وأما سبب تحرك الأمير ثويني بن عبدالله لإستعادة حكم آل عريعر على الأحساء فهو لأن العلاقة بين آل سعدون الأشراف حكام مملكة المنتفق وآل عريعر حكام دولة بني خالد كانت أكبر من تحالف عسكري ، حيث ان هنالك علاقة مصاهرة تاريخيا ، فالأمير ثامر بن سعدون آل شبيب (أخو الأمير ثويني من أمه وولد عمه) كان متزوج من آل عريعر وهم أخوال ابنه منصور , يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو، أحداث هذه الفترة , ج 3 , ص: 598 ((( وكان هناك خطر أكبر بدأ يهدد العراق منذ عام 1790م من جهة حدوده الصحراوية وهو الخطر الوهابي . وهنا أيضا كان كل شي يتوقف على موقف المنتفق , اذ ان بيت سعدون , الفرع الحاكم من آل شبيب , كانوا متصاهرين مع عريعر وهم الأمراء الوحيدين الذين كانوا أو مازالوا يقاومون الوهابيين في داخل شبه الجزيرة العربية ))). و يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ،عند حديثه عن الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف , ج 3 , ص: 622 ((( وكان أبناء العائلة يزوجون بناتهم دوما فيما بينهم وكانوا يختارون زوجاتهم فيما عدا ذلك فقط من ربيعة , باوية (شيوخ بني خيقان ) , أو عريعر , أو شمر ))). وبعد سقوط دولة بني خالد عاش مجموعة من عشائر بني خالد وحكامهم (آل حميد) في مملكة المنتفق كضيوف على آل سعدون الأشراف ، يذكر عبدالكريم المنيف الوهبي ، في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، ص: 395 ((( ارتبط الفريقين بعلاقة قوية ، اذ عاشت بعض العشائر الخالدية ومن ضمنها بعض آل حميد أنفسهم مع المنتفق وارتبطوا بهم الى عهد قريب ))).
وقد قام والي بغداد بإعطاء الأمير ثويني بن عبدالله خمسين ألف قرش ومائة فرس وغيرها ، ولم يخرج الأمير ثويني من بغداد الا بعد أن وزع كل ماأعطي له على المحتاجين ، يذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل ، في كتابه تاريخ الكويت السياسي ، ج:1 ، ص: 63 ((( اعطاه خمسين الف قرشا ومائة ناقة ومائة فرسا ومائة خلعة فما خرج ثويني من بغداد الا بعد ان فرق جميع مااعطاه الوزير الى من يستحق ذلك))). وتحرك الأمير ثويني بن عبدالله محاطا بموكب من بغداد الى البصرة ، حيث فرح به المهاجرين من الأحساء ومن نجد ، واتته القصائد منهم تحثه على التقدم للأحساء ، يذكر المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية ، في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ، ج:1 ، ص: 219 ((( فحين قدم البصرة فرح به أهل تلك الأوطان فرحا شديدا ، وقالوا هذا الذي يأخذ الثار ويخرب ذلك الديار ، وأتته منهم القصائد يحضونه ويحرضونه ويعجلونه بالمسير))). وما ان وصل الأمير ثويني بن عبدالله الى البصرة واستعاد حكمه لمملكة المنتفق حتى بدأ بإستنفار رعاياه وقواته من حواضر وبوادي مملكة المنتفق فحشد عشرين ألف مقاتل عربي بالإضافة الى العشرة آلاف جندي التركي المرسلين من قبل والي بغداد ومتسلم البصرة ، ثم اتجه بهم الى الجهراء التي عسكر فيها ثلاثة أشهر وبدأت قبائل بني خالد والظفير وغيرها من البوادي بالتجمع لديه لدعم الحملة ، ثم اتجه الى القطيف بقواته البرية بينما كانت هناك قوات بحرية حملت على سفن أرسلت الى ميناء دولة بني خالد في القطيف ، يذكر المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية ، في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ، ج:1 ، ص: 225 ((( ولما استقر ثويني في المنتفق والبصرة واستنفر رعاياه فحشد معه عربان المنتفق وأهل الزبير وأهل البصرة ونواحيها ، وحشد جميع عربان الظفير ونزلوا عليه ثم حشد بنو خالد كلهم ماغاب منهم الا المهاشير ، ورئيسهم براك بن عبدالمحسن ، ونزلوا على ثويني وهو نازل على الجهراء ، فأقام عليها نحو ثلاثة أشهر وهو يجمع البوادي والعساكر والمدافع وجميع آلات الحرب من البارود والرصاص والطعام وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر وأركب أيضا عساكر في السفن من البصرة ، ومعهم الميرة تباريه في البحر وقصدوا ناحية القطيف واتفق له قوة هائلة))). يذكر تعداد جيش هذه الحملة الخارج من البصرة بإتجاه الجهراء ، الرحالة الإنجليزي المعروف جاكسون في رحلته للعراق عام 1797م ، كتاب مشاهدات بريطاني عن العراق سنة 1797 ، وقد كان وقتها في عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ في نفس وقت تواجد حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله في الأحساء (وقد ذكرنا في فصل سابق مقتطفات من رحلته) ، ص: 53 ((( كان جيش الشيخ يبلغ زهاء ثلاثين ألف مقاتل منهم عشرة آلاف جندي تركي وعشرون ألف مجند عربي))).
وما ان تحرك الأمير ثويني بن عبدالله بإتجاه الأحساء حتى بدأ كبير علماء دولة بني خالد والأحساء الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد فيروز آل بسام الوهبي التميمي الحنبلي (من العلماء المعروفين في نجد, وقد ولد سنة 1141هـ, وتوفي سنة 1216هـ ، وهو واحد من العلماء المعدودين الذي كانوا يستطيعون مخاطبة الخليفة العثماني مباشرة ) دعم الحملة والتمهيد لقدومها بقصيدة لحاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله ، نذكر منها هذه الأبيات:
لك الطالع الميمون بالسعد قد وطا
وأقلام أيدي النصر قد كتبت خطا
وألوية الإقبال تخفق بالمنى
وأعلام إعلام الأماني بكم نعطى
تباهت بك الدنيا سروراً, وجندا
قلادة مجدٍ أنت درّتها الوسطى
يبشر بشر الوجه منه بنيل ما
رجونا بكم, والظن بالله ما أخطا
ويكمل فيها واصفا حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله بتاج الملك وذاكرا لنسبه وطالبا منه أخذ الثأر لدولة بني خالد:
وأملت الأرواح روح المنى وقد
توالت لنا الأفراح وضدنا انحطا
بمقدم تاج الملك (ثاني الذي ثنى)
عناناً لأخذ الثأر أكرم به سبطا
تأرّجت الأحساء طيباً بذكره
وأسكرنا حتى حسبناه اسفنطا
تباشر من ضاقت عليهم رحابها
بنجح وفسح إذ بها جنده حطا
بطلعته أرجو لها الأمن والمنى
وتجديد أفراح بها ندرك البسطا
لتأخذ فينا نخوةً هاشميةً
فنعطف أرحام بتعجيل ما استبطا
بدأت الحملة تدخل الأحساء وترافقها سفن التموين والذخيره ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ج:3 ، ص: 203 ((( وفي هذه الأثناء كان ثويني قد بدأ زحفه ترافقه سفن التموين والذخيرة))). وبدأت الحملة الدخول في اشتباكات متقطعة وحققت غنائم تقدر بمائة ألف رأس من الغنم ، يذكر المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل ، في كتابه تاريخ الكويت السياسي ، ج:1 ، ص: 63 ((( واشتبك معهم في بعض المواقف اثناء الطريق وانتصر عليهم وغنم منهم نحو مائة ألف رأس من الغنم))). وقد أمر الأمير ثويني بن عبدالله بإرسالها لمدينة البصرة ، والتي فقد سكانها أغنامهم في الهجمات التي حصلت من قبل قوات الدولة السعودية الأولى على دولة بني خالد وقبائلها المنسحبين الى البصرة والتي أدت الى تعرض مراعي سكان البصرة للهجوم مع قبائل وعشائر بني خالد ، يذكر المؤرخ حامد البازي في كتابه البصرة في الفترة المظلمة ، ص: 120 ((( فجاء ونظم جيشه الممارس للحروب وفي أول هجوم له على الوهابيين غنم منهم مائة ألف رأس من الغنم بعث بها الى البصرة فاستقبلها الناس بالفرح وكانت النساء تزغردن ثم ذبحت الأغنام ليتذوق الناس طعم اللحم بعد أن حرموا منه مدة طويلة))).
وقد كان الأمير براك بن عبدالمحسن المعين كحاكم اسمي للأحساء سابقا من قبل الدولة السعودية الأولى قد انضم للحملة ، ولكنه أرسل للدولة السعودية الأولى سرا بانه سوف يبدل ولاؤه لهم بمجرد ظهور قواتهم، وبذلك أصبحت الأحساء بأكملها تحت سيطرة الأمير ثويني بن عبدالله ، وبدأت قوات الدولة السعودية الأولى اتخاذ مواقع دفاعية عن نجد ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ج:3 ، ص: 203 ((( وبعد تعرضه لتهديد قوي تحول براك حاكم الحسا وقائد قواتها اليه ايضا. وقد برر موقفه تجاه الوهابيين بأنه مجرد انحناء أمام العاصفة وأنه عند ظهور الجيش سينتقل فورا الى صفهم. ولم يبق في بني خالد مخلصا للوهابيين سوى المهاشير . وشكل هذا الوضع ضربة قوية لهم لأنهم اضطروا الآن الى جعل خططهم الحربية تقتصر على الدفاع عن المداخل المؤدية الى نجد: طلبوا من قبائل المطير ، وسبيع ، وسهول ، وقحطان ، وعجمان ، الذهاب مع قطعانهم ونسائهم وأطفالهم الى منطقة بني خالد الشتوية واحتلال مواقع المياه في الصمان . وتحت تغطية البدو تقدمت طلائع الجيش الوهابي الى الصمان ، بينما بقي سعود في حفر العتش))). ولم يكن إنضمام الأمير براك للحملة بالإضافة الى الخسائر الأولية هي الهاجس الأكبر للدولة السعودية الأولى ، بل ان الهاجس الأكبر كان انهيار المعنويات بشكل كبير وبدء بعض القبائل بمراسلة الجيش القادم سرا لأخذ الآمان والتعهد بدعم الحملة وبعدم محاولة التصدي فعليا لها. يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر للأحداث) ، عند حديثه عن حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله ومراسلة بعض القبائل له سرا، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , ص: 212 ((( فلما سار بما معه من العشائر والجنود الباسلة والعشائر اضطرب من نجد البادي والحاضر ، وانقاد له من عشائر ابن سعود ماتضيق به الاغوار والنجود ، وانحلت به من الاعداء العزائم وعاهدته من الاعراب الهامات والجرائم))). ويذكر مراسلة بعض القبائل سرا للحملة ، المؤرخ حمد بن لعبون (المعاصر للأحداث) ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية ، ولد قبل عام 1768م وتوفي 1844م، كتاب تاريخ حمد بن محمد بن لعبون , ص: 586 ((( فانحازت البوادي حين بلغهم اقباله وضعنوا عن قرية . ثم: رحلوا عن الطف , وانحازوا على أم ربيعة وجودة واشتد عليهم الأمر, وساءت الظنون وكثر فيهم التحاور حين ورد ثويني الطف. ثم ظعن منه ونزل الشباك والعربان قد اشتد بهم الأمر ومعهم شوكة من الحضر محدرهم سعود قوة لهم , أميرهم حسن بن مشاري , وثويني متوجها للبلاد , وغالب بدو العارض قد كثر فيهم الخلل , ومنهم من كاتبه وأخذ أمانا خفي نسأل الله العافية))). يذكر المؤرخ الشيخ حسين بن غنام ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى (المعاصر للأحداث ) ، في كتابه تاريخ نجد ( روضة الأفكار والأفهام) ، ص: 199 ((( وظل ثويني بن عبدالله يتحكم في (الأحساء) ويعلن أنه قريب يستولي على بلدان نجد فيتم له النصر))). وقد كانت قوات الدولة السعودية الأولى بقيادة حسن المشاري قد اقتربت كثيرا من قوات الحملة ، وأرسل حسن المشاري كتيبة لتحتك بالحملة في محاولة لإعطاء الفرصة للأمير بارك بن عبدالمحسن الحاكم الأسمي للأحساء سابقا لتنفيذ ماوعد به من تبديل ولاؤه للقوات السعودية ، الا ان الأمير براك لم يستجب لهذه المحاولة ، يذكر المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو ، ج:3 ، ص: 203 ((( أرسل كتيبة قوية بقيادة حسن المشاري الى الطف ووضع تحت قيادته القوة الطليعية المتقدمة التي كانت معنوياتها منخفضة الى درجة خطيرة. وما أن وصل مشاري الى الطف حتى تلقى أمرا بأن يتخذ مواقعه في مكان أبعد الى الجنوب قرب جودة وأم ربيعة. وعندما وصل الى هناك أرسل مجموعة قوية لكي تحتك بالعدو وتمكن براك من العودة الى الوهابيين. لكن براك لم يجد الفرصة المناسبة أو أنه لم يكن يريد ايجادها))).
25- إغتيال ثويني وقصائد رثاء قيلت فيه :
وما ان بدأ الجيش حط الرحال في منطقة الشباك حتى توجه مملوك اسمه طعيس من عبيد بني خالد وتابع لقوات الدولة السعودية الأولى الى مكان الأمير ثويني بن عبدالله واتاه من الخلف واغتاله وذلك بعد ان رماه برمح في ظهره ، وعلى الفور جرد الأمير ثويني بن عبدالله سيفه وضرب به المملوك طعيس قبل أن يكمل من كان حوله عليه ، ثم سقط الأمير ثويني مغشيا عليه وحمل الى خيمته وتوفي بعد ذلك بعدة ساعات في واحدة من أقوى عمليات الإغتيال تأثيرا على مجرى الأحداث في تاريخ المنطقة في القرون المتأخرة ، وأجتمع الرأي على محاولة إخفاء خبر موته حتى لاتتأثر معنويات الجنود ، وقالوا بأنه مريض ، وتم تعيين أخوه الأمير ناصر بن عبدالله مكانه ، يذكر العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، قسم المنتفق، ص: 410 (((وعند حط الرحال قتل الشيخ ثويني غيلة وذلك أنه كان منفرداً عن حاشيته أثناء نصب الخيام فأتاه من خلفه خادم يسمى (طعيسا) وطعنه برمح بين كتفيه فخر شهيداً (فقتل ذلك الخادم في الحال ولم يستنطق عمن عمده على فعلته) وحمل الشيخ ثويني إلى داخل خيمته ميتاً. ثم دفن سراً في (جزيرة العماير) وأراد رؤساء قومه إخفاء موته لئلا تنفل جموعهم وأخبروا بأنه مريض وجعلوا يطلبون له القهوة والماء تظاهراً بأنه حي. وعينوا أخاه (ناصراً) وكيلاً عنه وذلك في 4 محرم عام (1212هـ 1796م))). يذكر المؤرخ خير الدين الزِّرِكْلي المولود عام 1893م، في كتابه الأعلام وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين يقع في ثمانية مجلدات، وذلك عند حديثه عن اغتيال حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير ثويني بن عبدالله الملقب بأبو قريحة ، المجلد الثاني ، ص: 102 (((وتحرج موقف الترك (العثمانيين) أمام غزاة نجد، فأعاده سليمان باشا (والي بغداد) إلى منصبه في المنتفق، وانتدبه لقتالهم. وزحف أبو قريحة يريد نجدا، فلم يلبث أن أغتاله عبد اسمه (طعيس) من عبيد جبور بني خالد، من أتباع آل سعود، في مكان يسمى (الشباك) - بتخفيف الباء - من ديرة بني خالد))).
أما كيفية وصول طعيس لمعسكر الحملة فتبدأ عند خروج الأمير براك بن عبدالمحسن مع بعض جنوده من بني خالد لحملة استطلاع حول المعسكر الرئيسي للحملة ، ومن ثم اصطدامهم مع قوات للدولة السعوية الأولى وأسرهم لعدة أسرى كان من بينهم المملوك طعيس ( وطعيس كان أصلا عبدا لبني خالد ومع قوات براك سابقا وانفصل عنه - عندما توجه الأمير براك للانضمام للحملة – ثم التحق طعيس بقوات الدولة السعودية الأولى ) ، وعند وصول الأمير براك بن عبدالمحسن الى معسكر الحملة قام بإطلاق طعيس هناك في تصرف مبهم، وعندها اتجه طعيس مباشرة بحثا عن ثويني حتى وجده واغتاله من خلفه غدرا ، يذكر المؤرخ حمد بن لعبون ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية (المعاصر للأحداث) ، ولد قبل عام 1768م وتوفي 1844م، كتاب تاريخ ابن لعبون المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، عند حديثه عن طعيس، ص: 207 ((( وقد فارق براك يوم اقفا براك قاصدا ثويني ، وصار العبد عند المسلمين ثم غزا مع ركب وأخذوا الركب وصار مع الخوالد الحربيين ، فحين نزلوا الشباك وجلس ثويني عدا عليه معه رميح فيه حربيه رثه وطعنه بين كتفيه))).
ويختلف المؤرخون حول من هو المسؤول عن عملية اغتيال الأمير ثويني بن عبدالله الى أربعة أراء ، الرأي الأول أن طعيس قد تصرف من قبل نفسه ويرى هذا الرأي بعض مؤرخين الدولة السعودية الأولى ، ويرى هذا الرأي أيضا المؤرخ والمستشرق الألماني البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم ، في كتابه البدو، ج3 ، ص: 203 ((( وهنا أنقذ الوهابيون بمعجرة من خطر أكيد. فقد قام عبد شبه مجنون من عبيد بني خالد بقتل ثويني (نهاية يونيو / حزيران) في شباك على بعد مسيرة 12 يوما جنوب البصرة، ويبدو أن الدافع الى ذلك كان حب الظهور))). الرأي الثاني أن الأمير براك بن عبدالمحسن هو المسؤول عن ذلك ويعلل أصحاب هذا الرأي ذلك ، بكون الأمير براك بن عبدالمحسن رأى أن الأمير ثويني بن عبدالله سوف يعطي حكم الأحساء للأمير محمد آل عريعر لذلك عزم على إفشال الحملة ، يذكر المؤرخ العثماني التركي الشيخ رسول الكركوكلي ، في كتابه دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء ، ص: 204 ((( أما القاتل فقد تجمعوا عليه وقتلوه حالا، ولم يعرف هل هو من اتباع عبدالعزيز الوهابي او انه من جماعة شيوخ بني خالد. أما محمد العريعر والبراك فقد كان كل منهما يطمع بالاستيلاء على الاحساء وجعلها تحت حكمه. وكان الشيخ ثويني يميل الى محمد العريعر ويسانده ويعده باعطاء حاكمية الاحساء اليه، ولذلك اضمر البراك الغدر به ونفذ ما اضمره، هذا مااتجهت الظنون اليه في حينه))). الرأي الثالث أن طعيس مرسل من قبل الدولة السعودية الأولى لإغتيال الأمير ثويني بن عبدالله ، يذكرالمؤرخ حامد البازي ، في كتابه البصرة في الفترة المظلمة ، ص: 121 ((( وكان طعيس قد بايع على قتل ثويني وتبرع على اغتياله باي ثمن كان فضرب المثل المشهور في منطقة البصرة والكويت والزبير ونجد فقيل – باع بيعة اطعيس – ويراد بذلك لمن صمم على عمل شيء ولو كان مصيره الموت حيث قتل طعيس في حينه ))). الرأي الأخير يجمع بين الرأي الثاني والثالث وهو أن العملية نفذت بتنسيق بين الدولة السعودية الأولى والأمير براك بن عبدالمحسن والذي نقل العبد طعيس معه كأسير الى المعسكر ثم قام بإطلاق سراحه هناك لينفذ عملية الإغتيال ، يذكر الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف وسهيلة عبدالمجيد القيسي ، هامش كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، ص: 212 ((( ومن المرجح ان قتله كان نتيجة لاتفاق جرى بين احد زعماء بني خالد ، وهو براك بن عبدالمحسن ، وعبدالعزيز آل سعود ، بسبب مابلغ الاول من عزم ثويني اسناد الاحساء الى منافسه من بني خالد أيضا ، هو محمد بن عريعر))).
بعد اغتيال الأمير ثويني بن عبدالله قام الأمير براك بن عبدالمحسن بالإنسحاب بجنوده من الحملة والإنضمام الى قوات حسن بن مشاري ، وهو ماأدى الى إحداث فوضى بين قواتها ، يذكر المؤرخ الشيخ عثمان بن بشر ، مؤرخ الدولة السعودية الأولى والثانية ، في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ، ج: 1 ، ص: 228 ((( وكان براك بن عبدالمحسن بينه وبين حسن بن مشاري مكاتبات ومراسلات لأنه ندم على المسير مع ثويني ، وذلك لأنه رأى وجهه واقباله لأولاد عريعر ، فعرف انه ان استولى على الأحساء لايؤثر عليهم أحدا ، فلما قتل ثويني انهزم براك الى حسن بن مشاري فوقع التخاذل والفشل في جنود ثويني))). يذكر العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، قسم المنتفق، ص:411 (((ولكن رغم ذلك التكتم فشا خبر موته فانسل (براك الخالدي) بقومه وانضم إلى حسن بن مشاري. فوقع التخاذل والفشل في بقية الجموع))). لذلك قرر حكام المنتفق الإنفصال عن الحملة بقبائلهم وعشائرهم ، وذلك بعد خيانة الأمير براك بن عبدالمحسن لهم وهم القادمون لإعادة الأحساء الى حكم بني خالد ، وبعد أن بدأت قوات الحملة بالتفكك بسبب ماقام به الأمير عبدالمحسن بن سرداح بدأوا بالإنسحاب وتركوا المدافع العثمانية والجنود العثمانيين حتى لاتبطيء تحركهم ، وقد تلقت القوات العثمانية هجمات قاسية في الصحراء وخسائر كبيرة خصوصا في الذخيرة والمدافع التي فقدت بكاملها تقريبا ، يذكر المؤرخ العثماني التركي الشيخ رسول الكركوكلي ، في كتابه دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء ، ص: 205 (((أما اخوان الشيخ ثويني وعشائر المنتفك فقد القوا ما بأيديهم من المدافع ، واكتفوا بانقاذ عوائلهم وانفسهم وفروا الى ديارهم. وأما العسكر البلوجي فقد وقع الوهابيون به ضربا وأسرا، واستولوا على مامعه من مدافع وعتاد وغير ذلك وذهبوا به غنيمة باردة الى الدرعية))). وقد وصلت أخبار ماحصل الى بغداد وكان تأثيرها شديدا ، يذكر المؤرخ العثماني التركي الشيخ رسول الكركوكلي ، في كتابه دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء ، ص: 205 ((( لقد وصلت أخبار هذه الحادثة الى بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين والف فكان وقعها شديدا))). يذكر عبدالكريم المنيف الوهبي ، في كتابه بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ/ 1669 – 1794م ، عند حديثه عن تنافس حكام دولة بني خالد على الحكم والذي أفشل الحملة وقضى على أمل بني خالد بإستعادة الأحساء ، ص: 351 ((( استمر ذلك التنافس حتى بعد ذلك. إذ كان من أسباب فشل حملة ثويني سنة 1211هـ . أثر مقتله والتي كان يعول عليها بنوخالد بإستعادة الأحساء من الدرعية ))).
وما أن وصل حكام مملكة المنتفق وقبائلهم الى صفوان حتى بدأوا تنظيم قواتهم من جديد ، وأرسل الأمير ناصر بن عبدالله الى والي بغداد يطلب منه أن يأمر الجنود العثمانيين أن يتجمعوا في محاولة من الأمير ناصر بن عبدالله العودة بالحملة من جديد ، ويبدو أنه من خلال هذا الطلب كان يرغب بأن يخلف أخوه الأمير ثويني بن عبدالله وأن لايعود الحكم لولد عمه الأمير حمود بن ثامر ، الا أن سليمان باشا والذي كان يعرف أن الأمير ناصر بن عبدالله يعتبر شخصية غير موالية للعثمانيين والذي كان أيضا قد غضب من ترك الجنود العثمانيين ومن خيانة الأمير براك بن عبدالمحسن الخالدي ، كان قد صرف النظر عن القيام بحمله عثمانية تكون قيادتها عربية ، لذلك قام سليمان باشا بالأعتراف رسميا بحكم الأمير حمود بن ثامر على مملكة المنتفق (الموالي للعثمانيين في تلك الفترة) وذلك كي يقطع الطريق على الأمير ناصر بن عبدالله . يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر للأحداث) ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , ص: 213 ((( حتى نزلوا سفوان وامل اخوانه الاطمئنان والسيادة بعد ذلك القتيل على ذلك القبيل ،فما تم لهم ذلك التأميل لكون الوزير لما حصل لثويني ماحصل ، ورجع ذلك الفل وانفتل ، انصرف عنهم الى حمود فنصبه حاكما على السائد والمسود))).
