السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
قصة قديمة حول المحافظة على الصداقة وتبادل الجميل والقصة جرت بين كل من عياد الخمعلي من قبيلة عنزة وبين صديقة ابو جملا من اهالي الغزالة في ضواحي مدينة حائل ، وكان ابو جملا صاحب نخل وزراعة بالغزالة ، واذا جاء الصيف نزل عنده صديقه عياد الخمعلي حتى ينتهي وقت الصيف وكان ابو جملا يعد لصديقة الخمعلي كفايته من النخل لحلاله ويمده بالتمر ، واذا جاء الشتاء يأخذ الخمعلي كفايته من التمر ويرحل الى البادية بحثا عن الربيع لحلاله وغنمه ، وكذلك يرد الزيارة ابو جملا اذا جاء الربيع بزيارة صديقه الخمعلي ويقيم عنده شهرا او شهرين ثم يعود لمزرعته بالغزاله ومعه كفايته من السمن والاقط ومنايح من الغنم التي يهديها له صديقه عياد الخمعلي وهكذا عادتهم سنويا. وفي سنه من السنين تأخر ابو جملا مازار صديقه الخمعلي بالربيع كعادته ، فظن عياد الخمعلي ان صديقه ابو جملا مريض ، فصار يسأل عنه ويستفسر من الطراقي عن اخباره وعلم انه طيب وسليم ، وانما منعه من المسيار بعض الظروف ، وفي ليله من الليالي جلس عياد الخمعلي على قهوته وحده ولم يجد من يتقهوى معه وينادمه بالسوالف والاشعار لانهم اذا جاء الليل يجتمعون على القهوة ، ويتداولون السوالف والقصص والاشعار ، فلما جهز القهوة تمنى الخمعلي ان صديقه ابوجملا عنده يتقهوى معه وقال ابياتا من الشعر طويله ويقول الخمعلي فيها :
أوي فنجال على الكبـد محـلاك
،،،،،،،،،،،،،،، غير الطعم يازين نصعة حمـارك
كثرت من حبك وقللت من مـاك
،،،،،،،،،،،،،،، وعز الله اني تاعـب باعتبـارك
لو ان ابوجملا على أولك واتـلاك
،،،،،،،،،،،،،،،عز الله انه هو كمالـك وكـارك
الله يلومك يابوجملا على ابطـاك
،،،،،،،،،،،،،،، أخلفـت للعـادة وهـذا دمـارك
لوبك شكيه كـان حنـا نصينـاك
،،،،،،،،،،،،،،، ولو انت عاجز كان طقيت صارك
واللي توده ويطرب البال لاجـاك
،،،،،،،،،،،،،،، اللي جماره يجدعه مع اجمـارك
دايم عنه رب المقاديـر ينحـاك
،،،،،،،،،،،،،، أبدا تشوفه كود عقـب المـدارك
واللي عما عينك وهزمه الى جاك
،،،،،،،،،،،،،،، دايم يفرك مقعـده عنـد نـارك
مع العرب دايم يـدورك ويلقـاك
،،،،،،،،،،،،،، عينه وراك وكل ما اخملت عارك
وعندما دارت هذه القصه والابيات بالمجالس صار لها اثر كبير عند البادية والحاضره ، واشتاقوا لسماعها ، لان معناها منطبق على حال الكثير من العرب وصار لها تأييد. وعندما سمع الامير عبيد الحمود امير بقعا وهو من الاساعده من قبيلة عتيبه الشهيرة ، هذه القصه والابيات تحرك للجواب ، وكان عنده من الظروف مثل ما عند الخمعلي وصديقه ابو جملا ، كما ذكر ان الحضري اذا ابغض شخص ، او مل من بلد او مكان لايقدر على الرحيل ، بخلاف البدوي الذي حلاله من دواب وبيت شعر يحمله وينزح الى المكان الذي هو يختاره ، اما الحضري فكيف يحمل بيته او زراعته فمثل ما قال على الخياط المتوفي في عام 1292 هجريه عندما زعل على جيرانه فقال:
يا دار لو الزمل تقدر تشيلـك
،،،،،،،،،،،،،،،، لا اشد بك عن ديرة جزت منها
القض بالفاروع ما يستوي لـك
،،،،،،،،،،،،،،، والبيع ماكـل يحصـل ثمنهـا
وقد قال الامير عبيد الحمود القصيدة التاليه ردا على قصيدة عياد الخمعلي :
اوي فنجـال بصـبـح عملـنـاك
،،،،،،،،،،،،،،، ماصك بابك دون ضيفك وجـارك
