بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
الحمدلله الذي أرشدنا من الظلمات إلى النور
وأصلي وأسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
أمـا بعـد
اخواني الغاليين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم أيها الغاليين
أولا ً :
أهنئكـم بحلول شهر رمضان المبارك
شهر العبـادة
شهـر المغفرة
شهر التوبـة وتكفيـر الذنوب والسيئات
الشهر الذي يكتب فيه عتقاء من النـار
أسـأل المولى عزوجل أن يكتبنا من عتقائه من النار
وأن يجمعنا بفسيح جناته جنات النعيم ويسقينا من نهر الكوثر مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فـأهــلا ً وسهـلا ً بكم معي في هذا الموضوع الطيب والذي أراه مهما ً لكلا الطرفين ( الشباب و الفتيات )
أسـأل الله أن ينفـع بكل من يقـرأه ويشرح صدره ويلين قلبه ويهديه إلى كل ما يحب ويرضاه
إنـه سميع مجيب الدعوات _ آمين
اخواني الغاليـــين :
تعالـو معـي نذكـر النفـوس وهاتوا السمع والبصر والفؤاد والجوارح
نذكرها فيما قدمت أو أفرطت أو عملت أو لم تعمل لانها المسؤله وستسأل وتشهد عنك أو عنك ِ
كما قال سبحانه وتعالى
( ان السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسؤلا )
فمـاذا ستجـيب عليه أيهـا الغالـي في مثـل هـذا اليـوم العظيـم !!
حيـن ترى إلـى أعمالـك الذي فعلتها بالدنيـا !! وإلا مكتـوب فيهـا !!
( زنـى ! شرب الخمر ! معاكسة فتيات ! لواط ! تارك للصلاة ! سماع الأغاني ! مخدرات ! .. إلـخ )
وأيـن نحـن مـن آيـات الـلـه عزوجل في كتابه العزيز .. حين قال تعالى :
( يـوم ينظـر المـرء مـا قـدمــت يــــداه )
هذا اليوم ينظر المرء إلى أعماله الذي قدمها في الدنيا
إن كانت خيرا ً
فله البشارة والراحه والإطمئنانيه
وإن كانت شرا ً
فله الحسرة والندامه والمذله والإهانه
وأيضا ً قوله تعالـى :
( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ
يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
كما هو الحال في هذا اليوم العصيب
عندما يؤتى بجهنم يتذكر الإنسان ذاكرته كلها
الآن في الدنيا فينا من ينسى بعض الذكريات سواء كانت على خير أم شر
لكن
في الآخرة كل صغيرة ً وكبيرة ً يتذكرها الإنسان وتكون عليها حجة ً
ولا يستطيع إنكارها وحتى لو نكرها !! شهدت عليه الجلود والأعضاء والأبصار والفؤاد !!
حينها !!
يـدرك أنه كان في ضلال بعيد وكان في غفلة من أمره
ويـدرك حقيقة استهزاءه في الدين من أقوال العلماء أو الدعاة أو طلاب العلم بأنه كان مخطئا ً
وحبـه للدنيـا ويعرف قيمتها الذي لا تساوي عند الله جناح بعوضـه !!
سبحان الله يا اخواني
حين تكشف الحقائق كلا الطرفين ( المؤمن الصالح والمسلم الفاسد )
كلا منهما يندم في مثل هذا اليوم !!
أمـا
المؤمن الصالح
فيكون ندمه انه ليته لم يمت وأكثر من أعماله الصالحه حتى يزيد ما يراه من النعم التي أنعمه الله بها
أمـا
المسلم الفاسد أو الكافر
فالمسلم الفاسد يتحسر ندما ً على ماأفرطه في جنب الله ونال من الجزاء مايستحقه إلا من رحمه الله بمغفرته
والكافر كذلك يتحسر ندما ً على تعاليه وكبره وغروره وتكذبيه في وحدانيه الله وشركه به ايضا وسيستحق
من العقاب ما يستحقه وليس ذلك على الله بعزيز
قـد يتعجـب منكـم أحـدا ً أو يستاهـل بهذا القـول ويقول كلامك غير صحيح
وما اعتقد أنه كل شيء سيكشف وإنها إن ظهرت أعمالنا فسيظهر منها آخر ما متنا عليه !!
لكني أرد عليه وأقول قوله تعالى :
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ
وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
حشـى لـلـه الظلـم وهـو العـدل سبحانـه
هذا قول خالقكم فماذا ستقولون له ؟
اخواني الغالييـن :
الموضوع خطيـر
والذي أخطر من ذلك
هو الذي يستهين بهذا الموضوع ولا يتدبر عظم هذه الآيـات
لا أريـد أن أطيـل عليـكم أكثـر من ذلك
لكني سأختصر /
عليكم بتقوى الله عزوجل
والتقوى هي الخوف من الله عزوجل ومهابته ومحبته
عليكم بمحاسبه أنفسكم قبل أن تحاسبوا
عليكم بالصحبه الصالحه وابتعدوا عن الصحبه السوء
فوالله هذه الصحبه الفاسده لو أرادت الخير لكم !! لمـا أرشدتكم إلى عصيان الرب سبحانه وتعالى !!
انظروا ماذا قال الله عزوجل في كتابه العزيز عن مرافقه الصحبه الصالحه :
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ
تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
قال سبحانه اصبروا مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه
ما قال اصبروا مع الذين لا يدعون ربهم !!
قال مع الذين يدعون ربهم لانهم عرفوا قدر الله ومشوا عليه بطاعته والعمل الصالح
أما
الصحبه الفاسده فلا تدعي خيرا ً بالله وإنما تدعي شرا ً للعصيان والخزلان
وإن دعت بالخير فإنها تدعي لمصلحه مـا حتى تصل إلى ما تهدف إليه عياذا ً بالله
فأنتبهوا أيها الغاليين
وهذا شهر رمضان على الأبواب
الله الله بالتوبة وتكفير الذنوب والسيئات
اخلصوا النيه لله عزوجل وستجدون الراحه والإطمئنان بإذن الله
الخلاصه
لا تنسوا أن الله يغفر الذنوب جميعها وإن وصلت إلى آخر سمـاء !! ولا يبالي في تكفيرها
كما قال تعالى :
قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم