بسم الله الرحمن الرحيم
يروي الشيخ/سعيد بن مسفر القحطاني
الداعية الإسلامي المعروف تفاصيل قصة حدثت في إحدى مناطق المملكة، وتدور أحداثها حول نزاع على أراض مملوكة لأناس واعتدى عليها طرف آخر ووصلت القضية إلى المحكمة، حيث اشتكى صاحب الأرض المعتدين وطلب القاضي إحضار شهود للمدعى عليه على أنها أرضه، وفي اليوم المحدد لجلسة الحكم النهائية جهز شاهدين لإثبات تملكه الأرض فقرر المعتدي أن يحضر شهودا يؤكدون أنها أرضه، وبعد جلسة مسائية استطاع فيها أن يقنع هؤلاء بالشهادة له, وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن الأرض ليست له، ولكن كانوا موعودين بشيء من المدعى عليه مقابل الشهادة، وتواجد الثلاثة من الصباح الباكر في المحكمة عند القاضي وشهدوا شهادة كاملة أن الأرض الفلانية هي ملك فلان بن فلان ويقصدون صاحبهم وأنه هو مالكها الحقيقي، وانتظر القاضي إلى حين حضور المدعي، حيث سأله القاضي ماذا تقول في فلان وفلان فقال هم رجال ثقة ولا أشك فيهم مطلقا فقال: له القاضي لقد شهدوا أن الأرض لخصمك ولا يمكن إعادة الأرض لك فقال: الرجل حسبي الله ونعم الوكيل، ثم خرج من المحكمة واتجه إلى صوب أحد المساجد، حيث توضأ وضوؤه للصلاة ثم صلى ركعتين ورفع يديه إلى الله داعيا على الثلاثة الذين ظلموه وقال يا رب إنك تعلم أنه أخذ أرضي بالباطل وإنهم شهدوا زورا وبهتانا فخذ حقي منهم عاجلا غير آجل اللهم إني أعلم أنك ستأخذ حقي من الظالم ولكني أريده الآن عاجلا، وانتهى الرجل من دعائه وهو يبكي، وفي الجانب الآخر خرج الثلاثة فرحين مسرورين وقد جاءوا في سيارة واحدة وبينما هم سائرون في طريقهم تعرضت سيارتهم في المنعطف الأخير قبل الوصول إلى بلدتهم لحادث وكان الموت للثلاثة جميعا فقد استجاب الله للمظلوم وهو القائل في الحديث القدسي (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) فكانت هذه النهاية للظلم ولشهداء الزور.