية), أشار فيها إلى توظيف الأصوات في مفردات "الرعد، صهيل الخيل، عواء الذئب" وكذلك توظيف الحركة في مفردات "الجبال، الوادي.. " وأخيراً توظيف المكان, وكل ذلك أضاف حيوية إلى النص، وقال بدر صفوق: إن القصيدة تحتوي الكثير من الجماليات وتوظيف للنسب، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى جمال النص وتداخل الحشود والحركة في الأبيات الأولى للقصيدة وخروجه منها للتركيز على نفسه كشاعر متفرد، كما أشار إلى وجود تشبيه مادي بالمعنوي في البيت التالي: "وقفتي لا غبت كلن يفتقدها .. مثل فقد العفو حزات الرجاوي".
وفي نهاية الحلقة أعلنت اللجنة قرارها بتأهل المتسابق مهدي آل حيدر (السعودية) والمتسابق محمد بن حماد الكعبي (الإمارات) إلى المرحلة الثانية من المسابقة، كما أعلنت اللجنة عن استبعاد المتسابق محمد غازي أبوالنعاج (فلسطين) .
منقول