نطفة (ن) من أمشاج شالتها في بطنها
و بعد تسع شهور عسرة أنجبت مولود
كل الحنان طول سنتين يرضعه منها
تطيح مجهوده لو ضناها صار مجهود
بلغ العشرين ولدها و تقدمت في سنها
تبات طول الليل سهر ترقبه متى يعود
و الوالد ساعة وفاته كانت في حينها
ترك وراه أرمله بدمعها تروي لخدود
و الولد في عز شبابه الأمل في ظنها
نامت بأمل تشوف من ولدها السعود
لمه الوقت على شلة فساد كان فنها
جلسة مخدرات و القمار بدون حدود
جلسات السهر و الأم هي تدفع ثمنها
لا ينكسر خاطر ولدها بكل غالي تجود
و في يوم جاها و بزيف الكلام طمنها
سوي لي التوكيل ان كنت رجل معدود
بعد مرور شهرين في دار المسنين أمنها
وقال تفضلي يا الوالدة من غير مطرود
صار بيت العايله وكر للرذيله يسمنها
والولد يلي قابل حنان أمه بكل جحود
كل ما تذكرها و هو سكران قام يلعنها
وهي في دبر صلاتها تدعي له المعبود
يحفظه من كل شر لو انه ما سئل عنها
يكفيها انه ضناها يكون في قلبها موجود
مرت سنين و العجايز في الدار يسألنها
وين ولدك ترد عليهن و الفكر في شرود
تقول ولدي يلي ملك روحي و سكنها
والليالي يلي من عمري سهرتها شهود
الولد يلي جاب أمه و بين المسنين دفنها
شالته ما شالها تخلص منها بكل برود
لا رحم شيبتها و لا رحم حتى وهنها
قابل اللي ربت و كبرت بهجر و صدود
ورحلت عن الدنيا و خذت معاها حزنها
وتركت له دنيا غروره يعيشها المقرود
|