بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته .. ،
أخواني الأعزاء أعضاء وزوّار شبكه الويلان العربيه تحيه لكم جميعاً ، كما وعدناكم بأن تكون هذه الوقفه مميّزه ومتفرّده لضيف عزيز على قلوبنا جميعاً وقلوب جماهير الشعر الأصيل والفن الراقي ،
بسم الله نبداء :-
عملاق من عمالقة الشعر الشعبي وفارس من فرسان الكلمة واستاذ من اساتذة الفن الأصيل وقبل ما سبق ذكره من صفات تليق به فهو رجل من رجال المواقف الحاسمة والتي تشهد له مواقفه ويشهد لنا بصحّة هذا الكلام جميع من عرفه ، نرحّب به وبكم في ثالث وقفاتنا المرقابيّة مع النّجوم والتي خصّصنا منها هذه الوقفة مع الشـّاعر العلـم
سلطان بن وسّام
ولكي أكون صريحاً مع الجميع هنا فاسمحوا لي أن أبوح لكم بمشكلة صادفتني في إعداد هذه الفقرة
بالفعل أخواني وأخواتي إنّها معضلة حينما يتم تكليفك بإعداد فقرة خاصّة بالحديث عن مسيرة شخصيّة مثل الشّاعر العلم
سـلطـان الهـاجـري
في بداية الأمر أحسست بالفرحة لمجرّد موافقة الأخ الشاعر المبدع / سلطان الهاجري على استضافته بيننا في مرقاب المبدعين وفي فقرة
وقفة مع النّجوم
وهذا الشعور الذي انتابني من خلال فرحتي بوجود عمالقة مثل الشاعر / سلطان الهاجري ، لدي يقين بأنّه ينتاب جميع من عرف هذا الرّجل أو سمع به أو تابعه من خلال تواجده في السّاحة الشّعبيّة ولكن المعضلة التي واجهتني هي :
كيف سأقوم بتقديمه تقديماً يليق بمبدع ومحترف ؟
فـ الشاعر / ابن وسّام ليس من السّهل الكتابة عن مسيرته في خدمة الشعر والموروث الشعبي فهو بحر .. وكل قطرة منه تحتوي على موقف مشرّف وقصيدة عصماء وطاروق فاخر ولقاء جريء ونظرة جوهريّة ثاقبة .
كما والتمس العذر من الشّاعر المبدع / سلطان الهاجري ومنكم انتم متابعوا هذه الفقرة في حال قصرت الكلمات او شح التعبير عمّا يستحقّـه هذا الهرم الشّعري
بـدايـاتــه :
كأي شاب يهوى فن معيّن كانت بداية الرّائع / ابن وسّام في احتراف فن المحاورة ، فقد كان يتابع جميع عمالقة فن المحاورة من خلال الاشرطة التي يستمع لها دائماً ويردّد ابيات العمالقة إعجاباً بها ولم يكن الامر يقتصر على ذلك وحسب ، فقد كان حين يعلم بموعد حفلة ما .. يكون لعمالقة المحاورة وجود فيها يبذل المستحيل لحضورها ، وكان بالفعل يحضرها وينصت لجميع بيت يقوم بتوجيهه كلّ شاعر في تلك الحفلة ليخرج منها وهو يردّد تلك الأبيات بينه وبين نفسه
كان شاعرنا المميّز من أشد المعجبين بشخصيّة وشعر المرحوم الشّاعر العلم
الدّكتور / مطلق الثبيتي
حيث حرص الشّاعر / سلطان بن وسّام على حضور جميع حفلاته ومتابعة أخباره والاستماع إلى اشرطة المحاورة الخاصّة بالمرحوم الشّاعر العلم الدكتور / مطلق الثبيتي رحمه اللّه وعفا عنه ، والجدير بالذّكر هنا انّ الشاعر / سلطان الهاجري كان يكن لجميع عمالقة فن المحاورة آنذاك الاحترام الشديد والتقدير
الانـطـلاقــة
في عام 1988 وتحديداً في دولة قطر كان وقت الانطلاقه لهذا الهرم الشّعري قد حان .. وذلك من خلال حفلة في فندق شيراتون الدّوحـة ، فقد كان للشّعر والإبداع والجزالة حضور بهيّ من خلال تواجد الشّعراء :