ويرثي كبير علماء دولة بني خالد والأحساء الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد فيروز آل بسام الوهبي التميمي الحنبلي (وهو من العلماء المعروفين في نجد, وقد ولد سنة 1141هـ, وتوفي سنة 1216هـ ، وهو واحد من العلماء المعدودين الذي كانوا يستطيعون مخاطبة الخليفة العثماني مباشرة ) حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله ، بقصيدة نذكر منها هذه الأبيات:
على ما جرى من ربنا يلزم الصبر
وإن كان يبدو في مذاقته الصبر
ولا حول في كل الأمور وقوة
سوى بالذي في كل شيء له الأمر
إلى الله أشكو فادح الكرب إنه
جديرٌ بجبر الكسر إن عظم الكسر
عليه اعتمادي، وهو ذخري وعدتي
إذا ضاق بي عسر أتى منه لي يسر
وكم حمل وزر أعجز الظهر حمله
فحطّ بعفو منه عن وازر وزر
فالله طود المدّ إذ هدّ ركنه
عجبت لطود المجد إذ ضمه قبر
ولله بحر الجود يقذف درّه
فأصبح لا مدٌّ لديه، ولا جزر
ولله شمس الفضل تسمو بأفقها
فغادرها كشفٌ به عظم الأصر
ولله بدر التم في برج سعده
علاه سرار، فاختفى ذلك البدر
ولله نجم في المعالي به الهدى
وكوكب فضلٍ فيضه الجود والوفر
ولله مقدام الكتائب في الوغى
وقائدها في الروع قدامه النصر
ولله جرّار المقانب معلم
وفي الروع بسام، وأعلامه حمر
ولله من لا ينثني عن مرامه
بدون المنى إذ يشبع الذيب والنسر
أيا فارس الأقران في حومة الوغى
ستبكي عليك البيض، والضمر الشقر
وتبكي ظباء من (شبيبٍ) بحرقة
على من لها في الروع يوم الوغى ستر
ستهمي عليك العين وابل دمعها
فإن لم تفض دمعاً، فما إن لها عذر
ستبكي عليك المكرمات بأسرها
وراياتك الغرا وأندية خضر
فسحقاً لقينٍ قد رقى منك مرتقىً
علياً وكم قد صيد بالخرب الصقر
ففي فعل وحشيٍ بحمزة أسوة
كذا بأبي حفصٍ إمام التقى البر
وقد أسقي الملعون من كفك الردى
وسل الغوي النار منها لها سعر
ويوم الجزا يصلى سعيراً بما اجترى
له بلظاها مستقر به نسر
ويصل فيها للقول:
لئن غاب بدر التم منك فإن في
شموس العلا أخوانك النصر والجبر
كذا في (حمودٍ) ذي المحامد والعلا
لنا خلف إذ أنه الماجد البر
أبي تقي لوذعي مهذب
شجاع مطاع فاتك باسل بحر
و(آل شبيبٍ) ذو المفاخر والعلا
ليوث الشرى أرجو بهم يدرك الثأر
ستبكيك منهم عصبة هاشمية
بسمر القنا والبيض أدمعها حمر
وتشفى حزازات النفوس بوقعة
بها يشبع السرحان والأسد والنمر
فقوموا لأخذ الثأر قومة ماجدٍ
بعيد عن العورا غيور ولا غر
بصير بكر الخيل والفر في الوغى
خبير بتدبير الأمور ولا غمر
فأنتم أسود والعدى بقر الفلا
فما إن لها عنكم محيص ولا فر
فما أنتم عزل لدى حومة الوغى
وما باعكم عن نيل ثأر به قصر
ألستم كماة الروع بل أسد الشرى
ليوث الوغى من فعلها الهتك والأسر
ألا فانفروا وانحوا العدى وابذلوا القوى
خفافاً ثقالاً ثبت في اللقا صبر
ألا فاطلبوا ثأراً عزيزاً فإنه
ببيض الظبى والسمر يستدفع الأمر
وينعي حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبدالله ، المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر للأحداث) ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , ص: 218 ((( وقتله طعيس شلت في النار منه اليدان ، فقد هد بموته ركن من اركان الاسلام ، وكسفت به شموس السيادة والأعظام ، فبكاه كل شرف وجود ، وشق من جرائه للمروءة البرود ، وندب الناس به الكرم ، وندبت العوالي به معالي الهمم ، فابنه الاكابر ، وعظمت المراثي للمأثر ، وذلك في حكومته الثانية كما سلف قريب في عام أرخه (غريب) سقى الله ثراه من الرخى بشأبيب))). و يوافق مجموع حروف هذه الكلمة سنة ( 1212). ويرثي المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري الأمير ثويني بن عبدالله بقصيدة ، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , ص: 219:
هو الليث وافاه على غرّةٍ سهمُ
فهدّ به للمجد آطامه الشمُّ
فها كلّ قلبٍ فيه من رزئه لظى
وها كلّ طرفٍ فيه من أدمعٍ يمّ
فقدنا به غيثاِ مريعاً وسيّداً
رفيعاً وبدراً نوره الفضل والحلم
وذا راحةٍ يحيى بها الفضل والندى
ويؤدى بها الإقتار والجدب والعدم
فيا قبره واريت من لا سماحه
يوارى ولا أخلاقه يقرب الذم
ضممت شبيبياً نماه إلى العلى
عليٌّ، ولم يوجد كأمٍّ له أم
فحسبك ما أودعت من جسم ماجدٍ
نعته لنا الأسياف والذبّل الصم
بكيناه حتى أسعدتنا على البكا
سيوفٌ بكى من نوحها الكمت والدهم
وبيضٌ عذارى ما فجعن بمثله
فأدمعها سحبٌ وأوجهها قتم
لقد سرّها الدم الخدود لرزء من
لدن مات مات الفضل والنائل الجم
فقد كنّ في ظل الحجال نواعماً
ولمّا هوى في اللحد أبرزها اليتم
وحقّ كميت الخيل منع ظهورها
لفقد فتى يبكيه منه له الحزم
فقد كان خوّاضاً بها كلّ سورةٍ
تقاعس عن دأماتها الباسل القرم
وقد كان مطعاناً عليها ومطعماً
لهنّ إذا ما قلّ في اللزب الطعم
وحقّ لأقوامٍ متى ما تقلّبت
بهم نوبٌ حمٌّ مكارمه أمّوا
بكاءٌ عليه بالدماء فطالما
تدفّق فيهم من مراهبه سلم
فتى لا يمسّ الضيم حارة جاره
ولا يتمشّى حول مخفوره ظلم
حمى ما حماه بالصوارم وائلٌ
وشاد فخاراً بالقنا دونه النجم
معاليه قد أسمت مغازيه حبّذا
معالٍ، وإن كانت بغاراته تسمو
ويا حبّذا منه الندى وأواصرٌ
إلى هاشمٍ تنمى وسؤدده الضخم
وفصلٌ ولا جورٌ، وبذلٌ ولا رئا
ومدٌّ ولا جزرٌ، وجذمٌ ولا وصم
وحلمٌ ولا طيشٌ، وعقلٌ ولا هوى
وقولٌ ولا فحشٌ، وعرضٌ ولا ثلم
لتبك اليتامى والأيامى حلاحلاً
أغرّ شبيبيّاً له أعرق الجذم
تخبّرنا عن فضله الجمّ أعصرٌ
هي الغرّ لولا أنها مذ قضى ذهم
قضى فانقضى الجود الذي عنه حاتمٌ
تقاصر بل معن السمّاح بل اليتم
قضى فانقضت لذّات بدوٍ، وقوّضت
قبابٌ بها للخائف الأمن والشكم
قباب أناسٍ ما شكا قطّ جارهم
ولا نطقوا لا قطّ بخلاً، ولا همّوا
وما نزلوا قطّ الوهاد، وإنما
بيوتهمو بالسمر فوق الربى الشم
ولكنّهم سادوا وذادوا وأفضلوا
إلى أن سموا ما لم يكن غيرهم يسمو
سموا ب (ثويني) كلّ مجدٍ معمّدٍ
ببيضٍ لها في كلّ ما ملكٍ رسم
أميراً فقدناه، فمات الندى به
فما هو إلا الروح والنائل الجسم
فشلت يمينٌ من (طعيسٍ) سطت بمن
تأثّف طلاب الجدى بعده اليتم
فأضحوا ولا خالٌ بخال، ولا ندى
بهالٌ، ولا أمرٌ يقام ولا حكم
جدعت به، يا كلب، عرنين قومه
وأشملهم بذلاً إذا كلح الأزم
وأمضاهم عزماً، وأشهرهم علىً
وأعظمهم صبراً إذا عظم الحطم
فللت حساماً لا كهاماً وإنما
هو الصيرم الأراء والفارس الشهم
خسرتَ ، قتلت السامي القدر والذي
سجيّته التقوى وديدنه الرحم
ومن لا يعيب الناس إلاّ سماحه
ومجداً على توصيفه عكف النظم
قتلتَ (ابن عبد الله) والحاكم الذي
قضاياه عن مشهورها يهرب العقم
ومن هو للإسلام وجهٌ وقبلةٌ
ومن حكمه لم يعر ساحته الظلم
ومن بيته روضٌ، وساحته حمىً
وهمّته عليا، ومظنونه علم
عليه من الرضوان وبلٌ وديمةٌ
يسجّان ما بدرٌ تلألأ أو نجم
هذه صورة توضح التحركات العسكرية داخل الجزيرة العربية لحاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله وذلك انطلاقا من مملكة المنتفق و توضح أيضا تحركات حكام دولة بني خالد ( آل عريعر) العسكرية انطلاقا من الأحساء: