بكين - إذا كنت ممن يرغبون بزيارة الصين هذه الأيام، فحاول التركيز خلال وجودك فيها على البحث عن المعلم المضيء الجديد في العاصمة بكين، وخصوصاً إذا أردت متابعة الألعاب الأولمبية. والمعلم البارز الذي نحن بصدده، هو الشاشة التلفزيونية العملاقة، "غرين بيكس"، التي باتت توصف على أنها "السور الإعلامي الخالي من الطاقة".
وتعتبر هذه الشاشة، المؤلفة، من لمبات صغيرة متوهجة Led، أحد أبرز التطورات التكنولوجية الصديقة للبيئة، ذلك أنها لا تطلق أي طاقة تذكر، إلى جانب أنها واحدة من أكبر الشاشات في العالم.وتتألف الشاشة من 2292 لمبة صغيرة متوهجة ثلاثية الصمامات، تغطي مساحة تقدر بنحو 24 ألف قدم مربع، تعمل باستخدام تكنولوجيا "فولطية ضوئية."
وقال مصنعا "الجدار الإعلامي"، شركتا الهندسة المعمارية "سيمون جيوسترا" الأميركية، وهندسة الإنشاءات البريطانية "آروب"، إن "غرين بيكس" تعمل مثل نظام عضوي، حيث يقوم بامتصاص ضوء الشمس خلال ساعات النهار، ثم يستخدمها لإضاءة اللمبات ليلاً.
غير أن هذه البساطة في القول والعمل، تخفي خلفها تكنولوجيا جديدة ثورية بكل معنى الكلمة.
إذ بمساعدة من شركتي "شويكو" و"صنوايز" الألمانيتين، تمكنت شركتا "جيوسترا" و"آروب" من تطوير التكنولوجيا الجديدة في صنع خلايا من الصفائح الفولطية الضوئية في الجدار الزجاجي.
وعوضاً عن وضعها بصورة منظمة، فقد تم توزيع الخلايا وفق كثافات متغيرة، الأمر الذي يسمح بوصول المزيد من الضوء الطبيعي داخل الجدار الزجاجي، إضافة إلى القدرة على تحويل فائض أشعة النهار إلى طاقة، وبالتالي زيادة أداء "الجدار الإعلامي."
وصفت "سيمون جيوسترا" التكنولوجيا الجديدة بأنها "المثال الأكثر تحولاً في تكنولوجيا الضوء، والتي يتم تطبيقها من خلال تثبيتها على بناية كاملة."
أما المبنى الذي ثبت عليه "الجدار الإعلامي" أو "غرين بيكس"، فهو مبنى "مجمع شيكوي الترفيهي"، الذي افتتح أمام العامة في يونيو/حزيران الما