(يحكى عن فلاح أنه في ذات يوم أرسلوه بزيارة إلى منزل رجل ثري نبيل, استقبله السيد ودعاه إلى مكتبه وقدم له صحن حساء.
وحالما بدأ الفلاح تناول طعامه لاحظ وجود أفعى صغيرة في صحنه، وحتى لا يزعج مضيفه فقد اضطر لتناول صحن الحساء بكامله بدون أن يتحدث بأي كلمة.
وبعد أيام شعر بألم كبير مما اضطره للعودة إلى منزل سيده من أجل الدواء. استدعاه السيد مره أخرى إلى مكتبه, وجهز له الدواء وقدمه له في كوب.
وما إن بدأ بتناول الدواء حتى وجد مره أخرى أفعى صغيرة في كوبه.
قرر في هذه المرة ألا يصمت وصاح بصوت عال أن مرضه في المرة السابقة كان بسبب هذه الأفعى اللعينة. ضحك السيد بصوت عال وأشار إلى السقف حيث علق قوس كبير,
وقال للفلاح: إنك ترى في صحنك انعكاس هذا القوس وليس أفعى- في الواقع لا توجد أفعى حقيقية.
نظر الفلاح مره أخرى إلى كوبه وتأكد أنه لا وجود لأي أفعى, بل هناك انعكاس بسيط, وغادر منزل سيده دون أن يشرب الدواء وتعافى في اليوم التالي. )
«عندما نتقبل وجهات نظر وتأكيدات محددة عن أنفسنا وعن العالم المحيط فإننا نبتلع خيال الأفعى.
وستبقى هذه الأفعى الخيالية حقيقية ما دمنا لم نتأكد من العكس لذا حاول ألا تختلق وأن تتثبت بعيدا عن التركيز على الأوهام».