 |
|
 |
|
«عكاظ» في بيت العزاء وتزور مسرح الجريمة
مجزرة «الإثنين الأسود»... تغتال التهدئة
عائلة أبو معتق فقدت الشهيد مسعد مرتين خلال عامين

عبد القادر فارس - غزة
لم يكن الرضيع مُسعد أحمد أبو معتق ابن الـ18 شهرا الذي استشهد مع أمه وشقيقتيه التوأم ردينة وهناء ( 6 سنوات ) وشقيقه الرابع صالح ( 3 سنوات ) أمس الأول في مجزرة بيت حانون قد نُفخت فيه الروح وهو في بطن أمه حينما استشهد أخوه غير الشقيق، الذي كان يحمل نفس الاسم. الواقعة الأولى حدثت خلال اجتياح قوات الاحتلال للبلدة واغتيالها لمُسعد أحمد أبو معتق (25 عاماً) في الثاني والعشرين من نوفمبر 2006، لقد نذرت الزوجة الثانية للحاج أبو مسعد “مُيّسر أبو معتق (42 عاماً)”، حينما استشهد مُسعد ابن زوجها الذي أنجبه من زوجته الأولى “خضرة” ، أن تمنح جنينها الذي كانت تحمله في شهرها الثالث تقريباً، اسم الشهيد مُسعد، عله يصبح مثل أخيه مقاوماً يدافع عن بلده ويستعيد ارضه.
وقبل عام وبضعة أشهر تقريباً وضعت الأم مُيّسر طفلها مُسعد الجديد، وفرحت به أشد الفرح، فقد رأت أنها ستعوِّض زوجها عن نجله مُسعد الذي استُشهد، وأصرّت أن يحمل نفس الاسم، دون أن تدري أنّ جيش الاحتلال سيقتله في المهد، وليس فقط قبل أن يشتد عوده. ومع صباح يوم الاثنين الأسود استشهدت مُيّسر وأطفالها الأربعة وبذلك تكون إسرائيل قد قتلت الشهيد مسعد مرتين في أقل من عامين .
والد الشهداء الأب أحمد أبو معتق لم يكن يدري حينما فكّر في الزواج بزوجته الثانية قبل عقد ونصف من الزمان، أنه سيأتي اليوم الذي يفقد فيه أسرته الجديدة، وكذلك نجله مُسعد الكبير من زوجته خضرة التي ثكلت مُسعداً مرتين.
في بيت العزاء جلس الحاج أبو مسعد الذي نجا من المجزرة لوجوده في بيته الثاني المجاور لبيت الشهداء يتلقى التعزية من الجيران والوفود التي جاءت من جميع أنحاء القطاع , واقتربنا منه لتعزيته والحديث معه , لكنه لم يكن قادرا على الكلام , فهو مشتت الذهن , وقد أصابته الصدمة بعدما فقد عائلته خلال لحظات , غير أنه وبعد محاولة أخرى قال : حسبي الله ونعم الوكيل , الله ينتقم من إسرائيل , ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء وأمهم , هل كانوا يقاتلون أم يطلقون الصواريخ , إسرائيل دولة مجرمة تقتل الأطفال دون ذنب. عكاظ " زارت مسرح الجريمة.. البيت يبدو وكأن زلزالا أصابه فقد تحول إلى أطلال ودمار , وآثار دماء هنا وهناك , وأواني الطبخ وبقايا طعام لازالت مبعثرة فى المكان الذي قتل فيه الأطفال ووالدتهم. المنزل يبدو فقيرا جداً ومكوّنا من غرفتين احترقت إحداهما ومدخله من الصفيح الرقيق الذي تطاير من قوة الصاروخ. وروى الجيران لـ عكاظ ما جرى مؤكدين ان الأم وأطفالها كانوا يتناولون طعام الإفطار استعدادا للذهاب إلى مدارسهم، حينما داهمتهم قذائف الاحتلال دون سابق إنذار، لتحوِّلهم إلى أشلاء ممزقة في لمح البصر. ويقول (أبو مرزوق ) كيف حضر الحاج أبو مسعد بعد أن سمع صوت الانفجار في منزله , فلم يقو على الوقوف وكان يجلس على الأرض بالقرب من بقايا أشلاء ودماء أطفاله وزوجته. |
|
 |
|
 |