تلخيص : الفصل الأول
تاريخ كلمة الأدب
تقلبت هذه الكلمة - الأدب - في العربية على ثلاثة أدوار لغوية .
الدور الأول : فهي لم تكن معروفة في الجاهلية وصدر الإسلام إلا بما يؤخذ من معناها النفسي الذي ينطوي فيه وزن الأخلاق
الدور الثاني : لما جاء الإسلام ووضعت أصول الآداب واجتمعوا على أن الدين أخلاق يتخلق بها ، فشت الكلمة حتى نشأت طبقة المعلمين
لعهد الدولة الأموية .
الدور الثالث : ثم استفاضت الكلمة وكانت مادة التعليم الأدبي قائمة بالرواية من الخبر و الشعر و اللغة ونحوها فأطلقت على كل ذلك
فالكلمة ( الأدب ) إذن من موضوعات القرن الثاني أي بعد أن بلغت الدولة الأموية مبلغها من المجد العربي أما في القرن الأول فقد كانوا
يسمون ما يقرب من ذلك بــ (( علم العرب )) و لم ينتصف القرن الرابع حتى كان لفظ (( الأدباء )) قد زال عن العلماء جملة وانفرد
بمزيته الشعراء و الكتاب في الشهرة المستفيضة لإستقلال العلوم يومئذ وتخصص الطبقات بها .
المؤدبون
أما المؤدبون فهم الذين ارتفعوا عن تعليم اولاد العامة إلى تعليم أولاد الخاصة أو أولاد الملوك المرشحين للخلافة .
فمن المؤدبين أبو معبد الجهني و عامر الشعبي كانا يعلمان أولاد عبد الملك بن مروان وهما أقدم المؤدبين و محمد بن المستنير
المعروف بقطرب كان يؤدب المهدي و الكسائي كان يؤدب الرشيد و الفراء كان يؤدب ولدي المأمون وكان المفضل الضبي
يؤدب الواثق ، الى أن بدأ لقب المؤدب ينزل عن رتبته إذ كانت العجمة قد فشت وضعفت النزعة العربية في الدولة فختم
تاريخ الأدباء - كما قيل - ( بثعلب و المبرد ) وكانت وفاة المبرد سنة 258 للهجرة و ثعلب سنة 291 للهجرة فيكون
ختام تاريخ الأدباء (( أي المعلمين )) في أواخر القرن الثالث الهجري .
علوم الأدب وكتبه
إن الزمخشري المتوفى سنة 538 للهجرة أراد أن يجعل للأدب حدا علميا فعرف علوم الأدب بأنها علوم يحترز بها عن الخلل
في كلام العرب لفظا و كتابة وجعلها اثنى عشر ، منها أصول لأنها العمدة في ذلك الإحتراز وهي :
اللغة و الصرف و الإشتقاق و النحو والمعاني و البيان و البديع و العروض و القوافي .
ومنها فروع وهي : الخط - أي الإملاء - وقرض الشعر و الإنشاء و المحاظرات ومنه التواريخ .
أما كتب الأدب فهي على الحقيقة كتب العلوم التي مرت وقد وضعت كتب كثيرة أشهرها كتاب ( الأغاني ))
لأبي الفرج الأصفهاني وهو الكتاب الذي استوعب فيه أخبار العرب وأنسابهم و أشعارهم و أيامهم ودولهم فكان أفضل ما يتأدب به
في العربية .
ودمتم بخير