عزيزي القارئ :
تأمل معي في ( كثرة ) عدد الشعراء و الشاعرات في الوطن العربي .
هذه الكثرة و هذا الأزدحام و التدافع الذي ملأ الشاشات الفضائية و الصحف و المجلات .
انك لا تكاد تشاهد قناة فضائية إلا وظهر لك شاعر ولا تقلب صفحة جريدة الا وظهرت لك قصيدة
ولا تتصفح مجلة الا و ظهر لك نص شعري مبروز بصورة شاعر .
لنعود بالذاكرة الى الماضي الى مهد الشعر وسنوات طفولته الأولى إلى العصر الجاهلي .
في ذلك الزمان كانت القبيلة تحتفل و تقيم الولائم عندما تكتشف ان بين ابنائها شاعر
وكأن هذا الظهور شئ نادر لا يتكرر لذلك تريد ان تحتفي بهذا الظهور قدر المستطاع .
ولكن في هذا الزمان لا تحتفل القبيلة بظهور شاعر بين أبنائها ؟؟ !!
سؤالي اليك عزيزي القارئ : هل القبيلة في الجاهلية تعرف سر ظهور الشاعر أم أن القبيلة في هذا
الزمان قد غاب عنها هذا السر ؟
عزيزي القارئ
لنأخذ شاعر من الزمان الماضي و ننظر في حاله و ليقع الأختيار على ( زهير بن ابي سلمى ) .
هذا الشاعر القديم كان يحتاج في إنشاء قصيدة واحده سنة كاملة اي حول لذلك سميت قصائده بالحوليات
و الشاعر في هذا الزمان في سنة واحده ربما يطبع ديوان كامل او أكثر .
فهل الشاعر الجاهلي يعرف قيمة النص الشعري اكثر من الشاعر المعاصر ؟
في الماضي نسمع عن شعراء قتلتهم قصائدهم ومن أشهرهم المتنبي فهل كان النص الشعري خطيرلهذه الدرجه
عزيزي القارئ : سوف اقولك لك وجهة نظري و انتظر منك ان تسجل لي وجهة نظرك لانها تهمني اكثر .
في نظري : ان الأدب و خصوصا الشعر في هذا الوقت اصبح ( ملهاة او تسلية وهزل ) !!
نعم من اراد ان يتسلى فليقل شعرا و من اراد ان يقطع الفراغ ليستمع الى الشعر وهكذا .
وماهو الهزل ؟ وماهي التسليه ؟
الهزل ضد الجد و التسلية ضد الحزم فكل شعر لا يحمل قضايا مصيرية
فهو لهو و تسلية وكل شعر لا يصور عواطف إنسانية تصوير صادق فهو فراغ وكل شعر لا يدعو الى قيم
واخلاق فهو عبث وتهتك وكل شعر لا يعبر عن معاناة الأمة تعبير صادق فهو بوار .
وليس كل شعراء وشاعرات الوقت يدخلون في تلك الطوابير المزدحمه بل هناك شعراء وشاعرات
لهم كل الأحترام و التقدير و هم اصحاب رسالة ولا يحتاجون الى تزكيتي ولكن الكلام يدور على
الغوغائين فقط و أترك لك التعليق .
شكرا لكم على مشاركتي افكاري و مشاعري