عشرين جوز من الضياحي عطيناك
،،،،،،،،،،،،،،، مع زايد الطبخـه انكثـر ابهـارك
لولا ان عياد على غيـره اعمـاك
،،،،،،،،،،،،،،، يوم اعرضت ماينترك لي وقـارك
ياعنك مابـك لـذة لـو شربنـاك
،،،،،،،،،،،،،،، لا صار ما الغالي على جال نـارك
ان جاء ليل قلت ياليل مـا ابطـاك
،،،،،،،،،،،،،،، وان جا نهار قلت ما اطول نهـارك
واللي تود ويطرب البـال لاجـاك
،،،،،،،،،،،،،،، لازم ينزحه الولـي عـن اديـارك
اللي اليا ضكك من البيـن ضكـاك
،،،،،،،،،،،،،،،اما عطاك الشـور والا استشـارك
واللي عما عينك وهزمه الى جـاك
،،،،،،،،،،،،،،، هذاك عـدة لبنـة مـن اجـدارك
ما من رحيل الى جفيتـه وعـاداك
،،،،،،،،،،،،،،، امـا علـى يمنـاك والا يسـارك
وعندما سمع الشاعر مضحي الوحير من قبيلة شمر قصيدة الخمعلي وقصيدة الامير عبيد الحمود رد بابيات مماثله يرد فيها على الخمعلي وقال :
أوي اناسـه مولـع بـان مبـداك
،،،،،،،،،،،،،،، فنجـال ولهـان يشيـع اخيـارك
الخمعلي قطـع فقـارك وخـلاك
،،،،،،،،،،،،،،، يوم ابتداء قطع غرايـب فقـارك
يا الخمعلي ترى ما جرالك وماجاك
،،،،،،،،،،،،،،، نبكي على جار لنا مثـل جـارك
كل من الفرقا شكا مثـل شكـواك
،،،،،،،،،،،،،،، مير ان كل ساكت مـا ستشـارك
اخذت ياريف المراميل ما ايـزاك
،،،،،،،،،،،،،،، وقطفت من زين المثايل خيـارك
بالناس ياريف المراميل شـرواك
،،،،،،،،،،،،،،، لو انت بالود ن تقطـع شـرارك
هيضت قلب مولع القلـب بعـواك
،،،،،،،،،،،،،،، كنك خلـوج وابوجمـلا احـوارك
ماظنتي يبلا آدمـي مثـل بلـواك
،،،،،،،،،،،،،،،، يوم انت تقنب ليلتك مـع نهـارك
اليا طرالي طاري مثـل طريـاك
،،،،،،،،،،،،،،، سويت فنجـال امنـاه المشـارك
أوي فنجـال سبيـل لمـن جـاك
،،،،،،،،،،،،،،، اللي يعرفك ما يـداري خطـارك
تر ذارب الفنجال مـازاد بقـراك
،،،،،،،،،،،،،،، من قلة الديوان ما بـه امشـارك
كثرت انا الطبخه وقللت من مـاك
،،،،،،،،،،،،،،، وسديت مذلق دلتك عـن دمـارك
وبديت اصالي النار والنار تصلاك
،،،،،،،،،،،،،،، لو ما قضا تاليـك شبيـت نـارك
حق على لمن يزورك ومن جـاك
،،،،،،،،،،،،،،، ترحيبة باللي يحوشـه احضـارك
مع كبش غلق ما يوطيـه الادراك
،،،،،،،،،،،،،،، يبي غدي سمـر العدايـل تبـارك
ألذ ماياتي علـى البـال وامنـاك
،،،،،،،،،،،،،،، يوم يعمس النـار عجـه اكتـارك
لاشك ما تأتي على الكيف دنيـاك
،،،،،،،،،،،،،،، الامر بيدي واحـد مـا يشـارك
يامولع اصبر في تدابيـر مـولاك
،،،،،،،،،،،،،، اصبر وقل ما دبـر الله امبـارك
دبرة ولي العرش ومدير الافـلاك
،،،،،،،،،،،،،،، كنك على الغالي امديـر امـدارك
واللي تود وريف عينك اليا جـاك
،،،،،،،،،،،،،،،، هذاك ينحاه الولي عـن اديـارك
واللي اليا منه لفـا يـوم اغثـاك
،،،،،،،،،،،،،،، هذاك لـو وريتـه الغيـض زارك
وبالاخير نقول ان قديما كان هناك التواد والمحبه والعشره الحلوه بين ابناء البادية فتجد رجل من قبيله متعلق قلبه برجل اخر من قبيله اخرى وكان الجار قديما رغم البعد والترحال في البادية مكرما عزيزا والنفوس نقيه بنقاوة وبساطة الارض التي يعيشون عليها ، اما اليوم فالجار نادرا مايسأل عن جاره والكل يبحث عن نفسه ومشاغله.
-------------------------------------------
زماننا غير زمانهم .. وحتى نتذكر الاولين .
منقووول للفايده