معوقات تعترض الوساطة في غزة
افرز التصميم الإسرائيلي على مواصلة الهجوم العسكري في قطاع غزة حتى النهاية , الحاحا على بدء وساطة لإعادة الهدوء بسرعة وإنشاء قواعد تعامل جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويبرهن الهجوم البري الذي بدأته القوات الإسرائيلية بعد ثمانية أيام من الغارات الجوية المكثفة على أن الإسرائيليين لن يستعجلوا أبدا وقف حملتهم العسكرية ضد حركة حماس . ويبدو الجيش الإسرائيلي مصمما على النجاح في تحقيق ما فشل فيه خلال الحرب ضد حزب الله في لبنان عام 2006. ولكن ليس هناك أي تأكيد بأن النصر في متناوله رغم الظروف المواتية الآن أكثر مما كانت عليه أثناء النزاع المسلح مع حزب الله .
وخلافا لحزب الله فإن حماس لاتجد دعما عسكريا خارجيا للصمود أمام التفوق الإسرائيلي برا وبحرا وجوا , في عدد وعدة الجنود وفي المعدات العسكرية الحديثة المتطورة . ولكن الصعوبة التي تواجه أي وساطة هي كيفية الحصول على محاورين في غزة , مع عدم وجود اتصالات بين حماس والدول الغربية . ومن ثم تأتي الوساطة المصرية أو تدخل سوريا التي تستضيف قيادة الحركة . ومن الواضح أن إسرائيل ستتفادى مناقشة أي حل أو هدنة يضفي الشرعية على حماس .
وإذا كان من السابق لأوانه رسم الخطوط العريضة لوقف اطلاق النار , إلا أن معطيات الحرب معروفة وهي العمل فورا لوقف القتال لأن السخط الدولي يتفاقم مع ازدياد سقوط الضحايا من المدنيين في هذه المأساة الجديدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.