مطلق الثبيتي - عوض اللّه السّلمي - صيّاف الحربي - مستور العصيمي
وكان الشّاعر المبدع / سلطان الهاجري من ضمن المتواجدين في تلك الحفلة وقد شاء اللّه أن يتقابل الشّاعرين
مطلق الثبيتي و سلطان الهاجري
في طاروق كان هو بداية الانطلاقة للشاعر / ابن وسّام
وهو طاروق رائع اثبت فيه شاعرنا الفذ / سلطان الهاجري مقدرته على الفتل والنقض وسرعة البديهه ممّا جعل المرحوم الشّاعر العلم الدّكتور / مطلق الثّبيتي يقول للشاعر / ابن وسّام في ذلك الطّاروق هذا البيت :
أبا أخيِّط اثياب(ن) فوق بعض الناس مشلوحه
وبظهِر واحد(ن) اسمع ونينه تحت الانقاضي
وكان لهذا البيت صدى رائع في نفس شاعرنا المبدع / سلطان الهاجري ، وهو ما أخبرنا به شاعرنا العزيز
ثمّ قال المرحوم الشّاعر العلم الدّكتور / مطلق الثّبيتي : شاب القاف
في تلك الأثناء وقبل أن يقول مطلق الثّبيتي لسلطان الهاجري : ( شاب القاف ) كان العملاق المبدع والشّاعر العبقري / صيّاف الحربي يتابع هو وبقيّة الشّعراء وحين سمع بيت المرحوم / مطلق الثّبيتي الذي ذكرناه هنا التفت للشّاعرين / مستور العصيمي و عوض اللّه السّلمي وعلّق قائلاً :
اذا انا اجيب العلم ما عاد يكمّل مطلق عقب هـ البيت !
وبالفعل لم يكن من المرحوم مطلق الثّبيتي إلاّ أن أخذ الشّاعر / سلطان الهاجري بيده وذهب معه باتّجاه الشّعراء / مستور العصيمي وصيّاف الحربي وعوض الله السّـلمي وحينها علم الشّعراء بأنّ الشّاعر / سلطان الهاجري ، من الشّعراء الذين يستحقّون الوقوف بين صفـَّـي المحاورة وقد اثبت هذا قيام الشّاعر / مستور العصيمي بطلب الشّاعر / سلطان الهاجري في تلك اللّيلة واللّعب معه ، ثمّ لعب الشّاعر / صيّاف الحربي مع الشّاعر / سلطان الهاجري .
وقد كان لتلك الحفلة وما جاء فيها من مواقف ردّة فعل قويّة في قلب سلطان الهاجري ولعلّ من أبرز تلك المواقف هذا الموقف الذي لا ينساه شاعرنا المبدع / سلطان بن وسّام فقد كان من ضمن برنامج الحفل آنذاك فقرة يقدّمها الصّحفي : ميسّر الشمري والفقرة تحكي عن مسيرة المرحوم الشّاعر العلم الدكتور/ مطلق الثبيتي ومستواه التعليمي وخدمته للموروث الشعبي واتّجاهاته الفكريّة وآرائه فيما يخص فن المحاورة ، وقد كان الصّحفي / ميسّر الشّمّري قد أخذ الكثير من المعلومات من الثّبيتي رحمه اللّه ، ودونها في ورقة ليلقيها أثناء ذلك الحفل ، وبعد محاورة سلطان الهاجري ومطلق الثّبيتي وقبيل وقت الفقرة الخاصّة بالكلام عن الشاعر / مطلق الثّبيتي رحمه اللّـه ، استدعى الشّاعر / مطلق الثبيتي الصّحفي / ميسّر الشّمّري وطلب منه إضافة بسيطة على ماهو موجود في المذكّرة التي سوف يقرؤها الصّحفي من خلال الميكروفون على جميع المتواجدين قائلاً له :
عن اذنك فيه تعديل في المذكّره قبل لا تلقيها على الجمهور ، وهو بالأصح ( زيادة سطرين ) باتكلّم فيها عن الشاعر المبدع / سلطان الهاجري فكان لذلك الموقف وقع خاص في نفس شاعرنا الرائع / سلطان الهاجري ، فشهادة من شخصيّة مثل المرحوم / مطلق الثبيتي ليس بالأمر السّهل .
محاوراته :
ولعلّ من أشهر المحاورات التي بزغ فيها نجم الشّاعر المبدع / سلطان الهاجري إعلاميّاً هي تلك المحاورة التي كانت في عام 1991 في دولة الكويت ، عقبها الكثير من المحاورات مع الكثير من الشّعراء المبدعين والذين قد شهدوا بقوّة أبيات هذا الشّاعر وذكائه وسرعة بديهته ولأنّ شاعرنا المميّز / سلطان الهاجري لم تأخذه تيّارات الغرور أو أعاصير الكبر والعنجهيّة تجاه زملائه الشّعراء فقد استطاع بفضلٍ من اللّه أن يكسب احترام وود جميع اخوانه الشّعراء سواءاً من الجيل السّابق أو من الجيل الحالي وهو الأمر الذي صعب على غيره من بعض الشّعراء لما يوجد في محيط فن المحاورة من خصومات وأمور لا تمكّن الشّاعر من خلق اتّزان اخلاقي بينه وبين بقيّة زملائه الشّعراء .
والجدير بالذّكر هنا أن الشّاعر الخلوق / سلطان الهاجري احب فن المحاورة ولم يتأخّر قط في قبول دعوة توجّه له إلاّ في حال وجود حفلة سابقة في الموعد نفسه ، وهو أمر أضاف إليه حب الجماهير التي عشقت رؤية هذا العملاق المبدع في ميادين المحاورة .
سرعة البديهة والقوّة في الفتل والنقض
كثيراً ما نسمع أو نقرأ للشاعر / ابو محمّد ( سلطان بن وسّام الهاجري ) ما يدل على سرعة بديهته ومقدرته الفذّة على الفتل والنقض ولعل من أجمل الابيات التي استوقفتني كثيراً هو رد للشّاعر / سلطان الهاجري على بيت قوي من شاعر مبدع وهو الشاعر / محمد الشّمالي حيث قال الأوّل :
إن كان ما حطّيت في علباك مشعاب اسلمي
ماني عشير أم الكفوف اللّي تدق اخضابهـا
فكان رد المبدع / ابن وسّام قويّاً لدرجة جعلت صفوف تلك الحفلة ترتفع اصواتها بقوّة تشجيعاً وإعجاباً برد شاعرنا / ابو محمّـد حيث قال :
إن كان ما حطّيت مشعابك تحت راس اقدمي
ماني عشير الطّيبين اللّي تعـز اصحابهـا
والأمثلة في قدرة هذا العملاق المتميّز على الفتل والنقض وسرعة البديهة كثيرة جدّاً والمتابع لمسيرة الشّاعر / سلطان الهاجري سوف يجد ما يستوقفه من الابيات في هذاالمجال .
مقتطفات صوتيّة ومرئيّة من ميادين المحاورة
من أروع محاورات الشّاعر / سلطان الهاجري مع الشّاعر العلم / صيّاف الحربي اضغط هنا للاستماع للمحاورة
اضغط على مفتاح التشغيل لعرض المادّة الصوتية والمرئيّـة :
لقطة بالصّوت والصّورة للشّاعر / سلطان بن وسّام
في حفلة زفاف بالمنطقة الشرقيّة
مع الشّعراء
مستور العصيمي - حبيّب العازمي - فلاح القرقاح
الإبداع الشّعري
اتّفق الكثير من المهتمّين في مجال الشّعر والمحاورة والسّاحة الشّعبية على وجه العموم بأنّ هناك شخصان هما فقط من استطاعا بفضل من اللّه أن يجمعا الإبداع في مجال المحاورة والنّظم بدرجة تميّز واحدة ، وهو شيء نادر أن يستطيعه شخص ما ، وهذان الشّخصان هما :
الشّاعر العلم : رشيد الزّلامي
و
الشّاعر العلم : سلطان الهاجري
فشاعرنا / أبو محمّد لم يكن أقل مهارة ولا إبداع في مجال النظم عنه في المحاورة بل انّه استطاع أن يجمع له من الجماهير أعداداً هائلة يختلفون في أذواقهم واتّجاهاتهم وميولهم الأدبيّة ويتّـفقون في توجيه نظراتهم نحو هرم شعري مبدع وهو
سلطان بن وسّام
فقد عرف الجمهور الشّاعر / سلطان الهاجري كشاعر نظم من خلال قصيدته الشّهيره
يا أبو العيون
ومنها هذين البيتين في بداية القصيدة :
يا أبو العيون اللّي هدبها مراييش
يا أبو الدّلع يا اللّي شفاياك ذبله
ياما علشانك نويت المطاريـش
وياما تبعتك شرق والنّاس قبلـه
وهي قصيدة رائعة حفظها الكثير من متابعيه واعجبوا بها واخذوا يهتمّون بمتابعة أخبار شاعرنا المبدع وآخر نتاجه الشّعري من القصائد النّبطيّة ، وماهي إلاّ فترة بسيطة حتّى أًصبح الجميع يبحثون عن جديد الشّاعر / سلطان الهاجري ، وقد حقّق من خلال ذلك نجاح كبير جدّاً يحسب له .
