بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصادقين ورجاء الداعين والصلاة والسلام على صفوة المرسلين وعلى اله واصحابه كواكب الدين وبعد :
إخواني وأخواتي أعضاء وزوار شبكة ويلان الكرام .
هاهي ساعات يومنا تنقضي سريعا لتعقبها ساعات وساعات ! والكل يمضي سريعا وها نحن نتنقل من صباح إلى مساء ومن مساء إلى صباح
فهل حاسبت نفسك يوما فنظرت في صحيفة يومك بأي عمل أفتتحتها ؟وبأي عمل ختمتها ؟ .........
قال بكر المزني رحمه الله ( مامن يوم أخرجه الله إلى الدنيا إلا يقول ابن ادم أغتنمني فلعله لايوم لك بعدي ولا ليلة إلا تنادي ابن ادم أغتنمني
لعله لاليلة لك بعدي )
كيف تستقبل يومك سؤال جديد للقاء جديد فكم من أيام تمضي وكم من أعمار تنقضي وقليل الذين يحاسبون أنفسهم فيها قليل أولئك الذين يقرعون
النفس بسوط المحاسبة تمضي أيام الكثيرين وهم في بحار الغفلة ودياجير طول الأمل إذا نشر الفجر خيوطه رايت الكثيرين يستقبلون يومهم
بنية غير صادقه وإذا ولى اليوم وأقبل الليل رايت هؤلاء يعودون مرة أخرى إلى فرشهم بتلك النية .
قيل لبعض الحكماء بأي نية يقوم الرجل عن فراشه قال (لايسئل عن القيام حتى ينظر كيف ينام ثم يسأل عن القيام فمن لم يعرف كيف ينام
لايعرف كيف يقوم ؟ أحبتي هاهي الشمس تشرق وتغرب فهل حاسبتم أنفسكم يوما ماذا قدمت من الصالحات إن الكثيرين لايفطنون إلى مرور
الساعات ولكن أنفاسك يابن ادم معدودة ومكتوبة في تلك الساعات أنفاس معدودة وأعمال مكتوبة لو وقف الغافلون عندها لاحتاطوا لإنفسهم
لأمسكوا عن طريق الغي ولكن قليل من وفق وقليل من أبصروا الطريق الصحيح .
قال بعض الحكماء ( إذا أصبح الرجل ينبغي أن ينوي أربعة أشياء أولها أداء مافرض الله عليه والثاني اجتناب مانهى الله عنه والثالث
إنصاف من كان بينهم وبينه معاملة والرابع إصلاح مابينه وبين خصمائه فإذا أصبح على هذه النيات أرجوا أن يكون من الصالحين المفلحين )
أحبتي لقد جمعت هذه الكلمات أبواب الخير ووفق صاحبها إلى إصابة الصواب فتأمل فيها أيها العاقل وحاسب نفسك هل أنت من هذا الصنف
فإن كنت منهم فأكثر حمد ربك تعالى واسأله المزيد من فضله وإن لم تكن منهم فراجع الطريق قبل فوات الاوان واسعى إلى إصلاح أمرك
وأسأل الله تعالى التوفيق إلى طريق الفلاح فيا غافلا عن ساعات يومه إعلم أنك غير مغفول عنك ويا لاهيا اعلم أنك محصى عليك كل شي
ولا يخرج عليك صباح يوم إلا ويدعوك إلى ربك تعالى مساكين من تمضي أيامهم سدى في غير طاعة ربهم عز وجل تبزغ شمس يومهم
بالمعاصي ويختمونه عند غروبها بالمعاصي فيا مسكين وهل عمرك إلا أيام إذا أنقضت إنقض عليك الموت وإذا جاء الموت فقد تصرمت
أيامك قيل لمحمد بن واسع رحمه الله كيف أصبحت ؟ قال ( ماظنك برجل يرتحل إلى الاخرة كل يوم مرحلة )
وقال داود الطائي رحمه الله (إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك بهم إلى اخر سفرهم فإن استطعت أن
تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل فإن إنقطاع السفر عن قريب ماهو والأمر أعجل من ذلك فتزود لسفرك واقض ماأنت قاض
من أمرك فكأنك بالأمر قد بغتك ) وقال سحيم مولى بني تميم ( جلست إلى عامر بن عبد الله وهو يصلي فأوجز في صلاته ثم أقبل علي
فقال أرحني بحاجتك فإني أبادر قلت وما تبادر قال ملك الموت رحمك الله قال فقمت عنه فقام إلى صلاته )
أحبتي هكذا كان الصالحون يعرفون قدر ساعات عمرهم فيحرصون على إمضائها في طاعة الله فحري بكل عاقل أن يحاسب نفسه ويقودها
إلى طريق الطاعات وهو يستقبل يومه الجديد وإذا اواه فراشه إلى الليل أعاد حسابها وسؤالها وطريقة المحاسبة كما قال الماوردي رحمه
الله (أن يتصفح في ليله ماصدر من أفعال نهاره فإن الليل أخطر للخاطر واجمع للفكر فإن كان محمودا أمضاه واتبعه بما شاكله وضاهاه وإن
كان مذموما استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في المستقبل ) أحبتي هكذا كان الصالحون يحاسبون أنفسهم فلا تمر ساعات أيامهم سدى ولا
ينقضي عمرهم في غير طاعة فلا يفوتك أيها العاقل أن كل يوم تحياه يعد غنيمة ينبغي أن يشكر الله عليها حقا إن كل يوم يحياه المؤمن غنيمة ل
لإن في ذلك فرصة للاستزادة من الخير والرجوع إلى الله واما أكثر الناس تراهم غافلين عن ساعات يومهم بل عن ساعات أيامهم فتمر أيام
وأيام وتنقضي أعمار وهم في غفلتهم الهتهم الدنيا بأمانيها وصدتهم عن طريق الرشد ومد لهم الشيطان حبال الأمل أحبتي أن العاقل من جعل
أيامه مزرعة للاخرة فغرسها وسقاها من العمل الصالح ليحصد ثمارها غدا يوم لايجد الإنسان إلا ماقدمه من خير وشر .
أحبتي ماذا أعددتم في يومكم ليوم تفرد فيه في قبرك هل أنت مما الهاك الأمل أم من المبصرين الذين عملوا في يومهم لغدهم .
أحبتي إذا دخل يومكم الجديد فحاسبوا أنفسكم وراقبوا عمل يومكم ولو حاسب الغافل نفسه كل يوم لأفاق من سباته لأبصر قبل العمى ولكن
الكثير غفلوا عن عيوب النفس وافاتها فضاعت أيامهم في غير طاعات ومضى العمر سريعا وهم لايشعرون فإذا أصبحت فاستفتح يومك بذكر
الله واستقبل يومك بنية صادقة عازمة على فعل الخيرات وقم بفرض الله تعالى من الصلوات الخمس وكف أذاك عن المسلمين وتبسم في
وجه أخيك فإن ذلك صدقة وكن ناصحا للمسلمين ولا تدع فرصة تقربك الى الله إلا أغتنمها واحرص على تكثير رصيدك من الحسنات كحرصك
على تكثير الأموال وابتعد عن مواطن الشبهات واخيرا اجعل من نيتك دائما فعل الصالحات فإن في عقد النية على فعل الخير ثواب واجر
فتزودوا من يومكم ليوم معادكم وافتتحوا يومكم بالصالحات واختموه بالصالحات واجعلوا مابينهما خير واسطة لخير بداية وختام .
والحمد لله تعالى والصلاة والسلام على النبي عليه أفضل الصلوات والتسليم .