في المساء ذهبت أنا وصديقي إلى البحر ...و جلسنا على الشاطي .. نستمتع بمنظر البحر الجميل .. و نستنشق
هواءه العليل ... وننظر الى الأفق .. والى اتصال السماء بالبحر ... كانت السماء و نجومها .. كقطعة حريريه
سوداءمرصعة بالألماس .... حينها تذكرت قول المعري .. رب ليل كأنه الصبح في الحسن .. وإن كان أسود
الطيلسان .!
لحظات هادئة و جميله .. فقلت لصاحبي حدثني عن أول حب مر على قلبك .. ؟ ... فقال .. آه .. أه
لماذا تريد أن تخرجنا من هذا السرور ... الى الحديث عن الأحزان و الآلام ..!
قلت : لم أقصد ذلك .. ولكن هذا المكان الحالم .. دفعني الى الحديث عن احلام الشباب .!
فقال : كنت ازعم ان الحب فرض على كل مخلوق .. وان الحب هو الدواء الشافي لجميع الامراض و العلل
وكنت اعجب كيف يبحث الناس عن صلاح احوالهم و عن زوال مشاكلهم .. ويغفلون عن الحب !
كان الحب في نفسي هو الحل السحري لجميع المشاكل و هو القوة التي تستطيع ان توقف اعنف الحروب .
فمازلت هكذا حتى احببت فتاة.. كنت احس ان روحها واسعه .. واسعه جدا .. فهي كالغابه سمت أشجارها
حتى وصلت الى اطباق السماء .. وكنت كل يوم اصعد على غصن و ارتقي الى ان انتصفت بي المسافه فهبت
ريح عاصفه فحاولت ان اتشبث بتلك الاغصان فلم اقوى على الصمود .. فسقطت من فوق ... الى
الهاوية .. و تكسرت عظامي .. فصحيت من ذلك الشعور .. فلم اجد حولي غير نفوس هي احقر من البق ..!
قلت له :
ان القلب كالنسر له جناحين لايزال يطير ويسمو في آمال الحياة.. يعلو ويعلو حتى يلمس حجاب الشمس
فتحرقة الشمس بأشعتها الملتهبه.. فيهوي الى الارض صريعا.... ملقى لم يتبقى منه سوى جثمان محترق ..
ثم ركنا موضوع الحب على جانب ..
وارتشفنا الشاي ...و خضنا في مواضيع الحياة الاخرى ..