اهتم شاعرنا المبدع بالقصيدة اهتماماً شديداً فهو يتعب على ظهورها بشكل يليق به وبمتابعيه من الجمهور الغفير الذي كان له ذائقة رائعة يهتم بها شاعرنا العزيز ، فنجده يكتب القصيدة وينتهي منها لنجد هناك ما يقارب الـ 20 بيتاً كل بيتٍ منها يغري البيت الذي يليله ، ونتفاجيء قبل نشر القصيدة
بقيام شاعرنا المخضرم بوأد ما لا يقل عن ( 5 ) أبيات من القصيدة ، وحين نسأله مستنكرين حذف تلك الأبيات وهي رائعة ، يجيب علينا بواقعيّة وثقة وعقلانيّة : (( البيت الذي أحس في نفسي أنّه خالٍ من الإبداع والسّهل الممتنع بنسبة 1% أقوم بحذفه )) ، وهو الأمر الذي جعل للشاعر الرائع / سلطان الهاجري منهجاً يصعب على غيره وخط سير لا يستطيع أن يقطعه إلاّ هو بنفسه .
سلـطـان والصّحافـة
بدأت الأقلام الصّحفيّة والمجلاّت المعنيّة تتابع أخبار هذا الشّاعر المميّز وتبحث عنه وعن جديده ، وتعمل على إعداد اللّـقاءات له ، وقد واجهوا مشكلة في ذلك ، حيث كان لهذا الشّاعر سياسته الخاصّة في إجراء اللّقاءات الصّحفيّة ، والتي لم تكن ترضي بعض المعدّين ، وذلك بكل بساطة بسبب :
صدقه وعدم مجاملته
نعم ... فالشاعر / سلطان الهاجري لا يعرف المجاملة ، ولا يعني ذلك انّه عنجهي أو متغطرس ، بل على العكس ، فهو إنسان بطبيعته مرح ويحب الخير للآخرين ، ويكره أن يتهامس الآخرون من حوله بعيوب أخوانه الشعراء ، ولعل هذا ما كان يسبّـب عائقاً لبعض الصّـحفيّين الباحثين عن الإثارة على حسب مشاعر الآخرين باستغلال النّجوم كأداة يستفزّون من خلالها اسماء معيّـنه ، وهو الأمر الذي زاد من محبّة واحترام الجمهور والصّحفيّين أنفسهم للشّاعر / سلطان الهاجري ، وممّا يتميّز به هذا الهرم الشّعري هو التدقيق التّام على مجريات اللّقاء بعد الانتهاء منه ، بالرغم من استيائه من استغلال بعض الصّـحفيّين لأجوبته بطريقة تجعل من اللّـقاء إثارة للمجلّة وتسويق لها من خلال مانشيتات دعائيّة ، وهو أمر بحد ذاته لا يعني شاعرنا المميّز بشيء فهو لا يتعب نفسه ولا يقحمها في مناقشات وتعقيبات هو يعلم بأنّـه أكبر من أن يفتعلها أساساً .
أمسياته الشّعريّة :
كثرت الاتّصالات والمحاولات الجادّة من كثير ممّن يهتمّون بالادب والتّراث لكي يحظوا بقبول الشّاعر / سلطان الهاجري دعوتهم لعمل امسية شعريّـة وقد تسنّى لهم ذلك من خلال موافقة الشاعر / أبو محمّـد لعمل أوّل أمسية له ، وكانت في المنطقة الشّرقيّة وتحت رعاية وزارة الدّاخليّة ( الإدارة العامّة للمرور ) ، وتعتبر تلك الأمسية من أروع المحطّات في حياة شاعرنا العذب حيث كان لصداها الكبير ولجمهورها المتذوّق الكبير أثر رائع في قلب هذا النّجم الخلوق ، لتتوالى عليه الدّعوات من جهات عدّة بعد ملاحظة الجميع في تلك الأمسية الجمع الغفير الذي اكتضّت به الصّالة المخصّصة للأمسية آنذاك ، ولأنّ شاعرنا مرتبط بمواعيد أخرى خاصّـة بـ ( المحاورات ) وجد نفسه أمام كم هائل من العوائق التي تمنع قبوله لإقامة أمسيات شعرية في ذلك الوقت ، حتّى كان ربيع عام 2002 وبالتحديد في محافظ النعيريّة التي احتفلت بتواجد شاعر له حجمه من الإبداع والتّميّز وله جمهوره الذي أتى من كل مكان لحضور تلك الأمسية ، وهي ثاني أمسية رسميّة لشاعرنا المميّز / سلطان الهاجري ، وبالرغم من ضيق الوقت وكثرة الأعمال التي كانت تحيط بشاعرنا قبيل تلك الأمسية إلاّ أنّه رفض أن يعتذر عن تلك الأمسية ، وحضر كما عهده الجمهور متّشحاً الإبداع وممتطياً الثّـقـة لتظهر تلك الأمسية بشكل يليق بشاعرها المخضرم وبحضورها الغفير ، وكعادته في دعم الفعاليّات التي تخدم الدّولة والادب والتراث قام بقبول دعوة لعمل أمسية ثالثة في محافظة (( قرية العليا )) بتنظيم من (( الإدارة العامّة للمرور )) وتحت شعار (( اللّبيب يفهم بالإشارة )) ، وقد كانت ليلة مميّزة بحق حيث كان الجمهور يغطّي كافّة المقاعد الموجودة في الصّالة المخصّصة لعمل تلك الأمسية يتقدّمهم كبار الشّخصيّات والضّبّاط والمسؤولين وأمراء القبائل وعلى رأسهم محافظ (( قرية العليا ))
الاستاذ / فيحان بن قويد ، ليشهد الجميع ليلة من أجمل ليالي الشّعر والإبداع .
تواضعه ودعمه لأخوانه الشّعراء
من الأمور التي بلا شك كان لها أثر في اكتساب هذا الشّاعر لاحترام وتقدير الجميع سواءاً من الأشخاص الذين عرفوه شخصيّاً وقابلوه أو من الأشخاص الذين سمعوا به وبمواقفه هي مواقفه النبيلة وتواضعه الجميل ومساعدته لأخوانه الشعراء في مد يد العون لهم وإبداء رأيه حول ما يكتبونه من قصائد ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر سنأخذ نماذج من المرقاب كان للشّاعر / سلطان الهاجري يد في دعمها بالرّغم من إبداع أؤلئك الشّعراء إلاّ أنّه يقل في هذا الزّمن منهم على شاكلة شاعرنا المبدع في تواضعه ودعمه لهم وإن كان لا يربطه بأغلبهم معرفة شخصيّة حين قال رأيه فيهم وحين كان يدعمهم ومنهم :
الشاعر / سدّاح مدير منتديات المرقاب الادبية ، وذلك حين قام بنشر قصيدة بعنوان (( نسايم ليل )) في منتديات المرقاب الادبيةّ ، وقد كانت القصيدة في معانيها تعالج وضعاً بائساً لبعض البرامج التّلفزيونيّة والتي تهتم وتعنى بالشّعر ، ولقرب القصيدة من الواقع المرير الذي يعيشه الشعر انتشرت بين الكثير من متابعي الشعر إلى أن قام بعض المقرّبين من الشّاعر / سلطان بن وسّام بالاتّصال به واتـّهامه بأنّه هو / سدّاح ، فما كان من شاعرنا إلاّ أن ضحك نافياً هذه التّهمه وأردف قائلاً : (( سمّعوني القصيدة هذي اللّي اتّهمتوني بكتابتها )) ، وحين سمع شاعرنا العلم / سلطان الهاجري قصيدة الشاعر / سدّاح أعجبته وأعجب بفكرتها ، فما كان منه إلاّ أن قام بمجاراتها بقصيدة تعتبر من درر الشّعر الشّعبي ومن أروع دروس فن المجاراة للمحترفين ، نعم ... للمحترفين فمثل قصيدته تلك لا يكتبها إلاّ شخص محترف ويمتلك موهبة تمكّنه من صناعة السّلاسة والسّهولة الممتنعه والعذبه في الوقت نفسه ، وقد تم نشر القصيدتين في مجلّة (( أصايل )) لتبقى حديث ذلك الموسم بأكمله .
