بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني وخواتي هذه قصه من العيار الثقيل لعشاق القصص القديمه
إليكم قصة الشاعر عبدالرحمن التميمي راجياً أن تنال اعجابكم:
نزل عبدالرحمن التميمي ذات يوم إلى السوق في قرية بنجد ودخل عند الصائغ صانع الذهب فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ فقد كانت على درجة كبيرة من الجمال وتعلق قلبه بها فلم يعد يبرح دكان والدها , وقد كان يسمى عبدالرحمن المطوع من شدة تدينه وهو كذلك ولكنه أحب تلك الفتاة وقد كان البدو لا يزوجون الصائغ ولا يتزوجون منه وهذا عبدالرحمن يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها حتى انتبهت له فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى زواجهما سراً بينهما
ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقي الأمر سراً لحفظ حق ولدها فانتشر الخبر وعرف إخوانه بما حصل وحضروا له بالقرية وقالوا له نريدك للذهاب معنا فرفض فأخبروه وخرجوا به من القرية وقصدوا البر
وصادف أن رأوا غزالاً في إحدى الأشجار نائماً فمد أحدهم سلاحه عصاه أو سهمه حسب ما كان متوفراً في ذلك الوقت يريد قتل الغزال فرجاه عبدالرحمن أن لا يقتله فقد ذكّــره بزوجته .إلا أنه لم يستمع له وقتله .ونزلوا فقال له اخوته عليك الآن أن تطلقها . فلم يقبل . فأصروا عليه وهو يرفض . فقالوا إما أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منهم مهله يصلي بها ركعتين ويستخير الله . فابتعد عنهم قليلاً وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات لإنه كان يجيد الكتابه والقراءه ,,
يقول التميمي الـذي شـب متـرف=مدى العمر ما شيء في زمانه جـاه
يا ركب يللـي مـن صحّـي تقللـوا=مـن نجـد للريـف المريـف مـداه
رحلنا مـن جـو عكـلا وقوضـوا=علـى كـل هبـاع اليديـن خطـاه
طووا بنا الدهنـا والإنسـان مالـه=إلا أن مـا يكتـب علـيـه لـقـاه
لقوا جازين فـي دوحـة مستظلـه=حمـاه عـن لفـح السـمـوم ذراه
خذوها فلا بالرمح زرقن ولا العصـا=ولا قلطـوا حبـل العقـال عـصـاه
غشاها لذيذ النوم والنوم كـم غشـا=من النـاس حـذرن وابتلـوه عـداه
فقلـت نحوانـي ومثلـي مثلـهـم=يشكـي اليـا مـن الزمـان وطـاه
دعوها بيلن كـود مـن ذي فعايلـه=يجزى علـى فعلـه يشـوف أمنـاه
يا شمل يا مامونة الهجن هـو ذلـي=إلى دار مـن يصعـب علـى لقـاه
ادقاق حجل أطراف يا ناق وإن طـرا=على البـال زاده مـن عنـاه شقـاه
محا الله قصرن حال بينـي وبينهـا=نجمـن مـن المولـى يهـد أبنـاه
أبغي الياهـد العـلا مـن قصورهـا=تذهـل عطيـرات الجيـوب حـيـاه
يظهر عشيري سالمن مـن ربوعهـا=هـذال مطلـوب الفـتـى ومـنـه
ألا عيـنـي اليـاريـت صاحـبـي=جضعيعن لغيـري واحترمـت لقـاه
يصير مملوكـن لغيـري ويهتـوي=وساقيـه مـا ينحـي علـيّ بمـاه
دع ذا وسل وأيها الملا فـي محل تـمسرا =يفتـح الظلمـا شعـاع سنـاه
لا تكـن بأمـر الله تطلـق أركونـه=عزايلـه وصـف السـحـاب أرداه
حـوراك تبنـي والذراعيـن زجـنمن =الريـح زعاجـن وطـار سنـاه
وطا ما وطا واللي محا بعد ما نجـا=غطا ما وطا واللـي وطـاه غطـاه
محا ما محا واللي محا بعد ما نحـا=محا ما محـا واللـي نحـاه محـاه
عصا ما نصا واللي عصا بعد ما نصا=نصا ما عطا واللـي نصـاه عطـاه
وإن كان لي ظن وهاجوس خاطـري=قـد حـال بيـن البازميـن غشـاه
من باعنـا بالهجـر بعنـاه بالنيـا=ومن جذ حبلي مـا وصلـت رشـاه
إلا قفا جزا الأقـا ولا خيـر بالفتـى=يتبـع هـوى مـن يطيـع هــواه
خليلي يشادي خاتم العـاج وسطـه=تقـول انفـرج لـولا البريـم زواه
خليلي خلا قلبي من الولـف غيـره=عفـت إلا خـلا والخـدون حــذاه
خليلي ولو جا البحر بينـي وبينـه=ذبيـت روحـي فـوق غيـة مـاه
خليلي لـو يرعـا الجـراد رعيتـه=أهظلـه مـن حشمـتـه ورصــاه
خليلي لـو يـزرع زريعـن سقيتـه=من الدمع وإن شح السحـاب بمـاه
خليلي لو يبرز علـى الثـرا ريقـه=إذا سكـر والتاجـر يزيـد شــراه
خليلي ولو يطـا علـى قبـر ميـت=بأمر الولـي حاكـاه حيـن وطـاه
خليلـي معسـول الشفاتيـن فاتنـي=كمـا فـات لقـاي الدلـي رشــاه
كن عن صغير السن حذرن ولا تكـن=دنـو عـن الياشفتـه بـس سفـاه
أن كان ما جاوز ثـلاث مـع أربـع=وعشـر فـلا يشفـي الفـؤاد لقـاه
تعاديه ما يـدري تصافيـه مـا درى=ما سمع من غالبي الحديـث أحكـاه
عضيت روس أناملي فـي نواجـدي=وقلـت آه مـن حـر المصيبـة آه
لـو أن فـي قـول آه طـب لعلتـي=كثرت أنـا فـي ضامـري من قـول آه
ولما أكمل عبدالرحمن القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجداً فانتظروا وطال انتظارهم ,
فلما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة ...قتله الحب قبل أن يقتلوه ,,
ممّاراق لي نقله ولو فيه مراره ,,