الشاعر / عكاشه ( سيف السّيف ) لعب محاورة رائعة جدّاً مع شاعرنا الفذ / أبو محمّد ، تخلّلها فن الفتل والنقض الرّائع والتي اثبت من خلالها شاعرنا العلم / سلطان الهاجري حبّه لفن المحاورة وعشقه لتقديم يد العون وإبداء الإعجاب بغيره من أخوانه الشّعراء ، ففي نهاية تلك المحاورة أبدي شاعرنا / ابن وسّام إعجابه بمستوى الشاعر / سيف السّيف ( عكاشه ) من خلال تقديمه النّصيحة له بأن يمارس المحاورة في ميادينها لما يرى شاعرنا بأن الشاعر / عكاشه يمتلكه من مقوّمات شاعر المحاورة النّاجح ، وقد كانت تلك المحاورة من أروع محاورات في تلك الفترة .
الشاعر / مبارك آل خليفه كان هو الآخر مصدر إعجاب للشّاعر / سلطان الهاجري والذي لعب محاورة رائعة ومميّزة معه قبل فترة بسيطة من الآن ، وبكل ثقة وتواضع أبدى شاعرنا الكبير / سلطان الهاجري إعجابه بأخيه الشاعر / مبارك آل خليفه كشاعر محاورة يمتلك المقوّمات التي تؤهّله لنيل إعجاب كبار الشّعراء أمثال العلم / سلطان الهاجري .
والأمثلة كثيرة وسوف نذكر هنا على عجالة أسماء شعراء من المرقاب أشاد بشاعريّتهم الاستاذ الشاعر المبدع / سلطان الهاجري ، وهم الأخوة الشّعراء :
عناد النفيعي - مشعان البرّاق - فالح بن قشعم والشّاعرة : نيّافه
كما أنّ هذا لا يعني عدم اقتناعه بشاعريّة الأخوة والأخوات في المرقاب ، ولكن هؤلاء هم من تسنّت له الفرصة لقراءة نماذج من قصائدهم وقد أبدى رأيه الذي يعتبر محل فخر لكل شاعر و شاعرة ، وهو ما يدل على ما أردنا قوله منذ البداية وهو : تواضعه الجميل وصراحته الصّادقة ودعمه الكبير لأخوانه الشّعراء وللمواهب الجديدة التي تستحق الإطراء .
أبيات وصفـات
للشّـاعر العلم / سلطان الهاجري صفات تتجلّى في الكثير من أبياته فعندما يكون واضحاً وصريحاً يقول :
الصّراحه طبع لي وأنـا صريـح
تعجبك .. ماتعجبك .. بـاقولها
والاّ تدري ؟ ما يصح إلاّ الصّحيح
خاطـب العالـم بقـد اعقولهـا
وعندما يحاول البعض الأخذ عليه بسبب امتداحه الصّريح والصّادق لمن هم كفؤ للمديح يأتي جوابه نهائياً مقنعاً وقاطعاً حين يقول :
احمد اللّه ما مدحت إلاّ مديح
الجمال اللّي تشيل حمولهـا
ومن الأمور التي تميّزه هو الذّكاء الذي جعله يغلق المجال أمام جميع من يحاول الاصطياد في الماء العكر فيقول :
أنا ( ولد هاجر ) وخصمي ( ولد روق )
حصـن(ن) تصاقـل والضمايـر نظيفـه
لاحلّق الجمهور طـوق(ن) ورى طـوق
مثل الظُّوامـي فـوق ( وادي حنيفـه )
أقدِم وأحفظ حقـوق .. وأصفِّـي حقـوق
وأصِـد هجمـات الـرجـال العنيـفـه
طارد ومطرود(ن) .. ولاحـق وملحـوق
ومتقاسمـيـن المرجـلـه بالنصيـفـه
والاّ أنت لا عاشق .. ولا أنته ابـمعشوق
ولا لك مع أصحـاب الوظايـف وظيفـه
يكره أن يفهمه الغير بطريقة خاطئة ، ويحب الخير للجميع وتأخذه مباديء الكرامة والعزّه ... فهو يقول :
الا يارفيقي واللّـه انّـه عـداك اللَّـوم
انا اللي علي اللَّـوم فـي ذمِّتـي ذمّـه
ولكن سامحني .. ترى العلم فيه علـوم
ولا يفـرح اللِّـي بيننـا ينقـل النَّـمَّـه
حصل ماحصل والعبد يصبر على المقسوم
يدور الزمان ويخلـف العـزم والهِمَّـه
طراة الرَّجل للحقه .. من الزمان همـوم
ما يدري ابـسدَّه كود .. خيرة بني عمَّه
وسيع البنايد في الشِّدايد قـويّ عـزوم
لعظِّك زمانك .. شال همِّـك مـع هَمَّـه
يحب وطنه كحب أبن لوالدته الغالية .. ويكره أن يكدّر صفو هذا الوطن شيء .. فهو لا يعنيه شيء غير أمان واستقرار هذه الوطن الغالي .. فيقول :
كل شعب المملكـه رايـه وحيـدي
صـف واحـد .. والقيـاده فيصليَّـه
في الرخا .. يلقونَّـا عنهـم بعيـدي
انتمشَّى فـي فضـا الأرض العذيَّـه
مير لاهز الهوى غصـن الجريـدي
اقرب من ( المملكة ) لـ( الفيصليَّه )
صـف واحـد لايهـس ولا يحيـدي
يدفعـه معنـى الكرامـه والحميَّـه
للمليك نقول : يـا عمِّـي وسيـدي
وللوطن .. نارد على حوض المنيَّـه
حيِّنـا يفخـر .. وميِّتنـا شهـيـدي
يا صلاة اللَّـه .. ويـا سِنَّـة نبيَّـه
ومن طلع من صفِّنا مـا يستفيـدي
ذمَّة المؤمـن مـن الخايـن بريَّـه
يكره الكذب .. حتّى وإن كان من أقرب النّاس إليه .. ولا يرتجي عطفـاً من أحد .. فـقد أخذ من هذه الحياة دروس وعبر وتجارب جعلت منه موسوعة من الإدراك والعقلانيّة .. يقول :
خذها على الذِّرعان منِّي وانا اخيك
الكذب ماهو من سمـات الرِّجالـي
لاراجي(ن) غيرك ولانيـب راجيـك
في كل ميراد(ن) طوال(ن) حبالـي
افتـل واحـل معقِّـدات الشّرابيـك
واشيل ما شالت ظهـور الجمالـي
يا ما تصعلكنـا وصرنـا صعاليـك
ويامـا تحمّلنـا الحمـول الثّقالـي
للمرجله صرنا عبيـد(ن) مِماليـك
وكفوفنـا تنـدا مـن اوّل وتالـي
لو كان مانملك رصيد(ن) على شيك
اوجيهنـا عنـد النِّشامـا طوالـي
نشوم عن هذي ونِرهي على ذيـك
وما حاشت ايدينا مهو راس مالـي
يجعلك تعيش معه الإحساس العذب .. ويكتب ما يدل على مشاعره الصّادقة .. فـهـو يتغزّل بطريقة مؤثّرة لجميع من يمتلك إحساس مرهف وقلب نابض ... فيقول :
صحيح من يروى من الحب يظماه
واللِّي خسر فرصة عمر ما كسبها
وأنـا حبيبـي لا تذكّـرت لامـاه
عصريّةٍ(ن) تسوى البنوك وذهبها
كنِّي يتيم(ن) هل دمعه من أقصاه
متذكّر(ن) له لعبةٍ(ن) قد لعبهـا
أصعب ما يواجهه من المواقف هو الجفاء من أقرب المقرّبين له .. وممّن لهم مكانة خاصّة في قلبه ، ويتحدّث بكل عقلانيّة يدعمها بحكم لا تدع مجالاً للشّك .. فيقول :
الجفا من بين الاصحاب عيب مـن العيـوب
والصّداقة .. من بنـى بيتهـا .. لا يهدمـه
والغلا .. والكره .. مايسكنه غيـر القلـوب
بـس مابـه قلـب فـي الثّنيـن مخيّـمـه
والرّجل لا صار بيـت(ن) مـذرّا وامحجـوب
استوى عنـد النّشامـا وجـوده .. واعدمـه
اتقبّل مزح الأصحـاب .. عذبيـن السّلـوب
واتخيّر .. وآكل التّمـر .. واطـش اعجمـه
والطّرب .. لا ما جرفني .. مع اللّحن الطّروب
انسف البيت المدمدم .. على اللّـي دمدمـه
واقفل الجوّال عـن راعـي الغيـج العـذوب
وافصل التّعميم عـن ( بيجـري ) وأعمِّمـه
واعرف الكذبه اليا جات مـن فـم الكـذوب
لا قعد يرفـع السانـه .. ويرخـي برطمـه
ومزحة الطّيِّب ما تجرح .. متينيـن الجنـوب
عقّب اللّي مزحتـه .. مـن رفيقـه تِفحِمـه
ابن وسّام والشبكة العنكبوتيّة
يعتبر شاعرنا المبدع / سلطان بن وسّام الهاجري من مؤسّسي هذا الصّرح الشّامخ بشموخ من هم على شاكلة الشّاعر / ابن وسّام ، فقد أضاف إلى شبكة المرقاب الأدبية وبالتّحديد منتديات المرقاب توهّجاً جديداً يحسب لهذا المكان وذلك حينما تم تقديم دعوة له من خلال صاحب هذا المكان الشّاعر / حبيّب العازمي في عام 2002 قابلها شاعرنا المميّز بالتّرحيب وهو أسلوب اعتاد عليه ابن وسّام في تلبية دعوات الآخرين وفي دعم جميع ما يخدم الشعر والموروث الشعبي ، وكان لنا في منتديات المرقاب شرف تواجد هذا الإسم العريق بيننا ، إضافة إلى عدم تأخّره في جميع ما يرى بأنّـه يضيف إلى هذا المكان فائدة ودرس مجّاني من خلال مشاركته وله الكثير من المشاركات في منتديات المرقاب الادبيّة لعلّ من أشهرها محاوراته المباشرة والتي تعتبر من أنجح المحاورات التي تم إقامتها في قسم الفنون الشعبية بمنتديات المرقاب الادبيّة وعلى رأسها محاوراته مع أخوانه الشّعراء أمثال :
ذيب الشّمّري - حبيّب العازمي - عكاشـه - مبارك آل خليفه - فالح الغنّامي
وهنا نرى تواضع الشّاعر المبدع / سلطان الهاجري في دعم الشـّعراء الشّباب من أعضاء هذا المنتدى والذين كانوا سعداء بمواجهة هذا الهرم الشّعري الرّائع من خلال المحاورات في قسم الفنون الشّعبيّـة ، علماً بأنّ دعمه لم يكن عند هذا الحد بل إنّه لم يتأخّر يوماً في تقديم المشورة والعون لما فيه منفعة هذا المكان الذي يكن لشاعرنا كل احترام وتقدير .
مقتطفات صوتيّـة من أمسيات الشـاعر / سلطان بن وسّـام
الديوان الصّوتي للشّاعر / سلطان الهاجري في شبكة المرقاب الأدبيّة اضغط هنا لتصفّح ديوانه الصّوتي
نهاية البداية ..!!
في الحقيقة لا أعلم إن كنت في كتابتي هذه وما تحتوي عليه من مواد وفقرات قد حقـّـقـت ما نسبته 5% من الكتابة عن هذا الإسم العلم في السّـاحة الشـّـعـبيـَّـة أم لا ؟ ولكن ما يثلج صدري هو علم شاعرنا الرّائع والمبدع / سلطان بن وسّام بمدى إعجابي وحبّي وتقديري لشخصه الكريم والتمس العذر منه أوّلاً ثم من جميع أخواني وأخواتي الأعضاء والزّوّار ثانياً ، على أمل أن نلتقي بإذن اللّـه في القريب العاجل لفتح المجال منقول